لا أحد يستطيع إنكار جهود وزارة الصحة في الفترة الحالية بدءا من حشد الجهود والإمكانيات لمكافحة وباء كورونا ووصولا إلى عمل كافة التدابير لمنع دخول فايروس ايبولا إلى البلاد، إلى غير ذلك من الجهود المبذولة للارتقاء وعلاج السلبيات المختلفة بهذه الوزارة التي أنهكها الروتين والبيروقراطية وبها تركة ثقيلة عبر السنوات الماضية من المشاكل المستعصية والأخطاء الطبية والملاحظات الإدارية. أقول ذلك وأنا أستغرب كثيرا كغيري من أهالي مدينة الطائف الذين أمطروني بسيل جارف من الرسائل على إيميلي - باعتباري كتبت مقالا سابقا هنا أطالب بإيجاد مبنى نموذجي متكامل لمستشفى الصدرية بالطائف - وكانت مجمل الرسائل تحملني أمانة فحواها موجة غضب واستياء عارمة إثر ما تم تناقله على نطاق واسع وتم نشره في بعض الصحف في الأيام القليلة الماضية من قرار الشؤون الصحية في منطقة مكةالمكرمة بإغلاق مستشفى الصدرية بالطائف وإيقاف قبول الحالات المحولة إليه من المناطق الأخرى ووصولا إلى عدم قبول الحالات وتحويلها إلى غيره من المستشفيات بالطائف حتى يتم إغلاقه نهائيا في غضون الفترة القريبة القادمة بسبب تهالك مباني المستشفى وخطورة بعضها مما حدا بها لاتخاذ هذا القرار المفاجئ، والحقيقة أننا أمام مشكلة كبيرة ومعضلة أكبر منها ستعصف بأهالي المحافظة وضواحيها وضواحيها وقراها ومراكزها، فكيف تعالج وزارة الصحة المشكلة بمشكلة أكبر منها، فهل يعقل أن يتم إغلاق مستشفى عريق ومهم مضى على إنشائه ما يقارب 60 سنة ويعد أكبر مستشفى متخصص بالمملكة والشرق الأوسط في علاج الأمراض الصدرية بأنواعها كالسل أوالدرن بأنواعه، والربو المرض الفتاك ذائع الصيت، وغيرها من الأمراض الصدرية والتهاباتها الدائمة أو الموسمية في مدينة كالطائف مشهورة بأجوائها الباردة خاصة في الشتاء مما يعني الاحتياج الشديد لمراجعة هذا المستشفى لمن يعانون من هذه الأمراض لسكان يزيد عددهم على مليون نسمة. والحقيقة أنني كأحد أهالي الطائف لا أتخيل أن يتم غلق هذا المستشفى الحيوي الهام بسبب العجز عن إيجاد حل ناجع وجذري لتهالك مبانيه، فهل عجزت وزارة الصحة أن تجد مبنى بديلا كما فعلت مع العديد من المستشفيات الأكثر تهالكا بالطائف وغيرها، ولماذا لا يتم استئجار مبنى مؤقت للمستشفى لحين بناء مبنى متكامل له بنفس موقعه الحالي باعتبار أن موقعه مملوك لوزارة الصحة أو حتى بمكان آخر مناسب له يتم ترسيته كما حصل مع بقية المستشفيات المتهالكة والتي أوجدت لها حلول مناسبة لحين إنشاء مبان نموذجية لها دون غلقها، كما أن هناك عشرات الحلول التي طبقت على كثير من المستشفيات بالصحة نفذتها بالعديد من المناطق دون أن تقوم بإغلاقها. لا غنى لأهالي محافظة الطائف وضواحيها وقراها ومراكزها والمرضى المحولين إليها والقادمين إليها من الزائرين والسائحين - عن مستشفى الصحة الصدرية الذي لن يسد مكانه بعض أقسام الصدرية ببعض المستشفيات وإن دعمت مناشدين وزير الصحة بالتدخل العاجل لإيقاف هذا القرار المتعجل الذي أزعج الجميع وخصوصا المرضى وأسرهم. خاتمة.. قال الشاعر: متى يبلغ البنيان يوما تمامه إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم * أكاديمي سعودي [email protected]