يتوارى البعض خلف الأسماء المستعارة خلال المشاركة في مواقع التواصل الاجتماعي أما للتعبير عن آرائهم وأفكارهم بحرية، أو خوفا من العادات والتقاليد خصوصا في ما يتعلق بالفتيات، فيما اعتبر عدد من الاختصاصيين التستر خلف الأسماء المستعارة دليلا على سوء المقصد. ورأى سامي أبو طالب أن اللجوء إلى الأسماء المستعارة ما هو إلا وسيلة للتستر من أمر مخيف، قد يكون من الأهل الذين لا يحبذون ظهور أحد أبنائهم أمام العلن في سجالات مختلفة، لأن فكرة إشهار الهوية ما زالت حديثة عهد، مرجعا هذا الأمر إلى ثقافة العيب ومن باب لا يجوز. وعزا لجوء البعض إلى الأسماء المستعارة للحصول على مساحة حرية لطرح شيء لا يجوزه المجتمع لاعتبارات عدة أو قد يكون انتحالا لشخصية غير شخصيته وهذا بحد ذاته تشويه للشخص بعينه ويرجح السبب لقصور في ذاته، أو قد يكون خوفاً من الفشل وعدم القبول فيلجأ إلى مثل هذه الأساليب متناسياً أن الفشل تجربة على طريق النجاح. وبين أبو طالب أن الوضوح والشفافية مطلوبان لكسب ثقة الآخرين وطريقة جلية للأمان ومصداقية للتعامل بين الأفراد، وبالتالي يكون هناك خطوط لا يمكن تجاوزها في التعامل وسيكون الاحترام متبادلا بين المتعاملين. وبين عبدالرؤوف الطويل أن الهدف من إخفاء البعض أسمائهم إما لسوء يتعمدونه فلا يفتضح أمرهم، أو لرأي يخشون أن ينسب لهم فليسوا بأصحاب رأي حقيقي، أو لتكلس فكري واجتماعي في المحيطين بهم يخشون أن تنعكس تبعاته عليهم، كبعض أطياف مجتمعنا التي لا تعطي للمرأة حق النطق فتخفي اسمها، ويجب أن يكون المرء جاداً نظيفاً خفيفاً ولا يخشى شيئاً ولا يخفي اسمه أياً كان. وأشار الكاتب توفيق الصاعدي إلى أن الكتابة باسماء مستعارة ظاهرة قديمة حتى قيل ان بعض الكتاب المشاهير في بداياتهم كانوا يكتبون بأسماء مستعارة مثل بالزاك أديب فرنسا، الرافعي أديب مصر وغيرهم، بل حتى على المستوى العالم اشتهر شعراء وكتاب بكناهم حتى أنه قيل ان الجاحظ نسي كنيته وظل ثلاثة أيام يسأل عنها حتى قيل له أنت أبو بحر، بينما كثيرون لا يعرفون أن الاسم الحقيقي للمتنبي هو أحمد بن الحسين، لافتا إلى أن هذه العدوى انتقلت إلى الأجيال وجاء عصر المنتديات وشبكات التواصل الاجتماعي والكتابات بأسماء مستعارة واشتهرت بعض الأسماء ولكنها لم تلبث طويلا حتى اختفت كما هي أسماؤهم المتخفية. وقال الصاعدي «ربما للكتابة بأسماء مستعارة دوافع وأسباب عديدة منها الخوف من المجتمع وتبعات ما يكتب لذلك يقذف بكلماته ويفر هربا كأنما يريد أن يتبرأ منها، وربما المكانة الاجتماعية للكاتب الذي يكون صاحب منصب أو مكانة ولا يريد أن يخاطب الناس بصفته الشخصية بل بكلماته»، معتبرا الكتابة بأسماء مستعارة موضة وانتهت وما كان في الخفاء سيختفي ولا يصح إلا الصحيح، وقديما قال سقراط لأحد طلابه الصامتين «تكلم حتى أراك». من جهته، أفاد المحلل والباحث الاجتماعي جمعة الخياط أن الإناث كن الأكثر استخداما للأسماء المستعارة في السابق، لرفض العادات والتقاليد ظهور المرأة، لافتا إلى أن «حواء» سخرت وسائل التواصل الاجتماعي لتتواصل مع الطرف الآخر عبر النت وتتناقش في كل ما لا تستطيع مناقشته في بيتها مع عائلتها دون أي عوائق لها أو كشف شخصيتها الحقيقية. واعتبرها وسيلة حميدة للمرأة تستخدمها من باب الخوف على نفسها من كسر العادات والتقاليد ومن باب الحيطة والحذر من معرفة اهلها حينما تريد أن تناقش ما تريد من مواضيع لها وتصل لما تبحث عنه من اراء واثباتات على افكارها دون تعريض نفسها او عائلتها للمشاكل. وحذر من استخدام بعض الشباب لأسماء فتيات خلال مشاركتهم في وسائل التواصل لاستدراج البريئات إما للفراغ والعبث أو للمضايقات والمعاكسات العنكبوتية إن صح تسميتها.