اعتبر استشاري طب الأطفال والغدد الصماء والسكري عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور عبدالمعين الأغا ، أن النمو الطبيعي يعتبر من أهم المؤشرات الرئيسية للجسم السليم، مبينا ان نمو الطفل يمر بمراحل مختلفة ومتفاوتة منذ كونه نطفة في بطن أمه إلى إتمامه مرحلة البلوغ، حيث يخضع إلى اربعة عوامل مترابطة مثل العوامل الوراثية والعوامل النفسية و الغذاء الصحي المتوازن واعتدال نسبة إفراز الهرمونات المسؤولة على النمو، ومن أهمها هرمون النمو المفرز من الغدة النخامية، وهرمون الثيروكسين المفرز من الغدة الدرقية. واشار الى ان مشاكل النمو وقصر القامة تعتبر من أكثر الحالات التي تتردد على عيادة طبيب الأطفال، وبالرغم من التباين الواضح بين الناس في أطوالهم وأوزانهم فإن الآباء والأمهات يسعون لأن يكون النمو لدى أطفالهم هو النمو المثالي، وهم في الحقيقة الأمر معذورون فيما يسعون إليه، كما أن النمو الطبيعي يعكس الصحة العامة للطفل، فكلما كانت المقاييس طبيعية كان هذا دليلا على أن الأمور تسير على ما يرام. ولفت الى إن أطوال وأوزان الأطفال فيما بينهم تختلف حسب هذه الظروف، كما تختلف هذه المقاييس بين الشعوب أيضا; ولذلك فكل دولة أو مجموعة دول لها معدلات أوزان وأطوال خاصة بها، كما أن هناك فرقا بسيطا بين معدلات نمو الذكور والإناث، لذلك تستخدم مقاييس خاصة بكل جنس، وبما أن الأوزان والأطوال تتغير بشكل مطرد خلال الثمانية عشر عاما الأولى من العمر لذا يعمد الأطباء إلى استخدام الرسومات البيانية، وهي عبارة عن رسم بياني يعطي الطول أو الوزن حسب العمر والجنس، وفي العادة يكون العمر وفي أسفل الرسم وفي أحد جانبي الرسم يكون الطول أو الوزن، وما على الشخص إلا وضع علامة عند طول الطفل أو وزنه حسب عمره، وبعد وضع تلك العلامة يقارن بين مكان العلامة وبين المعدلات الطبيعية. وحول كيفية التعرف عما إذا كانت معدلات النمو ضمن المعدل الطبيعي في الطول أم لا قال «يتم ذلك بالاستعانة بشكل منحنى النمو، وفيه يوضع الطول المقابل للعمر، فإذا كان الطول أقل من منحنى (3%) فهذا يدل على وجود قصر في القامة ، ولمزيد من التأكد يوضع طول الأم والأب على المنحنى، وذلك بعد إنقاص (13) سم من طول الأب إذا كانت فتاة وإضافة (13) سم إذا كان ذكرا، واعتبار سن (18) هو المكان الذي توضع عليه أطوال الوالدين، فإذا كان أحد الأبناء بعيداً عن متوسط طول الوالدين فهذا يستدعي إجراء بعض التحاليل العامة مع أشعة تقييم العمر العظمي». د. الأغا خلص الى القول ان جدة تشهد هذه الأيام حملة التوعية الصحية عن رفع مستوى الوعي الثقافي الصحي للمجتمع عن النمو لدى الأطفال و ظاهرة قصر القامة لدى أطفالنا من سن 4 – 16 عاما والتي ينظمها قسم طب الأطفال بجامعة الملك عبدالعزيز في اطار نشر الثقافة الصحية في مجتمعنا.