انتظر الزوار والمصطافون كثيراً لرؤية الكورنيش الجنوبي في جدة كما يحبون تملؤه الحيوية ويعمه النور بدلا من الظلام الذي يلفه، ولكن لا إنارة طالته لتبدد وحشته ولا تطوير لحق به ليسعد مرتاديه، رغم تميز موقعه وكونه واجهة بحرية ثانية في جدة حيث يعج بمواقع السباحة والتنزه، إلا أن الإهمال جعله غير مستفاد منه في مدينة ساحلية تشهد إقبالا كبيراً من المصطافين والزوار طوال العام. وأكد عدد من زوار الكورنيش خلوه التام من كافة الخدمات وهو ما يستدعي حضورهم نهارا والهرب منه قبل حلول الظلام، حيث تلف الوحشة الموقع ويغرق في صمت عميق إلا من صوت الموج وحركة بعض المركبات للصيادين ومن يجبر على سلوك ذلك الطريق، كما أجمع سكان الأحياء الجنوبية لمحافظة جدة أن الكورنيش الجنوبي بمثابة متنزه لهم ولكنهم هجروه لعدم وجود الخدمات فيه. موفق الغامدي بين أن بعض العوائل هربت من ضوضاء وزحام كورنيش جدة الشمالي إلى كورنيش جدة الجنوبي إلا أنهم كالمستجير من الرمضاء بالنار حسب قوله لأن الحال في كورنيش جدة الجنوبي أسوأ حيث لا يوجد في المنطقة لا وسائل ترفيه ولا أرصفة ولا إنارة ولا محلات تجارية تساعد على الجلوس به والتنزه فيه، فضلا عن غياب المسطحات الخضراء. ويقول سعيد السلمي، وحسين الشهري إن أعمدة التيار الكهربائي منصوبة على كامل الكورنيش لكنها تعرضت للصدأ والسقوط بسبب غياب الصيانة والمتابعة، رغم وجود المولدات الكهربائية المكشوفة في المنطقة والتي تعرض سلامة الأطفال والمرتادين للخطر الوخيم الأمر الذي يستدعي تدخلا عاجلا من قبل شركة الكهرباء لعلاج هذا الخطر. وأضافوا «الوعود التي اطلقها بعض المسؤولين في أمانة جدة على مدار الأعوام الماضية لم تنفذ، رغم أن تطوير الكورنيش الجنوبي أسهل من الشمالي والأوسط كونه خاليا من البنيان والمشروعات التجارية وهو ما يتيح مساحة أكبر ما يجعله يتسم بنقاء الهواء بعيداً عن الضوضاء والزحام». من جهته، أكد أمين محافظة جدة الدكتور هاني ابوراس أنه تم عرض مشروع تطوير الكورنيش الجنوبي (المرحلة الأولى) على المقاول للتنفيذ فعليا. وكانت أمانة جدة قد أكدت وجود مشروع تطوير للكورنيش الجنوبي ابتداء من شمال المصفاة والقاعدة البحرية حتى نهاية الحدود الإدارية لمحافظة جدة ويشتمل المخطط العام للمشروع على دراسات هيدرولوجية وتصاميم عالمية تراعي مثلا حركة الموج وأفضل المواقع التي ستنشأ فيها شواطئ للسباحة.