في أول رد فعل شعبي على سيطرة المسلحين الحوثيين على العاصمة اليمنية، تظاهر أمس مئات اليمنيين للمطالبة بانسحابهم من صنعاء في وقت انفجرت سيارة مفخخة في قاعدة لأتباع عبدالملك الحوثي في مأرب ولاحت بوادر مواجهة بينهم وبين عناصر تنظيم القاعدة تنذر بانزلاق اليمن نحو الفوضي. وأوضح محمد النعيمي «أحد منظمي تظاهرة الاحتجاج» أن لديهم ثلاثة مطالب تتمثل في إخراج مليشيات الحوثيين من صنعاء وإعادة الأسلحة التي نهبتها ووقف الانتهاكات التي ترتكبها في حق المعارضين لتوجهاتها. وطالب النعيمي بمنع الحوثيين من المشاركة في الحكومة القادمة مالم ينفذوا هذه المطالب. وردد المتظاهرون الذين كسروا حاجز الخوف، شعارات مثل «من صنعاء إلى عمران لا حوثية بعد الآن» و «جمهورية جمهورية لا أسرية ولا ملكية». وأفاد شهود عيان بأن المسلحين الحوثيين ما يزالون يسيطرون على الشوارع ويقيمون نقاط تفتيش في تقاطعات رئيسية بالعاصمة رغم توقيعهم أمس الأول على الملحق الأمني ل«اتفاق السلم والشراكة الوطنية». وفي محافظة مأرب الى الشرق من العاصمة اليمنية انفجرت أمس سيارة مفخخة في مستشفى تستخدمه جماعة الحوثي قاعدة لها، ما أدى الى مقتل وإصابة العشرات، حسب مصادر قبلية ومحلية. وأبلغت «عكاظ» مصادر قبلية بتحركات لعناصر تنظيم القاعدة في محافظتي شبوة وأبين صوب محافظة البيضاء والعاصمة صنعاء لمواجهة الحوثيين. وأوضحت المصادر أن مئات من عناصر القاعدة شوهدت تتحرك في سيارات باتجاه محافظة البيضاء ثم التحرك باتجاه مأربوصنعاء لدعم الجبهة التي أنشئت قبيل دخول المسلحين الحوثيين إليها. وأعلنت ما تسمى «جماعة أنصار الشريعة» الذراع المحلي لتنظيم القاعدة في بيان عبر حسابها على «تويتر» مسؤوليتها عن الانفجار الذي وقع في مستشفى الجفرة بمنطقة مجزرة في ولاية مأرب. بينما ذكرت مصادر مطلعة أن الانفجار أدى الى مقتل 15 شخصا على الأقل واصابة أكثر من 50 آخرين، مشيرة الى أن انتحاريا نفذه بسيارة مفخخة صدم بها المستشفى الذي تحول الى قاعدة لعمليات الحوثيين في المنطقة. دوليا لوحت واشنطن بعقوبات دولية ضد الحوثي وأعضاء من نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، مؤكدة في بيان صادر عن مكتب المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي أن عناصر تسعى لاستغلال الوضع الأمني الحالي.