قبل عامين برزت جمعية عنيزة للتنمية والخدمات الإنسانية، لتخطف جائزة المركز الأول في جائزة الملك خالد للمنظمات غير الربحية، الأمر الذي وضعها في واجهة العمل المؤسسي لخدمة فئة الأشخاص ذوي الإعاقة، لكن البعض ما زال يجهل دور الجمعية سواء على صعيد المحافظة أو حتى القصيم، مما دعا للتساؤل ما إذا كانت التوعية تنقص هذه الجمعية، إلا أن الجمعية بادرت بعقد ثاني مؤتمر لخبراء الإعاقة والتأهيل، بحضور 30 محاضرا، وأكثر من 600 معوق، الأمر الذي وضع الجمعية في مواجهة التحدي لاستمرار النجاح. سألنا أمين عام الجمعية فهد بن علي الوهيبي، في حوار معه، ما إذا كانت الجمعية ارتقت من المحلية إلى الدولية، فيما البعض ما زال يجهل دورها، فما معنى هذا التناقض، فأجاب ما يهمنا في الجمعية الأشخاص ذوي الإعاقة، الذين يعرفون ماذا نقدم. جمعية عنيزة للخدمات الإنسانية ماذا قدمت للمجتمع؟ - الحقيقة قدمت الجمعية خدمات عديدة للمجتمع وهي موجهة بالدرجة الأولى لذوي الإعاقة، أبرزها نشر الوعي بقضايا وحقوق ذوي الإعاقة لدى المجتمع المحلي وذلك بهدف دمج المعاقين بالمجتمع وحصولهم على حقوقهم المكتسبة التي سنتها القوانين والتشريعات في الدولة بالإضافة إلى الجانب التوعوي الخاص في مجالات الإعاقة من خلال المحاضرات والدورات التدريبية والنشرات التثقيفية وجميع وسائل التوعية التي تساهم في مجال الإعاقة في سبيل الحد من إنجاب أشخاص من الممكن أن يكون لديهم إعاقة من أي نوع من أنواع الإعاقة، ومما تقدمه الجمعية من خدمات جعل محافظة عنيزة صديقة للمعاقين من خلال عقد شراكات مع عدد من الجهات الحكومية وعدد مؤسسات القطاع الخاص بالمحافظة في سبيل تهيئة البنية التحتية سواء في الجهات الحكومية والخاصة أو في الشوارع والميادين والمتنزهات والأماكن العامة التي تخدم ذوي الإعاقة بحيث تكون سهلة الوصول وتكون سمة محافظة عنيزة، ويتلقى المعاق كل الخدمات بيسر وسهولة في عنيزة، كما أنه من مبادرات الجمعية الجميلة ترجمة الخطب في جامع السليمانية عن طريق لغة الإشارة لمن لديهم إعاقة الصم، كما تخدم المعاقين بإشراكهم باسم الجمعية في جميع المناشط والمناسبات بالمحافظة. البعض يتهم الجمعية بعدم التوجه للسعودة، ما تعليقكم؟ - هذه مقولة خاطئة والدليل أن الجمعية حصلت قبل فترة بسيطة على جائزة الأمير فيصل بن بندر لتوطين الوظائف، وهي جائزة تمنح للمؤسسات التي تقوم بتوطين الوظائف وإحلال السعوديين محل الوافدين ولو أخذنا كمؤشر فالجمعية فيها 300 موظف وتشكل نسبة السعوديين نسبة 70% من الموظفين بالجمعية. بعض المعاقين لا يستطيع تحمل تكاليف العلاج، أليس من حل لتخفيضها؟ - أولا تكاليف العلاج ليست مرتفعة كما يقال ثم إن تكاليف العلاج التي يقال عنها مرتفعة هي رسوم رمزية وتشكل 25% من التكلفة الحقيقية أي أن أسر الحالات تقوم بدفع ما نسبته 25% من تكاليف العلاج الحقيقية وأن النسبة المتبقية وهي 75% من تكلفة العلاج تتحمله الجمعية، ولكن هناك بعض الحالات لا تستطيع دفع 25% من تكلفة العلاج وهذه إذا كانت من الحالات المستحقة للزكاة فهي تتلقى الخدمات من الجمعية بشكل مجاني وتحول إلى بند الزكاة بالجمعية إذا كان بند الزكاة يغطي دفع مثل هذه المصاريف. أين الخلل في أن الكثيرين ما زالوا لا يعرفون أدوار الجمعية؟ - الأشخاص ذوو الإعاقة، هؤلاء يعرفون الجمعية وأدوارها وأهدافها بشكل أو بآخر بدليل أن الجمعية قاربت على الوصول للطاقة الاستيعابية الإجمالية لجميع فروعها، فالجمعية تخدم ما يقارب 500 شخص من ذوي الإعاقة في كافة فروعها بشكل يومي، والمجتمع المستهدف من خدمات الجمعية يعرف أن الجمعية تقدم خاصة بهم ويتلقون الخدمات بشكل أو بآخر سواء من خلال برنامج الرعاية النهارية أو من خلال برنامج الإقامة الدائمة (إيواء) للإعاقات الفكرية أو برنامج التأهيل الصحي للإعاقات الجسدية أو من خلال الجلسات العلاجية المحددة وعادة ما تكون في الفترة المسائية ففي العام الماضي خدمت الجمعية 3700 حالة كلها حالات من الجلسات الخارجية. هل تقتصر خدماتكم على مستوى محافظة عنيزة أم تمتد لتغطية منطقة القصيم؟ - الأمر يتوقف حسب نوعية الخدمة فهناك خدمات موجهه بالدرجة الأولى لمنطقة القصيم وهي خدمات الرعاية النهارية للجلسات التأهيلية وخدمة الإقامة الدائمة (الإيواء الفكري والإعاقات الجسدية) موجهة لخارج منطقة القصيم بالإضافة للحالات في منطقة القصيم ولديها ظروف خاصة تجبرهم على أن يتلقوا الخدمة في الجمعية. هل هناك نية لفتح مكاتب مصغرة للاقتراب من المعاقين، خاصة أن موقع الجمعية متطرف غربي عنيزة؟ - الجمعية توفر وسائل نقل لذوي الإعاقة سواء في محافظة عنيزة أو في مدن منطقة القصيمبريده أو الرس أو البدائع أو المذنب كلها تصلها وسائل النقل لخدمة المعاقين. وما هو جديد مشاريعكم المستقبلية؟ - تسعى الجمعية في خطتها الاستراتيجية من 2014م إلى 2018م إلى إنشاء مدينة عنيزة الإنسانية، والتي تحتوي بالإضافة لمجمع الجفالي للرعاية والتأهيل على عدد من المراكز المتخصصة في خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة على سبيل المثال مركز الشيخ على التميمي للتوحد، وقد تكفلت فيه عائلة الشيخ على التميمي بجميع تكاليف إنشاء المشروع البالغة أكثر من عشرين مليون ريال، وهناك مشروع الشيخ محمد بن عبدالرحمن السعدي وهو مشروع خاص للتدخل المبكر سيكلف إنشائه أكثر من عشرة ملايين ريال، وهذه المشاريع تمت ترسيتها على مقاولين وقد بدأ العمل في تنفيذها، وهناك مشاريع دراساتها جاهزة لمن يرغب من أهل الخير في تمويلها على سبيل المثال مركز السمع والكلام، ومركز التأهيل المجتمعي، ومركز التأهيل المهني، ومركز الإيواء للإعاقات الشديدة للرجال والنساء وكذلك كلية تطبيقية للتربية الخاصة بالإضافة للمدينة الرياضية خاصة للمعاقين، وكلها تشكل في المستقبل القريب منظومة مدينة عنيزة الإنسانية، وهناك مشروع وقف الرحمة بقيمة إجمالية قدرها عشرة ملايين ريال تقريبا أما المرحلة الثانية من وقف الرحمة التي سيتم التسويق لها قريبا فإن تكفلتها الإجمالية قرابة 12 مليون ريال، وسيساهم مشروع وقف الرحمة في علاج وتأهيل وتدريب وتعليم الأشخاص ذوي الإعاقة، وستقام هذه المشاريع في سور واحد بجوار مركز الجفالي حيث إن الجمعية تملك الأراضي المجاورة للمركز لتحمل اسم مدينة عنيزة الإنسانية.