مشهد الأزمة اليمنية لا يزال غامضاً، مرتبكاً، وأكثر من ذلك مخيفاً ومعيباً أن تصل فيه دولة تاريخية بحضارتها وثقافتها ورجالها إلى هذا المنزلق الخطير من الفوضى، وانفلات الأمن، والقتل، والتدمير على يد «ميليشيات» متحزبة لفكر مؤدلج لا تمثّل أغلبية مجتمعية، ولا تنتمي إلى حزب سياسي، وإنما جماعة تنفذ أجندة إيرانية في المنطقة. لقد أعاد التقدم «الحوثي» في اليمن، وتحديداً بعد سقوط صنعاء الرئيس اليمني الأسبق «علي عبدالله صالح» إلى الواجهة، حيث لا يزال ممسكاً بخطوط عريضة من اللعبة السياسية والأمنية، ويمارس دوراً خفياً مع جماعة «الحوثي»؛ بحثاً عن موطئ قدم جديد لحزبه أو ابنه، وهو ما يراه الجميع أحد أهم أسباب التدهور الحاصل في اليمن، ويتطلب معه فك ارتباط «صالح» مع «الحوثي» وإخراجه من الساحة اليمنية. وفي المقابل لا يزال مقترح إنشاء مجلس رئاسي يتولى إعادة هيبة الدولة والحكومة في مواجهة الحوثيين مطروحاً كحل أفضل من المواجهة العسكرية أو من مقترح التقسيم (شمالي، جنوبي)، أو حتى من تحول «الحوثي» إلى «حزب الله» جديد في اليمن. ندوة الثلاثاء تناقش هذا الأسبوع الأحداث السياسية والأمنية في اليمن. هل دعم تقسيم اليمن يمثل خياراً لإعادة الأمن والاستقرار؟ أم يُعدّ مخاطرة ويزيد الأمور تعقيداً وانفلاتاً؟ مشكلة معقدة في البداية تحدث "أ. د. أحمد آل منيع" عن واقع اليمن الشقيق، قائلاً: "ليس هناك أشد عمقاً وتعقيداً وتركيبة من المشكلة اليمنية الحالية في كل أبعادها، سواء فيما يتعلق بالبعد الداخلي أو ما يتعلق باللاعبين والأطراف الخارجية المهتمين بالشأن اليمني"، مضيفاً أن الكل يعلم أنه منذ عام 1962م وبعد انهيار الملكية الأمامية تحوّل اليمن إلى واقع سياسي "ديموقراطي" بثوب عسكري، وكان عامل الاستقرار الأول هو شخصية الرئيس نفسه وقدرته على التلاعب بالأطراف الداخلية من أجل البقاء، مبيناً أنه نجح "علي عبدالله صالح" بقدرات قد تفوق الخيال في حكم اليمن تلك الفترة، وبطريقة بارعة وماكرة، واستطاع أن يدير اليمن من حيث بُعده الأمني وبُعده السياسي، لكنه ليس رجل دولة، ولم يكن رجلاً استراتيجياً بالمعنى الحقيقي، وبالتالي تراكمت المشاكل اليمنية مع الوقت حتى انفجرت عام 2004م، وهو العام الذي دخلت فيه اليمن بُعداً جديداً مع تراكم المشكلات، حيث أصبح الرئيس السابق غير قادر على إدراتها، خاصةً عندما أتى الربيع العربي الذي أحرق الأخضر واليابس في اليمن، مشيراً إلى أن الحوثيين أحكموا اليوم سيطرتهم على ما يقارب (60%) من جغرافية اليمن، وسيطروا كذلك على (60%) من أسلحة القوات المسلحة، بل إن جميع مفاصل الدولة بأيديهم. متغيرات جديدة وأوضح "أ. د. أحمد آل منيع" أن قرار الحكومة في الوقت الحاضر تابع للحوثيين وبتحالف مع "علي عبدالله صالح"، مضيفاً أن مجرد انفكاك هذا التحالف، فإن "الحوثي" سيضعف كثيراً، مؤكداً أن "علي عبدالله صالح" مازال يُمثل مركز الثقل في اليمن، مبيناً أنه أمام التمدد الحوثي ظهرت مجموعة من المتغيرات الجديدة منها متغير القاعدة، وكذلك متغير القبائل والحراك الجنوبي، إضافةً إلى متغير المبادرة الخليجية، وبالتالي يمكن أن نُطلق على اليمن بالدولة الفاشلة، حيث أصبح الموقف فيها مركباً، حيث لا يستطيع الحليف التقليدي أو الراعي التقليدي وهي المملكة العربية السعودية في هذا الوقت أن يتدخل بذات الأدوات السابقة، لافتاً إلى أن الموقف اليمني مركب يتداعى فيه البُعد الداخلي وينهار، بل وتتبدل فيه مراكز قوى في الداخل والخارج، والتي كانت بعيدة عن اليمن كأمريكا، ويبدو أنها تعود إلى الساحة الآن. حركة حوثية وتداخل "د. محمد السبيطلي"، قائلاً: الحركة الحوثية من أهم الطرق الفاعلة في المشهد اليمني اليوم، تعود نشأتها إلى نهاية التسعينيات، مضيفاً أنه من حيث النشأة تمت التقاء مصالح بين مجموعة من "المذهب الزيدي" الذين يشعرون بوجود مظلمة سُلّطت عليهم منذ النظام الجمهوري على أثر ثورة 1962م، ومن قبل السلطة التي كانت بيد الرئيس السابق "علي عبدالله صالح" آنذاك للحد من نفوذ الحركات الأصولية في شمال اليمن، وفي اليمن بشكل عام، مبيناً أن المقصود هنا في الأساس هي الحركة السلفية، خاصةً أن هذا الأمر تأكد فيما بعد مع أحداث سبتمبر 2001م، ذاكراً أنه في نهاية التسعينيات بدأ يشعر "علي عبدالله صالح" أن الحركة الاسلامية بشقيها الاصلاحي الإخواني والسلفي أصبحت قوة ضاربة، حيث تأكد هذا فيما بعد بظهور انشقاقات في الحركة السلفية في اتجاه حركات مسلحة، وقد أصبحت مزعجة للسلطة من جهة، وكذلك مزعجة اقليمياً ودولياً، لافتاً إلى أنه فيما بعد استخدمت الحركة ليس لتصفية حسابات فقط مع أطراف سياسية، لكن مع أطراف حليفة مع نظام "علي عبدالله صالح" منذ نشأته، وهنا كان واضحاً أن الرئيس السابق أراد من خلال حروبه ضد الحوثيين وهي ست حروب منذ 2004م أن يورط حليفه الذي هو "علي محسن الأحمر"، والذي كان يمثل إلى حد ما الذراع العسكري لبعض الحركات السياسية، التي هي بطريقة أو بأخرى حليفة كذلك ل "علي عبدالله صالح" تتقاسم معه السلطة على مستوى البرلمان، بل وكانت شريكة في حرب ما يسمى "الانفصال" عام 1994م ضد الحزب الاشتراكي. د. آل منيع: الحوثيون يسيطرون على 60% من جغرافية اليمن.. والتحالف الشيعي -الأمريكي مخيف! وهم الاضطهاد وقال "محمد السامعي" إن الرئيس السابق لليمن "علي عبدالله صالح" سبقه أربعة رؤساء "السلال" و"الأرياني" و"الحمدي" و"القشمي"، كان أكثرهم فاعلية "الحمدي"، مضيفاً أن "د. محمد السبيطلي" ذكر أن الحركة الحوثية نشأت في نهاية التسعينيات، وأن المذهب الزيدي كانوا مضطهدين من قبل النظام الجمهوري، مؤكداً أن اليمن منذ (100) عام لم يحكمها سوى حاكم زيدي، ووُجد ك"أيديولوجية" للحكم وليس كمذهب فقهي، مبيناً أن الذين شعروا بوهم الاضطهاد فهم الاثني عشرية الشيعية في "صعدة"، ليتلاقى هذا الوهم مع وهم الاضطهاد في طهران، أو ما يسمى الحنين الفارسي، ليشكلوا مجموعة في جنوب شبه الجزيرة العربية، ذاكراً أن الوضع في اليمن لا يتعلق بالحوثيين فقط، وإنما هم جزء من اللعبة، حيث يوجد حراك في شمال الشمال، وهناك حراك في الجنوب، وقاعدة في المنطقة الشرقية، كذلك هناك غليان باطني في الوسط، مشيراً إلى أنه فيما يتعلق بالحركة الحوثية الشيعية على وجه الخصوص فهي ترتكز في شمال الشمال، وكذلك مناطق جنوب الجنوب الذين مازالوا يؤمنون أن حقهم حق الهي، وهؤلاء يوجدون على حدود المملكة العربية السعودية كاملة، ويهدفون الى بناء هلال شيعي، يبدأ ربما من "صعدة"، وقد يصلون إلى هدفهم؛ لأنهم يعملون وفق خطط استراتيجية وأهداف واضحة المعالم منذ عشرات السنين. مبادرة خليجية وقال الزميل "سالم الغامدي" لا شك أن اليمن وصل إلى درجة كبيرة من المشاكل والفقر، وأعتقد أنه لا يحتاج إلى مزيد من الانفلات الأمني، مضيفاً أنه منذ فترة طويلة يعتمد على معونات كثيرة من دول الخليج كالمملكة وأخرى من الولاياتالمتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية، متسائلاً: أين وصلت المبادرة الخليجية؟ ألم تستطع بمعاونة من الرجال المخلصين في اليمن إيجاد الحلول؟ وكيف نستطيع "لملمة" الجراح والاتفاق على حكومة وطنية تشمل جميع الأطياف لتدفعه إلى تنمية أكثر؟ وعلّق "أ. د. أحمد آل منيع"، قائلاً: "ما يتعلق بالمبادرة الخليجية فإن ما حدث في (21) سبتمبر أكبر من قوتها، فهي لم تكن تتوقع مثل هذا الحدث، وبالتالي حصل ما يسمى باتفاق السلم والشراكة"، مضيفاً أنه لم ينفذ منه سوى (30%)، خاصةً الملحق الأمني الذي تحرص عليه دول الخليج بقوة، مبيناً أن عقلية التأثر السائدة في اليمن أكبر من أي مبادرات، و"الحوثي" معروف عنه أنه لا يلتزم بأي قرار، ومهما توفر له المسرح المناسب لا يلتزم بأي اتفاق، ذاكراً أن هناك دور "علي عبدالله صالح"، و"المليشيات" تُعد حوثية، وهي ذات العناصر وذات العقلية، حيث تُعتبر أداة تنفيذية فاعلة وذكية جداً لكنها ليست مخططة، لافتاً إلى أن التخطيط الذي حصل من إيران يعد تخطيطاً مهماً، لكن من يحكم اليمن ليسوا الحوثيين وإنما "علي عبدالله صالح"، وينتظر فقط الوقت المناسب حتى يضع ابنه "أحمد" في سدة الرئاسة أو في دور مرحلي. وأضاف: مازال الخليجيون يجرون وراء المبادرة، إلاّ أننا بحاجة ملحة للتعديل فيها حتى يكون متوازياً مع القوى الموجودة في المسرح اليمني، إضافةً إلى المتغيرات الكثيرة التي حصلت، ولا أعتقد أن أي مبادرة أياً كانت لن تكون فاعلة ما لم تكن هناك إعادة تعديل موازين القوى على الأرض، مبيناً أنه إذا لم يجد "الحوثي" من يكبح جماحه، ويكسر مفاصل أركانه، ويفك التحالف القائم بينه وبين "علي عبدالله صالح" فإن الوضع اليمني سيزداد تعقيداً. آل مرعي: السعودية ودول الخليج لن تتدخل عسكرياً ولكن يبقى الحل بأيدي اليمنيين أنفسهم عقلية الثأر وتداخل "محمد السامعي"، قائلاً: "المبادرة الخليجية تُعد من أفضل المبادرات التي قدمت لليمن على مر التاريخ، وكانت كفيلة باخراج اليمن واليمنيين إلى بر الأمان، لكنها وئدت يوم (21) سبتمبر بتوقيع اتفاقية السلم والشراكة التي لم تشر إلى المبادرة الخليجية، ولا إلى أي شيء فيها"، مضيفاً أنه شهد عليها "ابن عمر" ووقع عليها كل اليمنيين الذين كانوا محبوسين في دار الرئاسة من فجر اليوم وحتى استيلاء الحوثيين على كل المؤسسات، كانوا لا يدرون ماذا يجري في الخارج، لأن جوالاتهم صودرت منهم! وعلّق "إبراهيم آل مرعي"، قائلاً: حتى نستطيع التعرف على وضع المبادرة الخليجية وكيف تستطيع احتواء الأزمة الموجودة في اليمن، يجب أن نعرف من يقف خلف الحوثيين من الداخل ومن الخارج، مضيفاً أن من يقف خلف الحوثيين من الخارج إيران، ومن الداخل الجيش الذي يصنف مخاطر فساد حرجة بتصنيف 2012 و2013م، وهو موزع إلى ثلاثة أجزاء، جزء موالٍ للرئيس المعزول "علي صالح"، وجزء للقبائل، وجزء للمال، مبيناً أنه يقف خلف "الحوثي" كذلك "علي عبدالله صالح" الذي حفظت له المبادرة الخليجية ماله وكيانه، وكان من المفترض بعقلية الرئيس الفذ الذي يفدي وطنه أن يبتعد عن المشهد السياسي، إلاّ أنه بدأ يتصرف بعقلية الثأر لاستعادة المجد وإن لم يستعده لنفسه فلابنه "أحمد"، مشيراً إلى أنه كما ذكر الأستاذ "محمد السامعي" أن المبادرة الخليجية نجحت نجاحاً باهراً وتجير للدول الخليجية والمملكة لأنها حقنت دماء اليمنيين، لكن مع وجود عقلية الثأر الحوثية، ومع وجود "علي عبدالله صالح"، ومع وجود التدخل الإيراني، فإنها تُعد منتهية، مُشدداً على ضرورة وجود "خطة أزمة"، وبعدها نحتاج إلى ما يسمى الخطة الاستراتيجية تتمثل في دعم اقتصادي وبنية تحتية، وقد تحتاج من (10) إلى (30) عاما. قوى جديدة وقال "د. محمد السبيطلي": عندما تحدثت عن المظلمة رد عليّ الأستاذ "محمد السامعي" أن كل الحكام كانوا "زيود"، كذلك رأى وجود "الاثني عشرية" في اليمن، وأعتقد أنه لا وجود لها، وقد عشت ما يزيد على (13) عاماً في اليمن وعملت أبحاث عديدة حتى على "المذهب الزيدي" نفسه، وكنت باحثاً في المركز الفرنسي ومدرساً في جامعة صنعاء، وواكبت جميع الحروب، مضيفاً أن الجيش اليمني فيه مكون آخر، وهو المكون الجنوبي الموالي للرئيس "هادي"، وهذا هو الذي يعتمد عليه في تأمين نسبي لوضعه، مُشدداً على أهمية تفعيل العقوبات الدولية؛ لأنها تعد عاملاً مُسهماً في تعديل القوى وفك الاتباط بين "الحوثي" والرئيس "علي عبدالله صالح"، مضيفاً أن عملية فك الارتباط يجب أن تكون بإيجاد تعديل نسبي للقوى، فنحن الآن أمام تشكل قوى مسلحة جديدة مواجهة ل"الحوثي" بدءاً من "رداع" و"تعز" و"الحديدة" و"ذمار"، وثمة تحرك قبلي مدعوم ببعض القوى الأخرى التي وجدت نفسها خارج السلطة بفعل التمدد العسكري، مبيناً أننا أمام مواجهة عسكرية نسبية مع "الحوثي" التي قد توقف التمدد من جهة، وقد تفتح الفرصة نحو تدخل دولي وإقليمي سياسي ودبلوماسي، وكذلك عن طريق العقوبات الدولية. د.السبيطلي: تشكيل قوة مقاتلة لمواجهة «الحوثي» انطلاقاً من المناطق الشافعية الأكثر تسنناً دور مستقبلي وأكد "أ. د. أحمد آل منيع" أن اليمنيين الموجودين في الخليج العربي لهم عمق في اليمن وبالتالي فإن عدم الاستقرار سيؤثر على وضعهم، كذلك هناك تداعيات خاصة بإيران، من خلال ضمها ل"هرمز" و"باب المندب" الذي يمر بها حوالي (60%) من التجارة العالمية، مضيفاً أن هناك تحالفا أمريكيا شيعيا، لهذا نرى أمريكا تحاول الآن ترشيح اليمن من جديد للعب دور مستقبلي؛ لأنه بالنسبة لها يحتل موقعاً استراتيجياً في اتجاه المحيط الهادي؛ لإحداث معادلة صراع جديد مع الصين، مشيراً إلى أن اليمن تُشكّل أهم دولة الآن في الشرق الأوسط، وبالتالي جميع الدول مثل إيران وأوروبا وأمريكا والدول الخليجية ترشحها أن تصبح في وضع جديد يلبي مصالحها، ذاكراً أن الانعكاسات "الجيواستراتيجية" على الخليج بالغة، خاصةً إذا كان هناك حضور إيراني في "عدن" أو على بحر العرب، إضافةً إلى الانعكاسات الأمنية والجغرافية والاقتصادية تتطلب خيارات تحتاج الى مناقشتها. وتداخل "إبراهيم آل مرعي": أعتقد مع سيطرة الحوثيين الذين خاضوا حرباً في عام 2009م تم توفير بيئة مثالية لأي تنظيم متطرف على مستوى العالم، وتعد اليمن رابع دولة بعد العراق وسورية وليبيا في توفير البيئة المثالية للتنظيمات الارهابية، مضيفاً أن الوضع القائم الآن لا يمكن أن يبقى كما هو، إذ نجد أن هناك خيارات متاحة، وقد تكون مؤلمة، لكي يتم إيجاد حلول للوضع، مضيفاً أن الانعكاس المؤثر هو الانفلات الأمني وترك المجال للتنظيمات الارهابية مثل القاعدة للعبث بالدولة، لافتاً إلى أن الانفلات وغياب هيبة الدولة وضعف المؤسسة العسكرية وكذلك انهيار الأجهزة الأمنية والصراع القبلي "الحوثي" جميعها تعد أفضل بيئة مثالية، بل ولا يمكن أن تتمنى القاعدة أفضل من ذلك. وعلّق "د. محمد السبيطلي"، قائلاً: هناك مسألتان؛ الأولى: إمّا أن يتمكن "الحوثي" من السيطرة على اليمن، وهنا سنجد أنفسنا أمام قاعدة خلفية لإيران بالنسبة لدول الخليج والمملكة بشكل خطير، مما يؤدي إلى تهديد التجارة الدولية عبر "باب المندب"، وكل مصالح الدول المشرفة على البحر الأحمر وبحر العرب، مضيفاً أن المسألة الثانية هو فشل وعدم تمكن "الحوثي" بسبب التداخل القبلي وانتشار الجماعات الأخرى المتشددة والمتطرفة، مما يؤدي إلى فوضى عامة، حيث سنجد أنفسنا أمام قاعدة لكل التنظيمات المسلحة المتطرفة، ومن جديد سنجد أنفسنا في مأزق مثلما يحدث في العراق وسورية. دور ضبابي وطرح الزميل "أيمن الحماد" سؤالاً قال فيه: ألا ترون أن الوضع الموجود ستتضرر منه الولاياتالمتحدة؟ وألا ترون أنه سيؤثر على رصيد الولاياتالمتحدة في محاربة القاعدة؟ وأجاب "أ. د. أحمد آل منيع"، قائلاً: الدور الأمريكي ضبابي في سورية والعراق وكذلك اليمن، إضافةً إلى أنه أصبح معقداً في الشرق الأوسط، بل وله علاقة في صياغة استراتيجية جديدة، مضيفاً أن أمريكا مازالت تهتم بحكم الأقليات، فليس مستبعداً أن يحكم "الحوثيون" اليمن، وكما قال الأستاذ "إبراهيم آل مرعي" أنه ليس هناك خطر من الفكر الحوثي، إنما ما يزعج أمريكا هو الفكر السني، مبيناً أن هناك وزراء في أمريكا وأوروبا وباحثين وعلماء يتحولون بين عشية وضحاها إلى الإسلام السني، خاصةً في ألمانيا حيث نرى أن هناك أستاذة جامعات كبار يتحولون إلى الإسلام السني، ويقال ان خلال الخمسين عاما القادمة ربما سيكون رؤساء الدول الأوروبية مثل ألمانيا وفرنسا مسلمين، وبالتالي هناك نوع من النهوض الحضاري قادم يسبب خوفاً على تلك الدول، لافتاً إلى أن أمريكا والدول الغربية بصفة عامة يرون في المكون الأقل وهو الشيعي وربما الاثني عشري الأفضل بالنسبة لهم، كذلك ضمن المعادلة الأمريكية هناك تعاون أمريكي إيراني، ذاكراً أن إيران فيها (90) مليون نسمة، وموقعها الجعرافي استراتيجي، وهناك صراع مع الروس، وبالتالي على أمريكا أن تقبل بها، وهي تعمل بدبلوماسية تحت الطاولة مع إيران. وأضاف: أمريكا ترشح اليمن من أجل أن تلعب الدور القادم، بشرط ألاّ يكون السني قوياً، وبالتالي تصبح ورقة الضغط على الخليجيين، حيث تنظر أمريكا بدوائرها أن منطقة الخليج العربي لم تعد مصدر أمان، وبالتالي يجب أن تعاد فيه المعادلة الاجتماعية، وهذه فكرة سائدة في الكواليس الأمريكية، مبيناً أن أمريكا ليس لها عدو إلاّ ما يسمى بالقاعدة، ومن أجل ذلك هي تدفع الدولارات ل"الحوثي"، وتقاتل ضمن صفوفه، بل ولا تريد شيئاً من اليمن سوى تشكيل معادلة جديدة يكون فيه "الحوثي" مع "علي عبدالله صالح"، وربما مع الرئيس الموجود ليشكلوا معادلة، موضحاً أنه لم نسمع لأمريكا تصريحاً في شأن قضية الرئيس السابق، حيث يبدو أن هناك وعودا سابقة مع الإيرانيين أن اليمن ستكون أمريكية. السامعي: اليمنيون قد يضطرون إلى تقديم تنازلات سياسية في سبيل «لقمة العيش» والاستقرار ثلاثة تيارات وأكد "أ. د. أحمد آل منيع" أن عدد أفراد القاعدة قليل في اليمن، إذ يقدر عددهم بألفين إلى ثلاثة آلاف، لكن مع تمدد "الحوثي" فإنه سيشكل الخطر القادم في اليمن، مضيفاً أن أمريكا تضعك ضمن أجندتها إذا ثبت أنك تقاتل القاعدة، وليس هناك إلاّ ما تسميه بالرجعية والتطرف السني، مبيناً أنه إذ تأكدت أمريكا أنك تحارب القاعدة دعمتك بالمال، حيث لم يهز عرش أمريكا إلاّ القاعدة، وبالتالي من الطبيعي أن تكون العدو، وهي كما تدعم الآن المليشيات الشيعية في سورية والعراق ضد القاعدة، تدعم كذلك المليشيات الشيعية في أفغانستان ضد السنة، لافتاً إلى أنه لو شكّل الحوثيون رئيساً لليمن لن تكون هناك حرب طائفية في اليمن؛ لأن "الحوثية الهادوية" و"الجارودية" تمثل اثنين بالمئة من مكونات اليمن، والزيدي (28%) والسني (70%)، ذاكراً أن "الزيدي" دخل في معادلة مع "الشافعية" ومع السنة، ويبدو أنه خلال (20) عاما الماضية لم يعد هناك "زيدية" في اليمن، والإسلام السني المنتشر في المملكة عاد إلى اليمن، موضحاً أن الإمام الذي جرح في مسجد علي عبدالله صالح كان سنياً، وأن الزيدية ذابت في المكون السني السائد في اليمن. وأضاف: في اليمن هناك ثلاثة تيارات؛ سني وهو الغالب ويدخل ضمنها "الزيدي"، وتيار "الاثني عشرية" وهو قائم ولديه كتاب موجود ويسعى إلى استنساخ الثورة الإيرانية في اليمن، وتيار القاعدة، الذي يشكل عنصراً بسيطاً يريد تطبيق الشريعة في بيئة غير قابلة للتطبيق. معادلة أمريكية وقال الزميل "هاني وفا": إذا سلّمنا جدلاً أن الولاياتالمتحدة تريد تحالفات مع أي جماعة طالما أنها ضد الإسلام المتشدد المتمثل في القاعدة، في المقابل كان هناك محاولات للتطاول على الحدود الجنوبية للمملكة من قبل الحوثيين، ولنفترض أن هذا الرأي سليم فهي بذلك تدعم جهة سبق أن أحد حلفائها تعرض إلى أذى منها، كيف نوازن بين الأمرين؟ وعلّق "أ. د. أحمد آل منيع"، موضحاً أن هناك معادلة أمريكية جديدة في منطقة الخليج العربي وبشكل خاص مع المملكة منذ بداية الثورات الأمريكية، وكما نعلم أن المملكة وقفت أمام التطرف في الثورات العربية، ولا ننسى أن تلك الثورات جلبت معها الإخوان المسلمين الذين لدى المملكة تحفظ على المتطرفين منهم؛ لأن الإخوان المسلمين يتكونون من ثلاثة أقسام؛ فكر تنظيمي، وسني إخواني، وسني سلفي إخواني، مضيفاً أن أمريكا ترى أن المملكة خذلتها في مصر، وخذلتها مع تركيا التي تريد أن تقحم "الأيديولوجية" الليبرالية في العالم العربي، وأن المملكة خذلتها مع قطر، مبيناً أن المملكة كانت لها رؤية مغايرة فيما يتعلق بسورية، وهناك ملفات فيها اختلاف واضح فيما يتعلق بالعلاقة السعودية الأمريكية، مما جعل أمريكا تسعى إلى ركوب موجة التحالف مع إيران، وربما تكون ركبت موجة "داعش"، وهذا يجب أن يدفع بالمملكة إلى الاعتماد على قوتها الذاتية ضمن محيطها العربي الجديد القائم، وضمن تحالفات جديدة غير الأمريكية السابقة، ذاكراً أن أمريكا تعمل دائماً على دفع طرف معين لإدخاله في معادلة جديدة وإلى مستوى معين ثم تتوقف، وهي بذلك تدفع ب"الحوثي" للاحتكاك مع الخليج بشكل عام إلى درجة معينة تتحقق فيها مصالحها، ثم تبدأ تنازلات في بعض العلاقات السياسية الأخرى، مشيراً إلى أن "الحوثي" ليس حليفاً قادماً لأمريكا، وإنما يمثل أداة من أدواتها ضد الموقف الخليجي ليقدم تنازلات في ملفات قضايا أخرى، مؤكداً أنه ليس من الممكن عزل ما يحدث في اليمن عمّا يحدث في العراق وسورية وأفغانستان. فساد وفقر وأكد "د. محمد السبيطلي" أن الغرب لا يعادي التسنن أو السنة بشكل عام، حيث توجد فكرة منتشرة في الأوساط الأكاديمية هناك أن التشيع عموماً هو عقلاني يقابله التسنن الذي هو نصي أي يعتمد على النص وحرفي إلى حد ما، مضيفاً أن "الحوثي" اليوم حليف للولايات المتحدة الأمريكية طالما يوجد تقارب إيراني أمريكي، وطالما يخدم المصلحة الأمريكية في مواجهة القاعدة، مبيناً أن من الأسباب المؤسسة ل"الحوثية" مثلما هي مؤسسة للثورة الإيرانية هي العداء لأمريكا، وهو عامل مؤسس وليس عاملاً عرضياً -الموت لأمريكا- من أول يوم للثورة الإيرانية إلى آخر يوم في التمدد الحوثي، لكن الولاياتالمتحدة تقبل به طالما أنه يحقق لها بعض الأهداف، لكن في حال وقعت خلافات إيرانية أمريكية حول بعض الملفات، فإن "الحوثي" يمكنه أن ينقلب على الولاياتالمتحدة الأمريكية في اليمن وفي "باب المندب"، ذاكراً أن الحوثي سيتحول تدريجياً إلى حركة تبتز بها إيران المنطقة والولاياتالمتحدة الأمريكية. المال ثم المال وقال "إبراهيم آل مرعي" إن الحوثيين يسيطرون اليوم على تسع محافظات، وعلى جزء من "مأرب" وجزء من "البيضاء"، مضيفاً أنه فيما يتعلق بقبول الشعب اليمني بالحكم "الحوثي" فإنني أتساءل: لماذا وصل الحوثيون إلى صنعاء؟ مبيناً أن الأمر يتعلق بالمال ثم المال، لأن الشعب اليمني يمر حالياً بفاقة وفقر، وقد استطاع "الحوثي" قبل أن يحتل صنعاء أن يحيّد زعماء القبائل في اليمن تحييداً تاماً، لا يكونوا معه أو ضده، فقط ألاّ يدخلوا معه في حرب، ذاكراً أن معظم الزعماء الذين كان يتوقع الحوثيون منهم مقاومة حربية شرسة قبل احتلالهم لصنعاء تم تحييدهم بالمال، لافتاً إلى أنه تم تقسم اليمن إلى ستة أقاليم، ووافق على هذا التقسيم جميع الأحزاب ما عدا الحوثيين، كذلك اتفاقية السلم أُقر فيها إلغاء نظام تلك الأقاليم. وتداخل "د. محمد السبيطلي"، مؤكداً أن "الحوثي" لا يملك إلى الآن مشروعاً لحكم اليمن، ولا يمكن أن يحكم، بل ليس هناك من يملك عصا سحرية لحل المشاكل الاقتصادية اليمنية الصعبة إلاّ بالتعاون مع المحيط القريب والمجتمع الدولي، مضيفاً أن "الحوثي" يُعد حركة طائفية وليس مشروعاً وطنياً، لذلك لا يمكن أن يحكم وليس "ديمقراطياً"، بينما الشعب اليمني لديه حس ديمقراطي لما يشتمل من تنوع اجتماعي وثقافي ومذهبي. أقدم حضارة وأوضح "أ. د. أحمد آل منيع" أن "الحوثي" لم يظهر على الساحة، وأنه عُرف أنه كان بإمكانه في خمس دقائق أن يستولي على اليمن؛ لأنه لا يملك الأدوات السياسية، ولا يملك المشروع السياسي، وليس لديه الكوادر التي تستطيع الحكم، بل هو يحكم من وراء الستار، على الرغم من تحكمه في مفاصل الدولة مثل الجيش والأمن والنفط ووزارة التعليم والإعلام، وربما سيكون مثل "حزب الله" لن يظهر في الصورة بناء على توصيات من إيران؛ لأنه ليس هذا وقت ظهوره، ذاكراً أن اليمن تعد أكثر حضارة من دول الجزيرة العربية، وقد تكون أقدم حضارة في العالم، بل هي من أوائل الدول التي رسخت أسس "الديمقراطية" أيام الدولة "المعينية" و"السبأية" و"الحميرية"، لافتاً إلى ان اليمنيين يمتازون بقضية استوعب ثم حاور، أي استوعب الصدمة ثم حاور لكي تحصل على جزء من النتائج مستقبلاً. وأضاف: الاصلاح استوعب ثم حاور، ورئيس الدولة استوعب وحاور، وبالتالي لا بد من اللعب بقضيتي الأمن والمال، لكن المال ليس حلاً دائماً كما كان الأمر في السابق، حيث التنمية، مُشدداً على أن اليمن يحتاج إلى اقتصاد. وعلّق "محمد السامعي"، قائلاً: هناك ملاحظة مهمة وهي أن قناة "اسكاي نيوز" الأمريكية نشرت تقريراً أن تحت الأراضي اليمنية بحيرة نفط، وأن النفط الموجود في اليمن على امتداد "صعدة" و"الجوف" يكفي العالم لمدة (70) عاماً في المستقبل، وهذا ما يروجه "الحوثي" ويقول للجمهور: "نحن سنفجر لكم الأرض نفطاً". استراتيجية إيرانية وأوضح "إبراهيم آل مرعي" أن تنظيم "الحوثي" استخدم السلاح لفرض سيطرته على اليمن، لكن عند السياسة والعلاقات الدولية تبقى الخيارات مفتوحة، مضيفاً أن المملكة تتعامل مع الحكومة اللبنانية ونصف وزرائها من "حزب الله" وهو حزب موالٍ لإيران، مبيناً أنه من الممكن التعامل معهم وهي من الحلول المؤلمة. وأكد "د. محمد السبيطلي" أن اليمن كانت تحكم من قبل دولة إمامية أي المملكة المتوكلية، وعندما سقط النظام الإمامي وقفت المملكة في مواجهة القوى الجمهورية، باعتبارها موالية إلى الناصرية، مضيفاً أنه مادمنا قبلنا بدولة إمامية في السابق فلماذا لا نقبل الآن بدولة إمامية ثانية؟ مبيناً أن الطرف الإمامي اليوم يمثل الخطر الذي كان يمثله الطرف الجمهوري في الستينيات على دول الخليج، ذاكراً أن الخطر الإمامي اليوم هو جزء من استراتيجية إيرانية في المنطقة، لذا لا يمكن القبول بهذا الخيار، مُشدداً على أهمية ربط العلاقات مع الأطراف التي كانت دائماً حليفة بطريقة ما وهي مازالت موجودة، سواء من الناحية "الأيديولوجية"، أو من الناحية السياسية والاجتماعية، مشيراً إلى أن القاعدة عندما ظهرت كمشروع مقاومة وليس سياسياً، كذلك "الحوثي" ظهر كمشروع مقاومة في البداية. ماذا جرى بعد اندلاع الثورة اليمنية والتوقيع على المبادرة الخليجية؟ أوضح "د.محمد السبيطلي" أن "علي عبدالله صالح" فقد مع اندلاع الثورة سنة 2011م كل الأوراق التي كان يحكم بها اليمن، وهنا كان لابد من قبول المبادرة الخليجية من جهة ومن جهة أخرى إعادة ترتيب الأوراق، مضيفاً أن "الحوثي" أفاد من هذا الدعم، لكنه أيضاً أفاد من دعم بعض الجهات التي تُسمى داخلياً "الزيدية الليبرالية". وقال إن شخصيات وأحزاب كثيرة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وقفت مع الحركة الحوثية في الحروب التي كانت تشنها السلطة عليهم بين 2004 و2009م، وفي هذه الأثناء أسهم "الحوثي" في الثورة مع بقية القوى اليمنية الأخرى، مشيراً إلى أنه مع ظهور المبادرة الخليجية بدأ يشعر "الحوثي" أن النظام الذي حاربه مدة طويلة لن يسقط باعتبار أنها تركت جزءاً من النظام القائم لتأمين نوع من الاستمرار في السلطة في سبيل الانتقال إلى اتجاه مخرجات الحوار الوطني. وأضاف: هنا نجد أن مجموعة من القوى السياسية المحلية والإقليمية بدأت تشعر أنه بالإمكان المراهنة على الحركة الحوثية في اتجاه تغيير الوضع، ذاكراً أنه فيما بعد دخل على الخط من جديد وبقوة "علي عبدالله صالح"، حيث بدأ منذ أحداث الثورة ترتيب أموره لاستخدام "الحوثي" ضد ما تبقى من حلفائه سابقاً مثل "علي محسن"، والتجمع اليمني للاصلاح، واللقاء المشترك، لافتاً إلى أن الرئيس السابق لليمن التقت مصلحته مع تيارات مناهضة للأصولية زيدية ويسارية وقومية عربية ناصرية واشتراكية، لكنها كانت تنضوي رغماً عنها في إطار اللقاء المشترك، وهي غير راضية على تحالف كبير مع القوى التي تعتقد أنها قبلية ماضوية ظلامية، وغيرها من المصطلحات التي يستخدمها اليسار والتيار العروبي اليساري، مبيناً أن "علي عبدالله صالح" يراهن أن "الحوثي" هو من سيصفي كل حلفائه الذين تنكروا له أثناء الثورة وأطاحوا به. وأشار "د.محمد السبيطلي" إلى دخول قوى دولية وإقليمية على الخط بشكل أكبر؛ لأن "الحوثي" منذ 2011م وأثناء الثورة إلى سبتمبر الماضي ليس هو "الحوثي" اليوم، مضيفاً أن "الأمريكان" راضون عن هذه المواجهة بينه وأنصار الشريعة والقاعدة، مبيناً أن إيران دُفعت نحو تفجير الوضع في اليمن من أجل التعويض عمّا حدث في العراق، خاصةً في "الموصل" ضد "المالكي"، ذاكراً أننا نشهد اليوم تنافساً بين الرئيس السابق "علي عبدالله صالح" والحالي "عبد ربه منصور هادي"، ومن سيستفيد من الحوثيين أكثر، حيث تأكد أن ل"عبد ربه هادي" أن الذين راهن عليهم في البداية وأثناء انتخابه خسروا المواجهة، وبالتالي لا ضير أن يتعاون مع "الحوثي"، لافتاً إلى أن "علي عبدالله صالح" استخدم كل القبائل التي وقفت ضد "الأحمر" في "عمران" و"صعدة" و"أرحب" ضد السلفيين، وهي قبائل معروفة بولائها له، موضحاً أن القبائل التي رفضت الوقوف معه وإن كانت قريبة منه واجهت الحوثيين، إلاّ أنهم دمروها بقوة ك"إب". مجتمع دولي صامت! تساءل الزميل "هاني وفا" عن دور محدود للمجتمع الدولي للمساهمة في إيجاد حل للقضية اليمنية؟، وأجاب "د.محمد السبيطلي"، قائلاً: المجتمع الدولي ليس عاجزاً، لكنه مشغول بأماكن أخرى تبدو أكثر استراتيجية، وفي ذات الوقت اليمن مشمولة ببعض العقوبات الدولية، حيث إن هناك عقوبات ضد "علي عبدالله صالح" وبعض الحوثيين. وأضاف أن القوة الدولية والإقليمية اتضح لها أن "الحوثي" يعمل خارج مداركها، فهي تفكر بطريقة وهو يفكر بطريقة مخالفة تماماً، مما يجعل التوجه الإقليمي والدولي يسير في اتجاه و"الحوثي" يسير في اتجاه آخر، مبيناً أن بعض القوى الدولية سعيدة بهذا الصدام بين "الحوثي" و"القاعدة"، مما يؤدي إلى إضعاف الطرفين. وتداخل "إبراهيم آل مرعي"، موضحاً أن الولاياتالمتحدةالامريكية وأوروبا لا ترى في تنظيم "الحوثي" أي تهديد لأمنها القومي، بل ولا يمثل لها أي مشكلة سواء كان الرئيس من الحوثيين أو رئيس الوزراء أو قادة الجيش من الحوثيين، مؤكداً على أنه إذا كان هناك مشكلة فهو على الدول التي صنفته تنظيماً إرهابياً!. اليمني ينام ملكياً ويصبح جمهورياً أجاب "أ. د. أحمد آل منيع" عن مدى تأثير "الحوثي" على أمن دول الخليج، موضحاً أن هناك مقولة للملك "عبدالعزيز" -طيب الله ثراه- قبل وفاته قالها لأبنائه: "خيركم وشركم من هذا المكان"، ويقصد اليمن، مضيفاً أن اليمن يمكن أن تكون أكثر سعادة كما كانت في السابق، وقد تكون مصدر شقاء للخليج العربي. وقال إن العقلية اليمنية غريبة جداً ولا تستطيع حتى المعايير العلمية للأمم المتحدة أن تتفاعل معها، ذاكراً أن "غازي القصيبي" -رحمه الله- قال: "اليمني ينام ملكياً ويصبح جمهورياً"، وهذه دلالة على أن عقلية اليمني متقلبة ومزاجية، بل وتعد في علم الاجتماع السياسي فقيرة ليس لها طموح، وهي فعلاً فقيرة بمواردها، لكنها طموحة بتاريخها وبذكائها الفطري وبشجاعتها، مؤكداً على أن تلك العقلية لا تملك نواة، وبالتالي من يعطيها المال والدعم ستتغير معه ظاهرياً كمبدأ تقوي وليس داخليا، مشيراً إلى أن التداعيات والانعكاسات الأمنية على الخليج العربي في حال ترك الوضع كما هو الآن خطيرة جداً، حيث يراهن البعض على أن هناك تآكلا داخلياً ما بين القاعدة، ربما يشكل معادلة استراتيجية جديدة، وبعدها نستطيع أن نتدخل. وأضاف أن الأممالمتحدة تعوّل كثيراً على الرعاية الخليجية والدول العشر الراعية للمبادرة، وبالتالي هي لا تفعل شيئاً هذه الأيام، مُشدداً على الخليجيين التركيز أولاً حال الفشل التام للدولة اليمنية أنه سيكون هناك هجرة وتسلل كبير عبر الحدود، وكذلك في حال هزيمة الحوثيين من قبل القاعدة بمكونها القبلي فإن الوضع سيكون خطرا على الخليج العربي فيما يتعلق بالبعد الداخلي، ذاكراً أن الجالية اليمنية في المملكة كبيرة جداً وليس لها سابقة ارهابية في الحوادث الداخلية، لكن مع تدهور الوضع اليمني قد نتوقع مفاجآت!. وزير الدفاع «محمود الصبيحي» حليف يُعتمد عليه أوضح "إبراهيم آل مرعي" أن خطة الأزمة لدول الخليج في مواجهة تداعيات الأحداث في اليمن يجب أن تشمل على العمل بكافة السبل على إخراج "علي عبدالله صالح" من المشهد السياسي اليمني، إذ من الصعب حل هذه الأزمة مع وجود هذا الرجل في اليمن، كذلك يجب أن تستعيد المؤسسة الرئاسية اليمنية هيبتها، وأن تستعيد الحكومة اليمنية سيطرتها على مفاصل الدولة التي احتلت من قبل الحوثيين. ضيوف الندوة من اليمين: إبراهيم آل مرعي، د.محمد السبيطلي، د.أحمد آل منيع، محمد السامعي وقال يوجد في اليمن رجل مخلص بناءً على وقائع، وهو وزير الدفاع اليمني "محمود الصبيحي"، حيث عندما كان قائداً للمنطقة العسكرية الرابعة التي تشمل "تعز" و"أبين" و"الضالع" و"لحج" و"عدن"؛ استطاع طرد الحوثيين خلال عشرة أيام، وقد كان يقود العمليات بنفسه، وهي المحافظات الخمس الوحيدة التي لم تسمح للحوثيين بدخولها بسبب وجوده كقائد للمنطقة العسكرية الرابعة، متمنياً مساندته من أجل استعادة المؤسسة العسكرية هيبتها، ومن أجل التحكم في الأوضاع على مستوى اليمن، مشيراً إلى أن الاشكالية الكبيرة أن الرئيس اليمني عيّن في مناسب سياسية عليا ومناصب أمنية رجالاً محسوبين على تنظيم الحوثي، ومنهم على سبيل المثال "زكريا الشامي" الذي عُيّن نائباً لرئيس هيئة الأركان، بل وتمت ترقيته مباشرة من رتبة عقيد إلى لواء، كذلك "عبدالقادر الشامي" عُيّن وكيلاً لجهاز الأمن الرئاسي، عدا السياسيين الذين عينوا مستشارين للرئيس اليمني. وأضاف: نجد الآن المملكة ودول الخليج تجد نفسها في حيرة؛ لأن "الحوثي" مصنف كتنظيم إرهابي، مبيناً أن "عبد ربه هادي" -الرئيس الحالي- وقع اتفاقاً سرياً غير معلن لبقائه خمسة أعوام إضافية على أساس التنازل ل"الحوثي" مقابل بعض التعيينات، مؤكداً على أن التعقيد يكمن في كيفية دعم هذه المؤسسة الرئاسية بتعيين أناس محسوبين على هذا التنظيم، ذاكراً أن المبادرة الخليجية انتهت ونحن الآن نحتاج إلى إدارة أزمة محكمة في اليمن، ومن ثم الانتقال إلى خطة استراتيجية من (10- 30) عاماً. تواطؤ وتخاذل دوائر المخلوعين أكد "محمد السامعي" على أن ما يحدث في اليمن يعد تواطؤاً وتخاذلاً من دوائر المخلوعين، والتي تكونت أولاها عام 1962م وسميت بدائرة مخلوعي الإمامة، كذلك هناك دائرة أخرى عام 1978م وهم الأحزاب اليسارية المتمثلة في الناصريين، والذي تم فيها مقتل "الحمدي". وقال إن هناك دائرة ثالثة عام 1994م للحزب الاشتراكي اليمني الخاص بأبناء الجنوب بشكل متكامل، مبيناً أنه بين عامي 2005م و2007م ظهرت قوى أخرى متمثلة في اللقاء المشترك الذي جمع ما بين الاصلاح والسلفيين والاشتراكيين والناصريين، الذين حاولوا أن يضموا أنفسهم في تجمع حزبي آخر يواجه حزب المؤتمر الشعبي العام، ذاكراً أنه اتخذ المؤتمر من هذا التكتل عدواً، وسعى بكل ما عنده من إمكانات إلى خلعه، إلاّ أن ثورة (11) فبراير عام 2011م خلعت الرئيس "علي عبدالله صالح"، فأصبح في دائرة المخلوعين، مشيراً إلى أنه بدأت الدوائر من فوق من الرئيس السابق ومخلوعي المؤتمر ومخلوعي الاشتراكي ثم مخلوعي الناصريين التعاون والتعاطف مع دائرة مخلوعي عام 1962م -الإمامة-، وبالتالي أتاحوا الفرصة ل"الحوثي" لدخول اليمن، ولم يكونوا بالتأكيد بمفردهم، بل بمؤامرة خارجية، حيث حدث تواطؤ من بعض المسؤولين، لتُسلم الدولة بأكملها إلى "مليشيا" ابتلعت اليمن بأكمله. السيناريوهات المحتملة.. فوضى أو «حزب الله» جديد أو فيدرالية «شمالي- جنوبي» * أ.د.أحمد آل منيع: - إذا تركت الأشياء على طبيعتها فسيكون هناك ثلاث "سيناريوهات"؛ فوضى، أو "حزب الله" جديد في اليمن، أو اتفاق بين "علي عبدالله صالح" والحوثيين والرئيس "عبدربه هادي" وما بين الجنوبيين لإنشاء فيدرالية (شمالي- جنوبي). - على دول الخليج أن تدرس عدداً من الخيارات، منها: إنشاء مجلس رئاسي جديد يساعد الرئيس الحالي على أداء الحكومة التي يعد أداؤها ضعيفاً جداً، تشكيل قوة عسكرية مضادة مكونة من القبائل ومن كل من لا يريد "الحوثي" أن يحكم، ربما يكون انفصال الجنوب خياراً آخر إذا أصر الحوثيون على التشبت بالسلطة في اليمن. * د.محمد السبيطلي: - لابد من تشكيل قوة مقاتلة لمواجهة "الحوثي" انطلاقاً من المناطق الشافعية الأكثر تسنناً. - العمل على رفع "الحوثي" من قائمة الإرهاب وتحويلة إلى حزب سياسي، وأن يسلم أسلحته الثقيلة للدولة. - دعم مسار ديمقراطي تعددي يضمن للجميع ولجميع القوى الوجود على أساس مشروعات سياسية وليست عسكرية. * إبراهيم آل مرعي: - لن يكون هناك أي تدخل عسكري خليجي أو سعودي في اليمن، وهو أمر مستبعد كخيار. - استعادة المؤسسة الرئاسية اليمنية والحكومية اليمنية المعتدلة للسلطة بالدعم الدولي، وكذلك استخدام العقوبات الدولية، مع إخراج "علي عبدالله صالح" ودعم الدستور الجديد. - استعادة اليمن قوتها بالشكل الذي لا تجاهر فيها بالعداوة للمملكة وجاراتها. - هل يمكن رفع تنظيم "الحوثي" من قائمة الإرهاب، والتعامل معه على أنه يُشكّل حزباً سياسياً فاعلاً في اليمن؟. - هل دعم تقسيم اليمن يمثل خياراً جيداً من حيث الأمن والاستقرار؟، أم أن فيه مخاطرة ويزيد الأمور تعقيداً وانفلاتاً؟. * محمد السامعي: - لابد من وجود نظام فيدرالي يشتمل على نظام في الشمال وآخر في الجنوب. - "الحوثي" إذا لم يفرض منهجه خلال تمدده ربما ينجح في حكم اليمن، على اعتبار أن اليمنيين يريدون من يخرجهم من أزمتهم ليعيشوا حياة كريمة. هلى يرضى اليمنيون بحكم «الحوثي»؟ تساءل «محمد السامعي» عن مدى قبول الشعب اليمني في المرحلة الراهنة بحكم الحوثيين؟، ولماذا استطاع «الحوثي» أن يصل إلى مشارف «تعز» مع أن (98%) من المجتمع اليمني شافعي، و»الاثني عشرية» لا يشكلون سوى اثنين بالمائة، و»الزيديون» لا يشكلون سوى (17%) وهم زيدية وسطية، فلماذا قبل المجتمع ب»الحوثي» في هذا الوقت؟. وقال إن اليمنيين منذ (30) عاماً ينتظرون يهودياً يأتيهم من «صعدة» ليحكمهم، ليس فقط شيعياً أو غيره، وهذا دليل على الحالة التي أوصلهم إليها النظام السابق سواء في الفساد أو في الفقر، وأن الجامعات اليمنية ترمي على رصيف البطالة ما يزيد على (60) ألف طالب كل عام، مبيناً أن هؤلاء لا شيء يمنعهم من الانضمام إلى «الحوثي» أو «القاعدة»، ذاكراً أن إيران تدعم القاعدة، وتدعم الانفصاليين ممثلاً في «علي سالم البيض»، بل وتلعب بالأوراق في المنطقة بشكل مكتمل، مشيراً إلى أنه على الرغم من قبولهم بحكم «الحوثي» الآن إلا أنه قد ينتهي إذا فرض منهجه الطائفي على المجتمع، لنجد اليمنيين يخرجون من كل حدب وصوب يطردون الحوثيين من كل مكان، وهذا ما يجب أن تستغله دول الخليج إذا أرادت أن تبقي على نفسها، أو إذا أرادت أن تحمي حدودها؛ لأن الحدود الفكرية أهم من الحدود السياسية. المشاركون في الندوة أ. د. أحمد آل منيع باحث في الشؤون الاستراتيجية وأمن الخليج د. محمد السبيطلي باحث في مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث - أستاذ جامعة صنعاء الأسبق إبراهيم آل مرعي باحث ومحلل سياسي وعسكري محمد السامعي محلل سياسي من اليمن الشقيقة هل يُرفع تنظيم «الحوثي» من قائمة الإرهاب ويتم التعامل معه؟ طرح الزميل "عبدالعزيز العنبر" سؤالاً عن مدى قبول المملكة ودول الخليج بوجود "الحوثي" والتعامل معه؟، وأجاب "إبراهيم آل مرعي"، موضحاً أن هذا السؤال يجعلنا نتساءل أولاً هل يمكن أن يُرفع تنظيم "الحوثي" من قائمة الإرهاب ويتم التعامل معه كحزب سياسي فاعل في اليمن؟، مضيفاً أن هذا سيناريو مطروح في حالة عدم نجاح خيارات أخرى في إعادة السلطة والمؤسسة الرئاسية والحكومة اليمنية المعتدلة التي لا تجاهر بعدائها للمملكة، وبالتالي كل ذلك قد يمهد الطريق أن برفع التنظيم من قائمة الإرهاب والتعامل معه كحزب سياسي. وتداخل "أ.د.أحمد آل منيع"، قائلاً: أعتقد أنه يمكن صياغة هذا السؤال بطريقة أخرى، وهو هل يمكن للخليجيين أن يقبلوا بأن تحكم إيران اليمن؟، مضيفاً أن ما يجب أن يعلمه الجميع أن "الحوثي" مكون خطير جداً ومتقلب ويميل مع مصالحه، ويدفع ب"أيديولوجية" خارجية (إيرانية - أمريكية) وهم في الأصل أقلية، مبيناً أنه إذا ارتضى بهم الخليجيون فإن اليمنيين الأحرار لن يرتضوا بأجندة "الحوثي"، ومن المعلوم أن الدولة الإيرانية كانت سنّة بنسبة (90%)، وتحولت خلال (20) عام إلى صفوية عن طريق "إسماعيل الصفوي"، ذاكراً أن إيران تقدم اثني مليار سنوياً للحوثيين، وبالتالي عندما ينجح عبر الملايين والمليارات الموجودة عنده، وعبر وعد اليميين بالنفط القادم وتوفير الأمن ربما يتحول اليمنيون إلى صفويين، وهنا تبدأ الخطورة الفكرية على دول الخليج العربي، مُشدداً على ضرورة عدم مد اليد ل"الحوثي"، في ظل قتلهم لعلماء ومشايخ اليمن، وانهيار الدولة التي أنفقت فيها الخليج أكثر من (200) مليار. دولة «فاشلة» تنازلت لمخطط التمكين الإيراني! علّق "إبراهيم آل مرعي" بعد احتلال صنعاء وتمدد الحوثيين، مؤكداً على أن اليمن مصنفة كدولة فاشلة، وترتيبها (154) من ضمن (174) دولة في العالم -وفق تصنيف عام 2013م-، مبيناً أن ما نحن فيه الآن ليس وليد اللحظة، وإنما خُطّط له منذ عام 1992م، وخلال (21) عاماً سُميت المرحلة بالوجود والتمكين، ذاكراً أنه بدأ التنفيذ في يناير 2014م عندما رفض التنظيم نظام الأقاليم، ثم في (18) يونيو احتل "عمران"، و(8) يوليو حاصروا "صنعاء"، وفي (21) سبتمبر قُطفت ثمرة التخطيط، مؤكداً على أننا أمام خطة محكمة، وأن هذا الحدث ليس يمنياً، وإنما إقليمياً صُمّمت خطته في "طهران" ودُرست في "صعدة" ونفذت في "صنعاء". وقال لاحظنا أن المجتمع اليمني يرفض الحوثيين خاصةً القبائل، مضيفاً أن هناك تقريراً للمرصد "الأورومتوسطي" لحقوق الإنسان رصد (4531) انتهاكاً من 21 سبتمبر وحتى 10 أكتوبر، وكذلك اختطاف أكثر من (1000) من العلماء والمثقفين والضباط، وآخرهم كان اللواء "يحيى المراني" -المدير التنفيذي للأمن الداخلي- في 25 ديسمبر، إضافةً إلى (435) حالة انتهاك للممتلكات الخاصة، كل ذلك يتعلّق بالوضع الشعبي الحالي، مبيناً أن ما يخص الوضع الرسمي وفعل الحوثيون للدولة والممتلكات الرسمية ولمؤسسات الدولة نجد أن هناك اقتحاماً ل(33) مقراً حربياً، و(37) مؤسسة تعليمية، و(66) حالة انتهاك للإعلام المحلي والدولي، كذلك هناك سيطرة على مقرات وزارتي الدفاع والداخلية، بل تعرضت القنوات التلفزيونية الحكومية "اليمن" و"سبا" و"الأبحاث" إلى قصف مدفعي وترحيل للموظفين، إضافةً إلى أن التقرير الاستخباري الامريكي الذي نشرته "نيويورك تايمز" أشار إلى أن الحوثيين بعد سيطرتهم على صنعاء نقلوا معدات ثقيلة إلى "صعدة" و"عمران" لخطط مستقبلية في حال فقدهم السيطرة على صنعاء، أو في حال لم يعد بإمكانهم السيطرة على اليمن. حضور الرياض سالم الغامدي هاني وفا د. أحمد الجميعة أيمن الحماد علي الزهيان عبدالعزيز العنبر