أكد عدد من الخبراء في تصريحات ل «عكاظ» على خطورة تنظيم داعش وأهمية حشد التحالفات لمواجهة التنظيمات الإرهابية في المنطقة. وأشار الخبراء بأن نجاح الخطة الأمريكية التي طرحها الرئيس أوباما لمواجهة تنظيم داعش تتطلب بجانب حشد التحالفات الدولية والإقليمية إلى فرض رؤية وموقف عربي موحد وقوي لضمان تحقيق الصالح العربي في المقام الأول، ولعدم تكرار أخطاء مرحلة ما بعد غزو العراق، وأن لا يترك المجال لتطبيق مخططات وأهداف لا تخدم دول المنطقة ومصالحها. وفي هذا الصدد قال المفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقى، إن خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما مؤخراً حول الخطة التي طرحها لمواجهة تنظيم داعش تعيدنا لأجواء عام 1990 إبان الغزو العراقي للكويت، ويشكل إحياء للتحالف الأمريكي القديم مع دول المنطقة، ولكن هذا لا يقلل من اعترافنا بالخطر القائم والحقيقي لداعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية في المنطقة، ولم هناك وسيلة أخرى لمقاومة هذا الإرهاب إلا بحشد دولي، بشرط أن يقوم على أسس واضحة، بمعنى أن تهدف المساعي إلى مكافحة الإرهاب فقط، وليس بتطبيق مخططات واستراتيجيات غير واضحة المعالم كما حصل في العراق، وأفضت إلى تدميره ودخوله في سلسلة من الأزمات. وأشار إلى ضرروة العمل على أن تكون المنطقة العربية خالية من الصراعات الدولية وليست مستقطبة لها، ومواجهة الإرهاب الآن هو جزء أساسي لتحقيق هذا الهدف، خاصة وأن تنظيم داعش يشكل خطرا داهما خاصة أن به مكونات من عناصر مختلفة ومتنوعة غربية وآسيوية ومن جهات متعددة أخرى وليس فقط عربية. وأضاف بأن العالم العربي والإسلامي بحاجة إلى الدعم والاستقرار والاقتصادي ومكافحة الفقر وإقرار العدالة الاجتماعية، وكل هذه العوامل تدحض الإرهاب وتقاومه، بالإضافة إلى احترام حقوق الإنسان وتنامي الديموقراطية على المدى الطويل، كل هذه الأمور تساعد على اختفاء الإرهاب وإخماد الأزمات المشتعلة في المنطقة. ومن جهته قال المحلل الاستراتيجي الكويتي الدكتور ظافر العجمي إن من المهم في التحالفات العسكرية الكبرى كحرب تحرير الكويت أن تختم الأشياء بطريقة صحيحة. وأضاف بأن دول الخليج لن تكون في كراسي المشاهدين هذه المرة بل ضمن من يلعب أدوارا مهمة مما يفرض عليهم الحذر في موازنة المدخلات مع المخرجات، ولذلك يجب التسليم أن مسألة توسيع المدى الاستراتيجي للخليج بالمشاركة هو تأمين له على المستوى الأمني وفي الوقت نفسه رش ماء في وجه الخلايا الإرهابية النائمة بيننا من مؤيدي داعش. ووفق هذا السياق أشادت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب البحريني سوسن تقوي بالتحالف الدولي لمواجهة داعش، واعتبرت أن اتفاق 10 دول نافذة على التنسيق لدحر داعش والتصدي للمجموعات الإرهابية يشكل بداية قوية لذلك. وأشادت باستضافة المملكة لاجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون والولايات المتحدة ومصر والعراق والأردن ولبنان وتركيا لتنسيق جهودهم لمواجهة الارهاب، بما في ذلك العمل العسكري، مؤكدة على ضرورة الإسراع في تنفيذ الاستراتيجية الدولية لمواجهة داعش. وأضافت أن الخطة الدولية يجب أن يرافقها غطاء من جميع الدول الداعمة للتصدي للإرهاب من جميع الدول للتصدي للمخاطر التي تمثلها توجهات داعش التي تنتمي للإسلام اسما ولكن الاسلام بريء منها. كما اقترحت تقوي تشكيل صندوق دعم مشترك لتمويل العمليات العسكرية وما يترتب على هذه العمليات من ضرورة إعادة إعمار المنطاق المدمرة وتعويض المتضررين، بالإضافة إلى عودة خطط التنمية في المناطق العراقية المدمرة. وشددت على ضرورة إعادة بناء جيش عراقي وطني ويتم تجهيزه على نحو يكفل التزامه بالوطنية والقدرة على مواجهة إرهاب داعش، وأن لا يكون قرار البيت الأبيض متوجهاً نحو خوض حرب برية جديدة في العراق، لأن دعم الجيش العراقي وتقويته في هذه المرحلة هو الخيار الأمثل.