في الكورنيش الجنوبي تخيل السامع صدى صوتك يأتيك من جهة البحر نظرا لانعدام الحراك التنموي بكافة منظوماته في هذا الموقع، من بعيد ترى البحر في عنفوانه وحينما تبدأ تتجول في مسارات الموقع تكتشف أنه يخلو من الخدمات مما يجعل عشاق البحر يأتون في النهار إلى الكورنيش ويهربون منه قبل حلول الظلام، حيث تكتنف الوحشة الموقع ويغرق في صمت عميق إلا من وشوشة الموج وحركة السيارات. وأجمع عدد من سكان الأحياء الجنوبية أن الكورنيش الجنوبي بمثابة موقع مريض يعاني من الإهمال ولو استطاع البحر أن ينطق وفقا لقولهم لرفع عقيرته بالصياح.. أنقذوني. وأضافوا: إن بكاء كورنيش جدةالجنوبي يعلو بسبب الغربة التي لازال يعيش في طياتها، مؤكدين أن الكورنيش طواه النسيان وأزيل من الذاكرة، نظرا لنقص الخدمات والإهمال الذي بات عنوانا له، والهدوء المصحوب بشيء من الخوف خصوصا في فترة المساء حيث يعم الظلام بالرغم من وجود إنارة لم يتم تشغيلها منذ أن وضعت. وإذا نظرنا إلى كورنيش جدةالجنوبي نجد أنه يمتد من جنوب قاعدة الملك فيصل البحرية حتى منطقة الشعيبة، حيث يعتبر الكورنيش أفضل من حيث نظافة البحر بسبب قلة الزوار. «عكاظ» زارت كورنيش جدةالجنوبي على استحياء وأمل في أن نلقى زائرا نتكلم إليه إلا أن الصدى وخلو المكان كان سيد الموقف، التقينا بعابر يمر المنطقة ليس للتنزه بل لوجود مقر عمله بالقرب من المنطقة.. فهد آل ناصر ذكر بأن الكورنيش يزوره عدد قليل من العوائل في فترة العصر فقط وذلك بسبب الخوف الذي يلف المنطقة ليلا لخلوها من أي مقوم للأمان. ويضيف آل ناصر: إن بعض العوائل هربت من التلوث وضوضاء وزحام كورنيش جدة الشمالي إلى كورنيش جدةالجنوبي إلا أنهم كالمستجيرين من الرمضاء بالنار، فالحال في كورنيش جدةالجنوبي أسوأ كما يقول حيث لا يوجد في المنطقة لا وسائل ترفيه ولا أرصفة ولا إنارة ولا محلات تجارية تساعد على الجلوس به والتنزه فيه، فضلا عن غياب المسطحات الخضراء. واستطرد آل ناصر الذي ذكر بأن الكورنيش يزوره عدد قليل من العوائل في فترة العصر فقط وذلك بسبب الخوف الذي يلف المنطقة ليلا لخلوها من أي مقوم للأمان. ويضيف آل ناصر: إن بعض العوائل هربت من تلوث وضوضاء وزحام كورنيش جدة الشمالي إلى كورنيش جدةالجنوبي إنهم كالمستجيرين من الرمضاء بالنار، فالحال في ذلك الكورنيش أسوأ كما يقول حيث لا يوجد في المنطقة لا وسائل ترفيه ولا أرصفة ولا إنارة ولا محلات تجارية تساعد على الجلوس به والتنزه فيه، فضلا عن غياب المسطحات الخضراء. وتابع: إن تطوير الكورنيش الجنوبي سيكون أسهل بسبب عدم وجود مناطق سكنية وفنادق ولا محلات تجارية، بالإضافة إلى أن تطويره سيخفف الضغط على الكورنيش الشمالي. وبين آل ناصر: أن تطوير الكورنيش الجنوبي سيكون له الأثر الطيب على من يأتون إليه لقضاء أوقاتهم في أجوائه.. فياليت لو تتوفر له الخدمات الضرورية مثل الأماكن المناسبة والفنادق والمحلات التجارية، والمرافق الأخرى التي يحتاجها المتنزهون والحرص على العناية به فإن الاهتمام به أصبح ضروريا. من جهته أوضح محمد العمري أحد سكان قرية القوزين التي تقع قبل الكورنيش الجنوبي على طريق الخمرة أن المخلفات التي تملأ المكان وغياب عمال النظافة عن الكورنيش أزعج بعض من يزورنه، بالإضافة إلى أن الكورنيش في الليل تتضاعف سبل الإهمال فيه بسبب الظلام الذي يسوده وذلك لعدم وجود أعمدة إنارة. وتابع العمري: إن أعمدة التيار الكهربائي منصوبة على كامل الكورنيش لكنها تعرضت للصدأ والسقوط بسبب غياب الصيانة والمتابعة، وبالرغم من وجود المولدات الكهربائية المكشوفة في المنطقة والتي تعرض سلامة الأطفال والمرتادين إلى الخطر الوخيم الأمر الذي يستدعي تدخلا عاجلا من قبل شركة الكهرباء لعلاج هذا الخطر. وروى العمري أن المنطقة خالية من كل شيء وبإمكان الشركة المنفذة أن تخرج لنا الكورنيش بصورة تفوق الوصف والخيال. أما مهند يافعي فأوضح بأن الفترة التي قضت فيها الوعود كانت كافية لإنشاء مدن وليس تطوير كورنيش. ويضيف: جئت إلى المنطقة دون أطفالي لعلمي بأن المطقة خالية من كل وسائل الترفيه. بالإضافة إلى غياب الخدمات التموينية فضلا عن غياب البنية التحتية. وقال عبد الله مديني: إن الكورنيش الجنوبي سبق أن تلقى وعودا بإجراء عمليات جراحية لتطويره إلا أن هذه الوعود أصبحت سرابا بالنسبة لسكان جدة وتبخرت في الهواء. من جانب آخر يروي جابر الخالدي الذي أبدى قلقله الشديد على كورنيش جدةالجنوبي ووضعه الذي وصل إليه، وقال الخالدي: إن الكورنيش الجنوبي منذ عشر سنوات تقريبا وهو يراوح في مكانه، بالرغم من الوعود بتطويره ولكن كل الوعود ذهبت في مهب الريح على حد قوله.. مضيفا: إن تطوير الكورنيش الجنوبي سينعكس بشكل إيجابي سواء على المنطقة المحيطة بها أو من الجانب السياحي، بالإضافة إلى أنه سيسهم في تخفيف الضغط على الكورنيش الشمالي والكورنيش الاوسط، خاصة أن كورنيش جدةالجنوبي موقع إستراتيجي لأنه يقع خارج العمران. في هذا الصدد ذكر بعض المتنزهين المتناثرين على استحياء في الكورنيش الجنوبي أنهم يستمتعون بأوقاتهم على الكورنيش حتى قبل حلول المساء وغروب الشمس ومن ثم نبدأ في لملمة بعض الأغراض وذلك بسبب الظلام الذي يعم أرجاء المكان. وأضافوا: إن هناك بعض الشاحنات والسيارات الصغيرة التي تبيع المواد الغذائية والمثلجات بأسعار باهظة مقارنة بالأسعار داخل البلد فضلا عن غياب الاشتراطات الصحية لدى مواقع البيع المتحركة. من جهته كشف المهندس إبراهيم كتبخانة وكيل أمانة جدة للمشاريع سابقا في تصريح سابق بأن الأمانة ستطرح مشروع الدراسات التفصيلية للكورنيش الجنوبي ابتداء من شمال المصفاة والقاعدة البحرية حتى نهاية الحدود الإدارية لمحافظة جدة، وسيتم عمل مخطط عام للمشروع ودراسات هيدرولوجية وتصاميم عالمية تراعي مثلا حركة الموج وأفضل المواقع التي ستنشأ فيها شواطئ للسباحة وتتبعها التصاميم التفصيلية. معوقات مختلفة وكيل أمانة جدة إبراهيم كتبخانة بين بأن الكورنيش الجنوبي واجهته في الفترة الماضية معوقات مختلفة، منها مصب محطة الخمرة وتأثيره السلبي على تلوث شواطئ جنوبيجدة لكن شركة المياه الوطنية شيدت محطة معالجة وينشأ الآن خط الصب في البحر ويصل إلى منطقة الخمرة وهذا سينتج عنه إيقاف صب مياه الصرف الصحي في شواطئ جنوبيجدة.