«العقل زينة».. كلمة كان يحلو لوالدي يرحمه الله ترديدها أمام أحفاده.. وبنغمة موسيقية يتغنون بها. وكأنما يقصد غرسها فيهم.. لتكون كلمة يتزايد معناها وصداها لديهم عندما يتقدم بهم وبنا العمر في طاعة الله بإذنه، تساعدهم في التأني والصبر والتأمل والقرار بحكمة واتزان.. وكنت كتبت عن الكرسي.. وكيف أنه قد يكون لصاحبه مصدرا لإنتاج.. أو مصدرا لإزعاج.. أو لا سمح الله مصدرا لأخطاء وتصيد.. الواقع أن كل كرسي يهتز.. ويساهم ثقل وزن الجالس فيه بثباته أو تحركه.. أو حتى أن ينكسر.. وهنا يكون «لثقل» أو بمعنى آخر «رجاحة عقل» الجالس فيه أيا كان مستواه الإداري أم التعليمي أم الثقافي أم القيادي سببا في اتزان القرارات التي تصدر من صاحب الكرسي. فإذا ما اتزن العقل بزينة الحكمة وثقابة النظر في صنع القرار.. وفي ردود الفعل.. وفي الإنتاج للوطن.. فيكون للكرسي وزنه الثابت.. وبالتالي يكون القرار تاجا يتزين به صاحبه.. ونفعا للموطن.. واستجابة للمحتاج أو المراجع.. وإيجابية في النتيجة.. يساهم جميعه.. بل ويصب جله في مصلحة الوطن.. فالعقل أو التريث والحكمة يتمتع بهما كل مخلص.. ويتفوق من خلالها كل مكافح.. ويستفيد منهما كل مواطن.. ويكافئ في ذلك ولي الأمر بالتقدير لكل متزن.. إننا نعيش في عالم تتلاطم أمواجه يوميا.. إن لم يكن لحظيا.. وتزداد الحاجة لكل من يتزين بزينة العقل أن يركز همه وعلمه وخبرته لتصب في النفع العام.. وألا تكون كلمته في كل «قيل وقال».. وأن يعني نفسه بحاضر الحال.. وبمستقبل الأجيال.. إنها الأمانة التي أشفقت منها السموات والأرض والجبال.. فأبين أن يحملنها.. وأشفقن منها.. وحملها الإنسان فكان ظلوما جهولا. صدق الله العظيم. أعان الله كل ذي عقل.. وأثاب كل ذي زينة بعقل متبصر.. مخلص.. مؤمن.. وحامد وشاكر لله سبحانه وتعالى فيما أوكل له ولي الأمر من مسؤوليه.. يسأله الناس أمام المولى عز وجل فيها.. في يوم لا مفر فيه سوى إلى الله. فالعقل زينة.. والعود للوطن أحمد..