سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التهريب ب250 ريالاً والمتسللون يزحمون الطرق المؤدية إلى مكة المكرمة موقف الكيلو 10 يعجُّ بالكدادين ومخالفي أنظمة الحج .. مصدر أمني يكشف نسبة انخفاض المتجاوزين
ترتفع الأصوات وتختلط اللهجات في موقف الكيلو 10 من قبل مخالفي أنظمة الحج الذين هرعوا إلى الموقع، أمس، بحثا عن طريقة للتسلل إلىالمشاعر المقدسة عبر بعض السائقين (الكدادين) الذين ينتهزون الفرصة هذه الأيام لتهريب الحجاج مقابل مبالغ يبلغ سعر الإركاب نحو 250 ريالا، والشرط هو الدفع مقدما شريطة أن ينزل الحاج في شارع الستين في مكةالمكرمة، وتسبب هذا السيناريو في ازدحام الطرق المؤدية إلى مكةالمكرمة. «عكاظ» رصدت حالة الفوضى في موقف كيلو 10 البارحة، وتبين أن معظم الحجاج المخالفين هم من الجنسيات العربية والأفريقية والآسيوية، وعدد قليل من المواطنين الذين أفادوا عدم مقدرتهم على تحمل تكاليف الحج النظامي هو سبب تفاوضهم مع المهربين، رغم علمهم أن الرحلة مجازفة وأن الأمن والجهات المختصة تشدد على عدم مخالفة الأنظمة، وقد يتسبب الأمر إلى مشكلة كبرى إلا أنهم أبوا إلا أن يخوضوا التجربة وإن فشلت فقدر الله وما شاء فعل. من جهة أخرى، تم التفاوض مع أحد الكدادين للذهاب إلى المشاعر المقدسة وأول سؤال طرحه علي: «هل أنت نظامي وتملك تصريحا؟» فأجبته بالنفي فقال السعر 250 ريالا، ويجب أن أنتظر حتى يكتمل العدد لديه وسألته ما إذا حدث أمر طارئ أثناء الطريق وأقصد أن يتم القبض علينا، لكنه عاجلني أنه سوف ينزلني في شارع الستين بمكةالمكرمة. يشار إلى أن مدير الأمن العام الفريق أول سعيد عبدالله القحطاني سبق أن أكد أن التقنية الحديثة سيكون لها حضور قوي في تنظيم دخول الحجاج والتصدي لتهريبهم بطرق غير مشروعة. وتوعد كل من يظن أن الطريق ممهد للمرور دون تصاريح أو الخضوع لأنظمة الحج، بأنه سيلاقي جهات تتعامل معه بموجب الأنظمة. وقال «نحن في هذا الأمر نرغب في تطبيق الأنظمة الصادرة من ولي الأمر، التي تهدف في المقام الأول إلى أن يكون الحج ميسرا ومنظما، وكل من يحج يكون تحت مظلة النظام وله كل التنظيمات التي توفر له السكن والنقل والإعاشة. وتنص تعليمات وزارة الداخلية على أن عقوبة من ينقل ركابا مخالفين لأنظمة الحج دون تصاريح، قد تصل الى السجن مدة لا تزيد على عامين أو بغرامة لا تتجاوز 100 ألف ريال أو بهما معا، وتتعدد الغرامات بتعدد الأشخاص الذين وقعت المخالفة منهم. أما الحجاج فتتم إعادتهم من من جهة أخرى، رفض حجاج مخالفون العودة مع المركبات التي تمت إعادتها في نقاط التفتيش وفضلوا السير لأكثر من خمسة كيلوات متسللين عبر تضاريس مكةالمكرمة الوعرة إلا أن مصدرا أمنيا كشف عن انخفاض نسبة التسلل 60 في المئة هذا العام عن الأعوام السابقة. «عكاظ» تجولت في مدخل مكةالمكرمة الشرقي، وتحديدا من حد الحرم حتى ما بعد نقطة تفتيش أمن الطرق، لرصد حركة المتسللين الذين إما يسلكون الطرق الرئيسية مشيا على الأقدام أو عبر طرق ترابية مع أصحاب مركبات مخالفين في عملية النقل. وأوضح قائد أمن الحج اللواء سعد الخليوي «أن الأمن العام يقوم بتغطية المراكز الترابية بقرابة 55 مركزا مزودا بعدد كبير من رجال الأمن وتغطية جميع الطرق المؤدية إلى مكةالمكرمة، سواء رئيسية أو ترابية، مشيرا إلى أن نقطة البهيتة التي تستقبل أعدادا هائلة من الحجاج ويصل عدد مساراتها إلى 17 مسارا لتخفيف الضغط بعد إعادتها من النقطة السابقة لتقليل نسبة التسلل وحيث إن منطقة البهيتة يوجد بها موقف للمركبات يستوعب ستة آلاف مركبة ورغم صعوبة تضاريس مكةالمكرمة، إلا أن هذا العام انخفضت نسبة التسلل 60 في المئة. تسلل عدد من الحجاج من شرقي مكةالمكرمة، دفع عدد من العمالة الوافدة إلى استقبالهم بسوق سوداء لبيع الأطعمة والمشروبات، حيث افترش العمال الجزيرة الوسطية الخضراء بجوار مجسم حد الحرم وعرضوا منتجاتهم على قارعة الطريق. حيث أتوا، ولا يسمح لهم بالدخول الى مكةالمكرمة. ومن أعلى نقطة في جبال الهدا رصدت عدسة «عكاظ» حجاجا وافدين لا يحملون تصاريح للحج يعبرون عقبة الهدا سيرا على الأقدام بطريقة خطيرة معرضين أنفسهم للتهلكة، فيما يأتي وراء ذلك عدد من المركبات المخالفة التي قامت بتحميلهم وأوصلتهم قبل نقطة التفتيش الأمنية. وكان مجموعة من الحجاج الوافدين ممن لا يحملون تصاريح حج قد وقعوا في شراك وحبال سائقي مركبات يقومون بتحميلهم وإيصالهم للمشاعر المقدسة بطريقة مخالفة وفق عقد مالي غير شرعي، حيث يضطرون للنزول بمجرد اقترابهم من نقطة التفتيش الأمنية بالهدا والتسلل عبر عقبة الهدا الشاهقة حتى لا يكتشف أمر هذه المركبات التي تقلهم، فيما يلتقون بصاحب المركبة ثانية بعد أن يقطعوا مسافة طويلة عبر منتصف الجبل معرضين حياتهم للخطر وفيهم من يعلق بين الصخور حتى يلقى المساعدة من رفاقه. وكشفت الجهات الأمنية بنقطة تفتيش الهدا ممثلة في الدوريات السرية الموجودة على الطريق مثل هذه المخالفات، فيما تم ضبط العديد من المركبات التي تقل حجاجا بلا تصاريح وجرى التعامل مع سائقيها وفق الإجراءات النظامية. وأوضح ل«عكاظ» مدير مرور الطائف المكلف العقيد حسن زويد القثامي أن دور المرور يتمثل في تسيير الحركة عند نقطة التفتيش الأمنية بالهدا، بالإضافة إلى ضبط المخالفين الذين يقومون بتحميل الركاب من الحجاج الذين لا يحملون تصاريح وذلك بحجز المركبة وإحالتهم للجوازات وتطبيق العقوبات وفق النظام، حيث تأتي جهود المتابعة بمشاركة الجهات الأمنية كالمرور والجوازات والشرطة، لافتا إلى أن هناك تعاونا مشتركا لدوريات المرور السرية مع دوريات البحث بدوريات الأمن والبحث الجنائي لتعقب المتجاوزين.