تمكنت الجهات الأمنية في النقطة الأمنية بالهدا من كشف وضبط الحجاج المتسللين، الذين اتخذوا من صخور قمة الهدا ملجأ يتحصنون فيه بعيدا عن الأعين الساهرة وانتظار مركبات التهريب التي تتمركز في أعلى ومنتصف الجبل. وحاول المتسللون عبور الطرق الوعرة واختراق النقطة الأمنية في منتصف الليل، من خلال ارتداء الإحرام بعد مرورهم على ميقات وادي محرم، بحيث يتم توصيلهم من قبل مركبات التهريب إلى الجسر المؤدي إلى تلفريك الهدا قبل النقطة الأمنية، وتبدأ انطلاقة رحلتهم على الأقدام من خلال التوجه إلى المنطقة الخطرة في قمة الهدا وسط الظلام الدامس، معرضين حياتهم للخطر. وكشفت الجهات الأمنية بقيادة قائد المركز الأمني بنقطة الهدا المقدم عبدالله بخيت الزهراني عن ضبط أكثر من 40 حاجا مخالفا في ليلة واحدة، اتخذوا من الصخور موقعا وملجأ لهم، والبعض منهم علق ولم يستطع إكمال المسيرة، فيما وجد آخرون من النساء والأطفال بصحبة ذويهم من الرجال وسط بكاء ومخاوف، إذ كان تحركهم قبل غروب الشمس، وعندما خيم الليل لم يستطيعوا الحراك ذهابا أو عودة لعدم معرفتهم بخط سير الطريق. وكانت «عكاظ» قد رصدت أمس نشاط سماسرة ميقات وادي ذي قرن بالهدا وميقات السيل، كما رصدت عددا من الحجاج مع سماسرة يحومون حولهم ويتبادلون الإشارات والنظرات، ويعقدون صفقات التهريب التي لايكتب لها النجاح وتجهض سريعا على أيدي رجال الأمن، ووصلت تكلفة نقل الحاج بدون تصريح إلى 500 ريال حسب الاتفاقات بإيصاله من الميقات إلى أطراف مكة. وتتبعت «عكاظ» سير التهريب للحجاج الوافدين عبر طرق وعرة ويتم إنزالهم خلف نقطة تفتيش الهدا عبر سلسلة الجبال الشاهقة ويسيرون على أقدامهم معرضين حياتهم للخطر إلا أن دوريات الأمن تقف لهم بالمرصاد. وكان عدد من رجال الأمن قد اضطروا لترك دورياتهم بعيدا وانتظروا أسفل أحد منحدرات الهدا ليفاجأوا بعدد من الحجاج برفقة السمسار الذي كان في انتظار المهرب فور نزولهم ليلقى القبض عليهم، ما يؤكد نباهة ودقة احتراف رجال الأمن. من جهته أكد ل «عكاظ» العميد محمد الشهري قائد قوة الحج في البهيته ومدير شرطة الطائف، أن جميع الطرق التي يحاول المهربون عبورها معروفة ومسيطر عليها برا وجوا، وتتم الاستعانة بكاميرات ترصد تحركاتهم ويتم القبض عليهم على الفور، كاشفا أن احصائيات القبض توضح أعدادا تمت اعادتهم وتبصيم المخالفين منهم لايقاع العقوبات المنصوص عليها وفق الأنظمة، مهيبا بالجميع التعاون مع رجال الأمن وعدم تعريض الآخرين للخطر، لافتا إلى أنه تم دعم منطقة البهيتة والهدا ب 200 ضابط وفرد من رجال الأمن، لمواجهة المخالفين المتوقع زيادتهم خلال اليومين المقبلين.