أنقذت العناية الإلهية الصياد علي إبراهيم عمر من الغرق في عرض البحر، بعد أن تعرض مركبه لموجات عنيفة، إثر الرياح الشديدة والعواصف الرملية التي اجتاحت المنطقة، فعاش أوقاتا عصيبة لأكثر من ست ساعات، رأى الموت في كل لحظة فيها، بعد أن ضربت الأمواج مركبه وقذفت بها بارتفاع 10 أمتار، حتى سخر الله حرس الحدود الذين انتشلوه. وبين عمر (57 عاما) أنه خرج بقاربه الأحد الماضي لمزاولة مهنة الصيد التي يمتهنها منذ صغره، مشيرا إلى أنه قضى أكثر من 40 عاما في البحر ولم يعش موقفا صعبا مثل الذي عاشه أخيرا. مبينا أنه ينفق على أسرة قوامها 12 فردا. وذكر أنه بعد أن تناول السحور توجه إلى البحر في الرابعة من فجر الأحد الماضي، وغادر مرسى الصيادين في جازان، بعد حصوله على الإذن بالإبحار، وبعد أن قطع مسافة ساعة تقريبا في عرض البحر جهة منطقة تسمى «مرا» تقع ما بين جازان وفرسان، إذ اعتادوا على الصيد فيها، مبينا أن الجو كان هادئا ومناسبا للصيد، وبعد مرور ساعتين بدأ الطقس في الاضطراب وبدأت الرياح تشتد، فانسحبت مع الصيادين، في محاولة للنجاة، إلا أن سرعة الرياح في ازدياد، حتى داهمتني موجة عنيفة عكست اتجاه «الفلوكة» ثم أتبعتها موجة أخرى، قذفت بي من ظهر المركب، إلى البحر، في منطقة عميقة في «البوجة»، حتى شرب كميات كبيرة من الماء وشارف على الغرق، وبدأ ينطق بالشهادتين. وأفاد أنه رأى الموت خصوصا أنه لم يكن يلبس سترة، ملمحا إلى أنه تشبث بالحياة، وحاول السباحة وحين اقترب من «البوجة»، ربط جسده بها بحبل، وبقي جالسا عليها بعد أربع ساعات سباحة صارع فيها الموت. وأضاف: «حين وصلت للبوجة ربطت جسدي بها بحبل وغاب مركبي عني وسط الأمواج العاتية، ومكثت أدعو الله أن تصلني المساعدة أو من يسعفني، حتى وصلني حرس الحدود، وأنقذني بعد الله من موت محقق»، مشيرا إلى أنه يعاني من الضغط والسكري ويزاول الصيد ليوفر لقمة العيش ل12 فردا. وبين أنه صارع الموت من السادسة صباحا إلى ال12 ظهرا، ونقله حرس الحدود إلى المستشفى وتلقى الاسعافات الاولية فيه، ملمحا إلى ان الصيادين عثروا على مركبه وسحبوه إلى الشاطئ، متوقعين أن يظهر لهم جثة هامدة على سطح البحر، إلا أن الله كتب له النجاة. «عكاظ» تواجدت في منزل العم علي ابراهيم ورصدت توافد المهنئين له بسلامته، بينما ألمح العم علي أن ست ساعات صارع خلالها الموت في البحر، اختزلت له أحداث 40 عاما في مزاولة مهنة الصيد.