ابني في السابعة من عمره ويخاف كثيرا من الظلام ولا يستطيع دخول الغرف والأماكن المظلمة، فكيف نعالجه وكيف نتعامل مع هذه المشكلة؟ وردتني هذه الصرخة من أم تناشد بإيجاد حل لهذه المشكلة، ولها وللذين يعانون من وجود هذه المشكلة اقول: الخوف من الظلام لمن دون الخامسة من العمر أمر طبيعي بسبب ما يتمتع به الطفل من خيال خصب وخبرة ضئيلة، وعندما يصل الطفل إلى سن السادسة يكون قد اكتسب من الخبرة ما يجعله يدرك أن هذا الخوف لا مسوغ له، أما اذا استمر الخوف من الظلام إلى ما بعد هذا السن فقد يكون دليلا على عدم شعور الطفل بالأمان والطمأنينة وهو أمر غير طبيعي. وينشأ الخوف من الظلام أحيانا عند صغار الأطفال بسبب ما يحكى لهم عند النوم عادة عن الجن والعفاريت وبسبب ما يرونه أحيانا في بعض الأفلام المرعبة أو بسبب ما يسمعه الطفل، وهو أمر مكتسب ومتعلم فلا يولد الطفل خائفا ولكنه يتعلم الخوف. وبعض الأطفال يخاف الظلام بسبب خوف الكبار أحيانا من الظلام فينتقل الخوف هنا بالعدوى إن صح التعبير، وينتقل الخوف إلى الأطفال رغم إرادتنا ونشعرهم به أحيانا حفاظا على النظام وحفاظا عليهم وبذلك نغرس فيهم الخوف بصورة مقصودة أو غير مقصودة، وقد يكون الخوف بسبب ارتباط الظلام بخبرة مؤلمة أو غير سارة عند الطفل في طفولته المبكرة بسبب وقوع حادثة ما. وهناك 10 خطوات يمكن أن تساعد على منع الخوف من الظلام أو التخلص منه: يجب على الكبار انتقاء القصص والأفلام التي يتعرض لها الصغار بحيث تكون مناسبة لأعمارهم، عدم إظهار الكبار لخوفهم من الظلام وعدم الإيحاء للأطفال بالخوف، تمنع كل استثارة للخوف في حالة الظلام وعدم الذعر، يجب تعويد الأطفال على الظلام تدريجيا مع سرد القصص المضحكة والمحببة إلى نفوسهم، عدم القلق على الأطفال الذين يخافون من الظلام وعدم إظهار قلقنا عليهم، توفير الإضاءة في الطرقات وفي البيت، منح الأطفال الإحساس بالحماية وخاصة الذين يخافون من الظلام خاصة عند توجههم إلى النوم، عدم الضحك أو السخرية من الطفل الذي يخاف الظلام فذلك يؤدي إلى إحساس سلبي عميق لديه وعدم الطمأنينة، إقناع الطفل الذي يخاف الظلام بطبيعة الظلام وتقريب ذلك إلى مدركاته، إحاطة الطفل بجو مليء بالحب والثقة بالنفس. أما إذا زادت حدة المخاوف واستمرت إلى ما بعد الثامنة ولم تنفع كل المحاولات فلا بد من عرض الحالة على الأخصائي النفسي لاستخدام العلاج المناسب، ويعتبر العلاج النفسي «السلوكي» الطريقة المثلى لعلاج الكثير من هذه الحالات. (*) استشاري تربوي نفسي