تصوير سامي سعد .. كثر حديث المجالس عن مقاهي الإنترنت التي انتشرت بشكل واسع حيث يتخذ بعض اصحابها أسلوبا جديدا في استقطاب الزبائن فبدلا من ان تكون لتصفح الإنترنت ومتابعة البريد الإلكتروني أصبحت أشبه بالنوادي الليلية من حيث الديكورات المستخدمة فيها والإضاءات الخافتة واستقبال الزبائن بعد الساعة الثانية عشرة ليلا، والذي يعد مخالفة للنظام وللغرض الأساسي الذي من أجله تم التصريح لمقاهي الإنترنت بالعمل. المال سيد الموقف ان كل من يذهب لمقاهي الإنترنت يرى الأماكن المنعزلة فيها، والغرف المغلقة بأبواب خاصة وبأسعار لفئة (VIP) كما يطلق عليها العاملون في المقهى ومن الملاحظ تردد الكثير من المراهقين عليها، وكذلك الأطفال دون ممانعة من العاملين ما داموا يملكون المال، وأصبح العديد من المقاهي يعج بالفوضى وعدم التقيد بأبسط أساليب المحافظة على النظام، فالعديد منها يوفر «البروكسيات» لزبائنه بحيث يستطيع الزبون تصفح كل المواقع بدون قيود أورقابة من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، بل تتبجح بعض المقاهي بحيث أصبح شعارها تفضل واسترح وانسى عبارة صفحة «هذا الموقع غير مسموح بها». مخالفة صريحة ويقوم بعض العاملين بالمقاهي بوضع ستائر سوداء معتمة تخفي ماوراءها على بوابة المقهى الخارجية وهو أمر لا شك مخالف للنظم واللوائح ويعكس مدى حجم المخالفات التي ترتكب في بعض المقاهي. نظم متقدمة تحايل عجيب على النظام من أجل حفنة من المال، بل يزيد الأمر حسرة عندما تتاح لصغار السن فرصة تصفح المواقع المختلفة بكل سهولة وبعض المقاهي لديه خدمة الإنترنت عن طريق الأقمار الصناعية وعندما تكون هنالك حملة تفتيشية يقوم العاملون بالمقهى بتحويل نظام الاتصال بالأقمار الصناعية الى النظام المسموح به كل ذلك بضغطة زر واحدة حيث انعدام الضمير والمسؤولية، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بمستقبل النشء؟! انتشار سريع ومريع مقاهي الإنترنت في انتشار مريع وعدد رواد تلك المقاهي في تزايد مستمر ويختلفون في أسباب ارتيادهم بين متصفح وباحث عن الفائدة وغيرهم ممن يقضون أوقات فراغهم في تلك المقاهي، وللوقوف على أفكار وأمزجة المرتادين كان لنا هذا الاستطلاع وسط جمهور الإنترنت. المالكي: قضاء أوقات الفراغ الشباب في مدينة جدة يجدونها متنفسا لقضاء أوقات فراغهم ولتعلم الكثير من خلال الشبكة العنكبوتية وخصوصا مع تطورالخدمات التي تقدمها المقاهي، فبعضها أصبح يستخدم الخطوط المؤجرة السريعة وتتنافس في توفير الخدمات، ووسائل العرض. بالنسبة لي فأنا أتصفح بريدي الإلكتروني أحيانا من المقاهي بسبب أعمالي الكثيرة التي تستدعي بقائي بعيدا عن الإنترنت. للزبون خصوصياته محمد العجنجي (مدير مقهى إنترنت) يقول: نحن نوفر لزبائننا الراحة والخصوصية في تصفح الإنترنت وتوجد لدينا غرف مغلقة ليكون الزبون في استقلالية تامة وبعيدا عن الإزعاج. ويوجد لدينا موظفون مخصصون لتدريب الزبائن وتعليمهم الكمبيوتر والإنترنت كخدمة إضافية من المقهى لزبائنه. وهناك بعض من الزبائن يفضل الاستقلالية واستخدام الكاميرا في المحادثة بالصوت والصورة ونحن غير مسؤولين عما يفعل الزبون، فهي من خصوصياته الشخصية اما فيما يتعلق بالأطفال فنحن نمنعهم.. فنحن نمنع الأطفال من استخدام الأجهزة ولكن يمكنهم تناول الوجبات الخفيفة ومشاهدة المباريات الرياضية وبادرنا بسؤاله كيف تسيطرون على منع الشباب من الدخول للغرف الخادشة للحياء؟ حيث ذكر العجنجي ان الزبون مسؤول عن نفسه ولا نستطيع أن نراقب الزبائن. كما ان هناك بعض الزبائن يقومون يتصفح المواقع الخليعة وتخزين الصور على الجهاز ونحن نقوم بشكل دوري بحذف الصور وتنظيف الأجهزة وهذا ما نستطيع عمله. الإضاءة الخافتة في المقهي، أما من حيث الديكور فنستخدمه مع الإضاءة ليعطي المقهى جواً من الراحة والشاعرية. * من الملاحظ ان العديد من المقاهي تستقبل الزبائن بعد منتصف الليل بشكل واضح؟ بالنسبة لنا نحن مع النظام فبعد الساعة الثانية عشرة ليلا لا نستقبل الزبائن ونبدأ في الاستعداد لإغلاق المقهى،أما بعض المقاهي فهي تقوم بإغلاق الستائر الداخلية على الأبواب للإيحاء بأن المقهى مغلق تماما وفي الحقيقة هي ليست كذلك ولكنها متنفس للشباب وخصوصا ايام العطل ويود الكثير من أصحاب المقاهي فتحها 24 ساعة ولكن النظام يمنع ذلك لأسباب أمنية. بحث عن الدردشة خالد الحميدي (طالب جامعي): يقول: أذهب لمقاهي الإنترنت للدردشة وتبادل الأحاديث مع أصدقائي في الماسنجر وبرامج الشات وأتصفح بريدي الإلكتروني وأحيانا أشارك في بعض المنتديات الشعرية. كما انني اقضي من الوقت في المقهى على حسب وقت الفراغ، فأحيانا أمضي خمس ساعات، فعندما أدخل الإنترنت لا أشعر بالوقت وهو يمضي بسرعة ولا أخفيك قولا انني لم أستفد فائدة علمية ولكن استفدت في التعرف على أصدقاء لهم نفس هواياتي في التعارف.وهناك بعض من المقاهي لا تضع حتى الستارة على الأبواب، بل تجدها مفتوحة ودون أي قيود في تحدٍ صريح للوائح والنظم والعديد منها أيضا يستقبل صغار السن فهم يبحثون عن الربح ومن الصعب أن يطردوا الزبائن. الشباب سبب المشاكل أحيانا يوجد في المقاهي بعض الشباب المزعج للزبائن الآخرين وبعض التجمعات على جهاز واحد ويتبادلون الأحاديث الخاصة بهم والمتعلقة بالمناظر الغريبة وغيرها من الأفلام التي يشاهدونها. تعلمت الكثير عن الكمبيوتر والإنترنت بسبب ترددي الكثير على مقاهي الإنترنت، أما من ناحية وقت الفراغ فأين تريدني أن أذهب لغير مقاهي الإنترنت؟ فأغلب الأماكن الترفيهية وحتى الأسواق التجارية مخصصة للعوائل فقط وتجد رجال الأمن على الأبواب لا يسمحون لك بالدخول إذا لم يكن معك العائلة. البحث عن حلول وانصح بعد أن رأينا المخاطر التي تحدق بأجيالنا القادمة جراء الاستخدام غير المرشد للانترنت يجدر بنا أن نبحث عن بعض الحلول التي يمكن أن تقلل من تلك المخاطر، ويمكن اتخاذ بعض الإجراءات للحد من إهدار الوقت والمال والحد من الاستغلال السيئ لمقاهي الإنترنت ومنها : * عدم تجديد تراخيص البلدية للمقاهي المخالفة في تصميماتها الداخلية والتي باتت أشبه بغرف النوم، حيث ان العديد من المقاهي أصبحت توفر غرفا مغلقة بإضاءات خافتة وبأبواب أيضا. * بعض المقاهي تمكن من هم دون سن الخامسة عشرة من الدخول والتصفح وتوفر لهم البروكسيات المطلوبة لدخول المواقع الممنوعة، فيجب فرض العقوبات المناسبة على تلك المقاهي. * يفترض أن تكون أجهزة الكمبيوتر في مقاهي الإنترنت مجهزة بالبرامج التي تمنع التصفح للمواقع الممنوعة لا أن تكون أجهزة لتخزين الصور والأفلام. * تعيين شاب سعودي في كل مقهى إنترنت مهمته الوظيفية تقديم النصح والإرشاد وتعليم رواد المقهى وتوفير المساعدة المطلوبة لهم. * إلزام مقاهي الإنترنت بوضع ديكور وتجهيزات موحدة ولوحات موحدة مثل محلات كبائن الهاتف، وهذا يفيد من جهتين: تصبح محلات مقاهي الإنترنت معروفة بلوحاتها المميزة. وأن تكون التجهيزات الداخلية والديكورات بتصميم موحد حتى تكون الأجهزة دون غرف مغلقة، ومنع هذه الغرف في مقاهي الإنترنت لما يترتب عليها من تشجيع للتصفح والاستغلال السيئ لها. متابعة المقاهي من قبل الجهات المختصة وخصوصا بعد الساعة الثانية عشرة ليلا وتطبيق نظام إقفال محلات مقاهي الإنترنت للجميع. للشباب فقط أما مروان الياسر فيقول: أينما تذهب تجد أغلب الأماكن مخصصة للعوائل ومن المعروف أن العديد من المجمعات التجارية والفخمة التي توفرالأماكن الراقية لزبائنها أصبحت مخصصة للعوائل، الأمر الذي يجعل الشباب يلجأ للمقاهي باعتبارها الملاذات الوحيدة الخاصة بالشباب، وهي مجالات خصبة لقضاء الوقت والاستفادة من الثورة التكنولوجية كلٌ حسب اهتماماته وضروراته. طريق الضياع من جانبه يقول عبدالله الدوسي اعلامي مقاهي الإنترنت طريق لضياع الشباب اذا لم يتعامل معها الشباب بوعي وبصيرة، فعندما نذهب للمقاهي نجدها مصممة بتصاميم غريبة أشبه بالكهوف المظلمة وأنوارها خافتة وأماكن مستقلة وغرف محجوبة عن بعضها وتجد الصغار يرتادونها ويدخلون المحادثة ويتصفحون المواقع المختلفة ويكون المعين لهم في ذلك العاملون في المقهى بحيث يوفرون لهم البروكسيات المطلوبة لتصفح المواقع المقفلة بل يوفرون لهم الأفلام على أقراص مدمجة بأسعار رخيصة فماذا ننتظر من جيل تربى على مشاهدة الانترنت دون رقيب ودون إرشاد؟ ولعل السبب الرئيس في ذلك عدم مراقبة ومتابعة ولي الأمر لأولاده، وأيضا يوجد بعض الشباب الكبار يمضون أوقاتا طويلة في المقاهي يضيعون فيها الجهد والمال في سبيل قتل الوقت دون منفعة تذكر. الزبون على حق بينما يقول سمير الحلبي (مدير مقهى انترنت): نحن نوفر لزبائننا كل وسائل الراحة ونمكنهم من متابعة المباريات ونقدم لهم العديد من الخدمات، أما بالنسبة لمتابعة ماذا يتصفح الزبون على جهاز الكمبيوتر فنحن لا نطفش الزبائن. أفكار دعوية لأصحاب المحلات البعض ينادي بأن يقوم أصحاب مقاهي الانترنت بانشاء ببرامج إسلامية مجانية أجنبية من موقع السنة تحتوي مجموعة مميزة من الخطب والأناشيد الإسلامية كي تصبح ضمن المواد التي يتصحفها مرتادي المقاهي. فلذات الأكباد والمحظور من المفترض أن يستغل الشاب وقت فراغه فيما يعود عليه بالفائدة والنفع ولكن مع الأسف ومع انتشار مقاهي الإنترنت نلاحظ أن رواد تلك المقاهي تستهويهم برامج ومواقع المحادثة التي لا تفيدهم أبدا، بل تزيد من ضياع الوقت والمال دون فائدة ومن الضروري معرفة أن غالبية رواد تلك المقاهي هم من صغار السن الذين تتراوح أعمارهم بين 6 سنوات إلى 16 سنة وهنا مكمن الخطر عند زيارتك عزيزي القارئ إلى بعض المقاهي فسوف تلاحظ العديد من المآسي لتلك الفئة من الأطفال الذين يتجولون بين مقاهي الإنترنت دون رقيب عليهم، فالعديد من المقاهي توفر لزبائنها الكثير من الخدمات ومن أهمها تقديم البروكسي الخاص بفتح المواقع الممنوعة وذلك لزيادة عدد الزبائن وزيادة الأرباح وبعض تلك المقاهي يعمل 24 ساعة مخالفا للنظام وضاربا بالتعليمات عرض الحائط وذلك بعمل ستائر خاصة وإطفاء الأنوار لإيهام الناس بأنه مغلق. مستقبل مجهول وعند ملاحظة وجود بعض صغار السن داخل تلك المقاهي نجدهم يتخبطون في تصفح المواقع ويقعون ضحايا لتلك المقاهي بكل سهولة ويسر بالإضافة إلى الدخول لمواقع الدردشة والتحدث مع عديمي الذمة والضمير. أين الرقيب على هؤلاء الأطفال؟ أين الجهات المختصة بمنع دخول صغار السن لمقاهي الإنترنت وإيقاع أكبر العقوبات على المقاهي التي تتجاوز التعليمات وتوفر البروكسيات والصور الممنوعة لهم؟ مزيد من الضبط والرقابة * إن مقاهي الإنترنت بوضعها الحالي بحاجة إلى المزيد من الضبط والرقابة، وإلى توجيه أهدافها إلى ما ينفع الجيل ويفيد في ميادين العلم والمعرفة وبحاجة إلى إزالة الغموض الذي يدور حول أداء العديد منها. فلا نضع اللوم على الشباب، فهم بطبيعتهم ميالون لمعرفة كل جديد ومندفعون لاستكشاف ما وراء الحجب، لكن الرقابة وتطبيق النظام والقانون ومتابعة أولياء الأمور يمكن أن تضع الأمور في نصابها. تطبيق أقصى العقوبات لابد من تطبيق أقصى العقوبات للمقاهي المخالفة فالتساهل يؤدي إلى تمادي أصحاب المقاهي في الوقوع بالمخالفات المتتالية. أيضا لابد من توفيرأماكن التنزه العامة للشباب وبأسعار رمزية أن أمكن فمن يتجول في مدينة الرياض يرى الشباب في مقاهي الإنترنت أو مقاهي الشيشة وعلى الأرصفة العامة ولابدمن تكاتف جهود المسؤولين والمفكرين لإيجاد سبل العلاج الفعال في أساليب التوعية للاستخدام الحسن للإنترنت وتكثيف الجهود الإعلامية لتوجيه الشباب لاستغلال وقته الاستغلال الأمثل .