التوازن في أعمال الخير من أكبر التحديات وروحها العبادة. هنالك جهل كبير في تعليم المكلف أو المزكي أو المتصدق عن شروط كل نسك أو تكليف. ومن شروط الزكاة النية وهذه تفوت على الكثير من الناس ويخلط الأموال بدون قصد. والزكاة فيها الحكمة مع الرحمة ومصالح المجتمع، ومن أهدافها الأساسية إعمار الأرض والعدل المفروض والنسك والعبادة. وهذه العبادات ليست حكرا على الدين الإسلامي فقد فرض على بني إسرائيل عشر المحصول. فمن الأخطاء المنتشرة أن يمول موسر مشروعا فيما وراء البحار وينسى قريبا هو أحوج للعون. وليس قريبا فقط ولكن من أهله وأرحامه. إن أولويات الزكاة والصدقات والأعمال الخيرية بحاجة لتطوير وغربلة وتوعية وتنوير. وندخل الأهواء والمزاج في العطاء. بل الأسوأ من يقع فريسة عصابات منظمة للتسول ينتشرون في مدن المملكة ويعتقد أنه ينفع المحتاجين الأولىِ، وهم ليسوا كذلك. المحتاج يجب أن تبحث عنه وتجده وكلما كان أقرب استحق اهتماما أكثر. المحتاج لا يحتاج فقط إلى نقود بل أكثر. هو واقع في دوامة تدور به من جهل ومرض وفقر. نحن ننصح ببرامج أشمل بوضع برامج بمنظور ذي مدى بعيد مثل التعليم والتوجيه والتربية والتوعية وبرامج تهتم بالصحة والغذاء، وانتشرت ثقافة غريبة من دخلاء بتمويل نظريات ومشاريع إسلامية بعيدة كل البعد عن مساعدة مواطنين في داخل وطننا وربما في نواحي البلاد هم أولى بها. أنفق السعوديون مليارات في مشارق الأرض ومغاربها جزاهم الله خيرا في أعمال خيرية ربما يرصدها باحث ويحلل أفضلها. ويقيم مفعولها وفوائدها وكيفية تحسينها وتحسين العمل الخيري. ولكن وللأسف قيام البعض بالتجاوب ودعم أعمال خيرية ظاهرها الخير وباطنها إما عصابات منظمة أو شبكات، ويعملون طوال العام على التنقل من مكان لآخر والتحصيل والتخطيط بأسلوب منظم فاحذروهم. وكررنا مرارا بأن العمل الخيري أصبح متطورا لدينا، كالجمعيات الخيرية وهم يتولون كافة الأعمال من علاج المرضى أو متابعة علاج في المنازل أو الدواء أو بعد القيام بعمل محترف من تقييم حالات وتوفير علاج. الشفافية في مثل هذه الأعمال هي الدافع لدعم هؤلاء. ولكن بدلا من قيامك بدفع قيمة نقدية للعلاج لمن لا تعرف، تبرع بأموالك لجمعية وهي تقوم بعلاج المرضى والحصول على أسعار تزيد من المستفيدين وتدفع للمستشفيات مباشرة.. والصدقات مجالها أوسع من أبواب الزكاة الثمانية المعروفة. فمن أبواب الصدقة كف الشر عن الناس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والكلمة الطيبة وإماطة الأذي عن الطريق صدقة. وأعمال خدمة القرآن الكريم والسنة والدعوة وكذلك العلاج النفسي وخدمات اجتماعية مثل المعنفين والسجناء وعائلاتهم وأحياء وإسكان ومطلقات وأرامل وتعليم وتدريب وبحوث. وفق الله الجميع وتقبل صالح الأعمال.