يعتبر مستشفى الصحة الصدرية بالطائف من أقدم المستشفيات المتخصصة بالمملكة، حيث مضى على إنشائه ما يقارب 60 عاما، ويعد هذا المستشفى من أكبر المستشفيات التخصصية في الأمراض الصدرية بأنواعها كالسل أو الدرن بأنواعه، والتهاب الشعب التنفسية وضيق النفس، وكذلك المرض الأكثر شيوعا لدينا بالمملكة (الربو)، وغيرها من الأمراض الصدرية أو المتعلقة بالجهاز التنفسي، وبالمستشفى كادر طبي وتمريضي متخصص على مستوى عالٍ من الجودة والاحتراف، ويحال إليه العديد من الحالات المرضية المستعصية من العديد من مناطق المملكة، باعتباره الأكبر حجما، والأقدم خبرة وتمرسا، والأشهر في هذا المجال الصحي الهام. وعلى الرغم من ذلك، إلا أن هذا المستشفى والمركز الطبي الكبير يعاني معاناة كبيرة وقديمة، حيث ما زال في مبنى مضى عليه ما يقارب 60 سنة، وقد أكل عليه الدهر وشرب، وأصبح حاله مزريا، وزائره ومراجعه يعجب ويستغرب من استمراره بهذا المبنى المتهالك الذي يئن من تقادم العهد عليه وعلى كثير من أجهزته وإمكاناته المختلفة. وعلى الرغم من إنشاء عدة مبانٍ حديثة لمجموعة من المستشفيات بالطائف؛ كمستشفى الملك فيصل وبرج النساء والولادة وصدور الموافقة على إنشاء مبانٍ لمستشفيات أخرى كالأطفال والصحة النفسية، إلا أن مستشفى الصحة الصدرية على أهميته القصوى وما يقدمه من خدمات جليلة ما زال على حاله رغم الحاجة الماسة إلى معالجة وضعه بشكل جذري. والحقيقة التي لا مناص منها ويعرفها ويراها أهالي المحافظة والزائرون وتدعو إليها الضرورة، وسبق أن تمت المطالبة بها، هي الإسراع في إنشاء مبنى ضخم ومتكامل لهذا المستشفى، يلم شتات أقسامه وتخصصاته بمبنى مهيأ، يراعى فيه التصميمات اللازمة للعمل الصحي ووسائل الأمن والسلامة، ويزود بأحدث الأجهزة الطبية والسريرية والخدمات؛ ليواصل أداء الرسالة المنوطة به لخدمة أهالي الطائف وضواحيها وزائريها والمقيمين بها والمحولين إليه من خارجها، خصوصا أنه يعنى بأمراض حساسة، وبعضها خطير، ويحتاجه الصغير والكبير على مدار العام. الكل يتطلع لإعادة النظر في وضع المستشفى ويدرج ضمن المشاريع المستقبلية، ولا سيما أنه يخدم شرائح متعددة ولفئات مرضية أيضا متعددة. خاتمة: إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فإن فساد الرأي أن تترددا