كنت أظن أن الطيران في العجة من اختصاص «المدرعمين» المحليين في وسائل التواصل الاجتماعي حتى قرأت عن احتشاد أكثر من مائة شاب جاءوا من مختلف المقاطعات إلى إحدى البلدات بأوغندا بعد أن سمعوا أن الحكومة ستقوم بتزويج الشباب مجانا من فتيات القرية الجميلات مع تقديم هدايا نقدية وعينية للعرسان! لكن الشباب اكتشفوا أن الأمر ليس إلا شائعة كاذبة طاروا في عجتها، وكان الشيء الوحيد الذي حصلوا عليه مجانا هو سخرية أهل البلدة وتوبيخ نسائها! طبعا ما زال الرقم القياسي في طيران العجة مسجلا باسم ضحايا شائعة زئبق مكائن خياطة «سنجر» الأحمر، فهذه لا قبلها ولا بعدها! لكن أعجب طيران في العجة واجهته شخصيا فقد كان في مدينة نيويورك التي يعتد أهلها ال«نييوركرز» بذكائهم و«ذهانتهم» عندما قال لي سائق تاكسي أننا محظوظون في السعودية لأن كل أسرة تملك في حديقة منزلها بئر النفط الخاص بها لتستخدمه في ملء سياراتها بالوقود، وعبثا حاولت تصحيح المعلومة له منطقيا وتقنيا، لكنه كان يحلق عاليا بمعلومته التي يبدو أنه تلقفها من راكب شرق أوسطي عيار أراد تطييره في عجة السخرية! اللافت أن تصديق الشائعات والمساهمة في رواجها لا يرتبط بمستوى التعليم بل بمستوى الوعي، فقد رأيت حملة شهادات جامعية وتخصصات علمية يقعون ضحايا أخبار وشائعات لا يمكن تصديقها، ويمررونها في مجموعات الواتس أب كحقائق مسلمة! الخلاصة.. يا زين مسكة الأرض! [email protected]