رمضان وما أدراك ما رمضان، إنه شهر الرحمن، إنه شهر القرآن، إنه شهر تفتح فيه أبواب الجنان وتوصد أبواب النيران، إنه شهر تشرع به أبواب الرحمة وأبواب التوبة وأبواب الغفران، إنه رمضان الذي قال فيه الرب مادحا (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن)، وقال فيه المصطفى مبينا (بعدا لمن أدرك رمضان ولم يغفر له فيه). هذا الشهر الفضيل فرصة عظيمة للناس عامة وللمسؤولين خاصة لترك الذنوب والإقلاع عن الفساد، فالمسؤول ذنبه أعظم وجرمه أكبر ونتائج فعله أشد وأخطر، لأنه هو الراعي والشعب هم الرعية، وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فذنب كل إنسان يقتصر عليه وحده ولكن المسؤول يشمل ذنبه كل أذى يلحق الناس وكل ثلم ينال المجتمع وكل تقصير يضعف الأمة، فهو القدوة التي ينظر إليها الجميع، والقلب الذي بصلاحه يصلح الجسد وبفساده يفسد الجسد، هو حامل الأمانة التي خشيت منها الجبال وارتعدت منها السماء وأشفقت منها الأرض، هو موضع المسؤولية التي ألقاها على عاتقه ولي أمره.. فقد أكد خادم الحرمين الشريفين في مناسبات عديدة ومواطن كثيرة على هذه الأمانة التي سوف يسأل عنها هذا المسؤول أمام الله تعالى وأمامه، فقال في أحد المواضع (نؤكد على التنفيذ الدقيق والمخلص لبرامج ومشاريع الميزانية. وعلى الوزراء ورؤساء الأجهزة الحكومية المتابعة الدقيقة لما ينفذ، دون أي تقصير أو تهاون والاستشعار الدائم للمسؤولية والأمانة التي تحملوها أمام الله ثم أمامنا، وعلى الأجهزة الرقابية القيام بدورها على أكمل وجه ورفع التقارير إلينا أولا بأول) وقال في موضع آخر (واضطلاعا بما يلزمنا واجب الأمانة والمسؤولية التي عاهدنا الله تعالى على القيام بها والحرص عليها تجاه الدين ثم الوطن والمواطن وكل مقيم على أرضنا، فإنه من المتعين علينا شرعا التصدي لهذا الأمر وتحديد المسؤولية فيه والمسؤولين عنه «جهات وأشخاصا» ومحاسبة كل مقصر أو متهاون بكل حزم دون أن تأخذنا في ذلك لومة لائم تجاه من يثبت إخلاله بالأمانة، والمسؤولية الملقاة عليه والثقة المناطة به، أخذا في الاعتبار مسؤولية الجهات المعنية كل فيما يخصه أمام الله تعالى ثم أمامنا عن حسن أدائها لمهماتها ومسؤولياتها، والوفاء بواجباتها، مدركين أنه لا يمكن إغفال أن هناك أخطاء أو تقصيرا من بعض الجهات، ولدينا الشجاعة الكافية للإفصاح عن ذلك والتصدي له بكل حزم، فهؤلاء المواطنون والمقيمون أمانة في أعناقنا وفي ذمتنا، نقول ذلك صدقا مع الله قبل كل شيء، ثم تقريرا للواجب الشرعي والنظامي، وتحمل تبعاته، مستصحبين في ذلك تبرؤ النبي صلى الله عليه وسلم من صنيع بعض أصحابه فيما ندبهم إليه. لذا وامتثالا لقول الله تعالى (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته). maanaljarba@ hotmail.com للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 273 مسافة ثم الرسالة.