في وقت يكثف فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما جهوده لحشد أكبر دعم لاستراتيجيته الهادفة للقضاء على ما يسمى (تنظيم داعش) والتي سيكشفها مساء اليوم الاربعاء في كلمة موجهة للأمريكيين أعربت دول عربية عدة عن تاييدها لجهود واشنطن لتشكيل تحالف واسع للتصدي للاسلاميين المتشددين الذين يقاتلون في العراقوسوريا مع توجه وزير الخارجية جون كيري إلى الشرق الاوسط لحشد الجهود. ومن المقرر أن تستضيف المملكة العربية السعودية غداً الخميس محادثات بين كيري ووزراء10دول عربية اضافة الى تركيا من اجل القيام بعمل مشترك ضد تنظيم (داعش) في حين تستضيف فرنسا في15سبتمبر في باريس مؤتمراً دولياً حول (السلام والامن) في العراق الذي يواجه تهديد مسلحي تنظيم داعش، كما أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي سيزور العراق بعد غد الجمعة. وسيلقي أوباما خطاباً موجها للأمريكيين مساء اليوم الاربعاء من البيت الابيض يشرح فيه خطته لمواجهة متطرفي داعش يحدد فيها خطته لإضعاف المجموعة الإرهابية والقضاء عليها على المدى الطويل. وسيحاول أوباما في خطابه الرد على انتقادات فحواها أنه كان بطيئاً في التحرك ضد هذا التنظيم الذي استولى على مساحات كبرى في العراقوسوريا ووسط مخاوف من ان يشن مقاتلون يحملون جوازات سفر غربية هجمات على الاراضي الامريكية. ويسعى اوباما للحصول على تاييد شعبي للخطة العسكرية الجديدة في الخارج في وقت حساس جدا يتزامن مع الذكرى ال13لاعتداءات11سبتمبر التي حملت الولاياتالمتحدة على التدخل في الشرق الاوسط فيما امضى اوباما قسما كبيراً من فترة رئاسته يحاول انهاء هذه الحروب. وقال الناطق باسم البيت الابيض جوش ارنست ان اوباما يريد من خطابه ان يبحث مع الشعب الامريكي التهديد الذي يشكله تنظيم داعش ويضع استراتيجية الولاياتالمتحدة لاضعاف المجموعة الارهابية وعلى المدى الطويل القضاء عليها. ويأتي ذلك فيما ابدت غالبية كبرى من الأمريكيين أمس تاييداً للضربات الجوية التي تشنها الولاياتالمتحدة ضد تنظيم داعش في العراق بحسب استطلاع نشرت نتائجه أمس الثلاثاء وهو توافق ظهر في دعوات برلمانيين من الحزبين الى القضاء على هذا التنظيم. واعتبرت غالبية ساحقة من الاميركيين (91%) ان داعش يشكل تهديداً خطيراً للمصالح الحيوية للولايات المتحدة بحسب الاستطلاع الذي نشرته صحيفة (واشنطن بوست) وشبكة (ايه بي سي نيوز). وابدى71%من الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع تأييدهم للضربات الجوية التي ينفذها الجيش الأمريكي منذ شهر في العراق فيما أيد 65% منهم توسيعها لتشمل سوريا. وفي حين تستضيف المملكة العربية السعودية في محافظة جدة يوم غدٍ الخميس 16اجتماعاً إقليمياً يضم دول مجلس التعاون وكلاً من مصر والأردن ولبنان وتركيا وبمشاركة الولاياتالمتحدةالأمريكية للبحث موضوع الإرهاب في المنطقة والتنظيمات المتطرفة التي تقف وراءه وسبل مكافحته. أكدت الجامعة العربية تضامنها مع العراق والحكومة العراقية الجديدة ومؤازرتها جهودها في مكافحة الإرهاب وما يرتكبه تنظيم داعش بحق العراقيين جميعا من جرائم وانتهاكات تمثل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وأكد الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية في بيان له أمس ضرورة حشد الجهود العربية والدولية لمساندة العراق فى هذه المرحلة الحرجة. إلى ذلك أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن المؤتمر الدولي حول العراق الذي سيعقد في باريس سيضم الشركاء الدوليين والاقليميين الذين يلتزمون هذا الهدف ويساهمون في تحقيقه. وسيفتتح المؤتمر هولاند والرئيس (العراقي) فؤاد معصوم في شكل مشترك كما اعلنت الرئاسة الفرنسية في بيان. واوضحت الرئاسة انه «تمهيدا لهذا المؤتمر سيقوم رئيس الجمهورية بزيارة للعراق في12سبتمبر حيث سيؤكد للسلطات العراقية دعم فرنسا للتصدي بفاعلية لارهابيي داعش وحماية السكان المدنيين واعادة ارساء دولة القانون على كل التراب الوطني.