تنوع الأنشطة المقدمة في المقاهي كان له أثر إيجابي كبير في ارتيادها من قبل الشباب والجامعيين على وجه الخصوص في المدينةالمنورة، إذ يخصصون جزءا من أوقاتهم بشكل يومي لزيارتها وقضاء بعض الوقت فيها، طال أو قصر، إلا أنها باتت إحدى المهام اليومية. ويرى الشباب المديني أن المقاهي تعد المتنفس الوحيد لهم، في ظل تخصيص كل الاماكن الترفيهية تقريبا للعائلات دون النظر إلى فئة الشباب التي تمثل أغلبية في المجتمع بشكل عام والمدينةالمنورة بشكل خاص، حيث يقول الشاب ماجد الحازمي: أجد كغيري في المقاهي وسائل ترفيهية جيدة كمشاهدة مباريات كرة القدم، قراءة الصحف، التقاء الأصدقاء، ممارسة بعض الألعاب كالشطرنج، بالإضافة إلى أنها ملتقى الاتفاقات لغرض العمل أو مذاكرة الدروس أوقات الاختبارات خاصة في المقاهي التي تقع بالقرب من الجامعات، لدرجة تنامي أعدادها بشكل ملحوظ في كل أنحاء المدينةالمنورة. أما الجامعي سالم العوفي فيؤكد أنه يحرص على زيارة المقهى بشكل يومي، وعادة في المساء بعد أن يقضي احتياجات الأهل حيث يمكث مع رفاقه ساعة أو ساعتين لتجاذب أطراف الحديث، ومشاهدة مباريات كرة القدم. ويرى الطالب في جامعة طيبة يوسف السهلي أن ارتياد المقاهي يعد أبرز النشاطات التي يحرص عليها شباب المدينةالمنورة، فمع قلة أماكن الترفيه للشباب، ونظرا لما تمتاز به هذه المقاهي بتواجدها في أماكن قريبة، وتوفر الاتصال بشبكة الإنترنت، وعرضها لمباريات كرة القدم أصبحت مكانا مفضلا للشباب، يحرصون على قضاء بعض الأوقات مع رفاقهم بشكل يومي فيها. وقبل أن يسترسل المواطن الشاب توفيق الفريدي في الحديث أشار إلى لافتة موضوعة على الطاولة (محجوز) وقال: هذا الركن محجوز لمجموعتنا، ويوجد منا من يزور المقهى أكثر من مرة في اليوم الواحد، ويمثل ارتياد المقهى بالنسبة لي أهمية في حياتي اليومية، فيه التقي بالأصدقاء نتسامر ونتجاذب أطراف الحديث، ونروح عن أنفسنا. أما مدير أحد المقاهي المواطن فيصل الحربي فيقول إن هناك نوعين من الزبائن المترددين على المقاهي؛ الزبائن المداومون وهم الذين يزورون المقهى بشكل يومي. والزبائن «الطيارة» وهم الذين يزورون المقهى مرة واحدة. وأغلب زبائننا هم من المداومين، وفي الغالب يكونون في مجموعات، وتعد فئة الشباب هي الأكثر ارتيادا للمقهى. وأضاف: يزداد ارتياد المقهى في فترة المساء. ويحرص أغلب زبائن الصباح وفترة العصر على قراءة الصحف التي نوفر عددا منها بشكل يومي. من جهتهم طالب عدد من الشباب الذين التقتهم «عكاظ» خلال جولتها على المقاهي باستحداث أماكن للترفيه تابعة لرعاية الشباب أو أمانة المدينةالمنورة، لتكون متنفسا لهذه الفئة التي لا تجد مكانا للاستفادة من طاقاتها بشكل إيجابي بدلا من أن يدفعهم الإهمال إلى استخدام طاقاتهم بشكل سلبي يعود بالضرر على المجتمع.