ما الذي جاء بي يا أبي والقطارات مشحونة بالشجر القطارات ذات الحديد الحزين ستخطفني بغتة في غموض المطر ما الذي يا أبي حطني في الطريق إلى الماء للناي يقتلني بالصدى كلما مر بي يا أبي ما الذي جعل العانسات البعيدات يشغفن روحي ويغزلن مثل الأغاني النحيلة قمصان قلبي ويمسحن مثل الهدايا جروحي ويصقلن بي غربة المتعبِ يا أبي ما الذي جاء بي نحو هذا المساء الغريب كأن الجسور وغيم البحيرات والشجر الحر أرجوحة الغائب ها أنا بعد بحرين تنتابني يا أبي مثل برقٍ بحارك فارأف بطفلك واكتب له نجمة في السديم كأنك خلق له خارج الكوكب.