«منذ سنوات ونحن بلا عمل بسبب ندرة وظائف فنيات المختبر في القطاع الصحي».. بهذه الكلمات عبرت خريجات قسم العلوم تخصص «الأحياء الدقيقة» عن معاناتهن الممتدة منذ تخرجهن قبل سنوات رغم حصولهن على رخصة مزاولة المهنة من هيئة التخصصات الصحية والتي تخولهن بالعمل في مختبرات المستشفيات. وعن واقع هذه المعاناة تحدثت ل«عكاظ» سهى خريجة جامعة الملك عبدالعزيز بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف قائلة: تخرجت منذ سنين من قسم العلوم تخصص «الأحياء الدقيقة» وتقدمت لأحد المستشفيات الحكومية من أجل التدريب وأمضيت سنة في قسم المختبر كمتدربة ودفعت 12 ألف ريال على دفعات كل ثلاثة أو ستة أشهر، وبعد انتهاء التدريب والحصول على شهادة متدربة توجهت لهيئة التخصصات الصحية التي بدورها منحتني «رخصة مزاولة المهنة» بعد اجتياز الاختبار، ودفعت كذلك 1325 للحصول على الرخصة لمدة خمس سنوات، ومن هنا بدأت معاناتي في الحصول على الوظيفة، حيث أدخلت معلوماتي لطلب الوظيفة في وزارة الصحة، وأيضا في عدد من مستشفيات القطاع الصحي الخاص الذي يشترط خبرة لا تقل عن خمس سنوات. وتتساءل سهى: ما قيمة رخصة مزاولة المهنة إذا تعذر الحصول على وظيفة؟. ولا تختلف معاناة الخريجة آلاء السليماني عن زميلاتها حيث تقول: «تخرجت منذ ثلاث سنوات وأنهيت فترة التدريب وحصلت على رخصة مزاولة المهنة ولكني لم أجد وظيفة حتى في المراكز الصحية الخاصة»، وتقترح آلاء أن استمرارية التدريب على أن تحتسب ضمن سنوات الخبرة في المختبرات بما يؤهلهن للفوز بوظيفة في مختبرات المستشفيات. من جهتها، تقترح أسماء أن تتم مساواتهن في فرص التوظيف بالمستشفيات مع خريجات بكالوريوس العلوم الطبية، وتضيف: هناك ندرة في وظائف فنيات المختبرات بالمستشفيات، رغم سنوات دراستنا ودفع مبلغ التدريب في المستشفى. وإزاء هذه المعاناة أكدت استشارية التمريض ومؤسس المجلس العلمي للتمريض بالهيئة السعودية للتخصصات الصحية الدكتورة صباح أبو زنادة، أهمية عامل التخطيط وإجراء دراسات دورية وتحديثها كل خمس سنوات لمعرفة حجم العرض والطلب من أجل مواءمة مخرجات الجامعات مع فرص سوق العمل تجنبا لبطالة الخريجات. «عكاظ» حاولت على مدى الأسبوع الفائت التواصل مع وزارة الصحة لمعرفة خطة توظيف الحاصلات على رخصة مزاولة المهنة للعمل في قسم المختبر بمستشفيات القطاع الصحي، إلا أنه تعذر الحصول على إجابة للأسئلة التي تم إرسالها إليهم منذ حوالى الأسبوع.