علمت مصادر الخاصة أن التنظيم الجديد لجباية الزكاة يفصل مصلحة الزكاة عن وزارة المالية، وأن تكون هيئة مستقلة بناء على توصية مجلس الشورى بتحويل مصلحة الزكاة والدخل إلى هيئة حكومية مستقلة، وكان المجلس وافق على تحويل مصلحة الزكاة والدخل إلى هيئة حكومية مستقلة عن وزارة المالية. وبين المصدر أن موافقة الشورى أحيلت إلى لجنة خاصة في مجلس الشورى لدراسة التنظيم الجديد لجباية الزكاة وإمكانية إضافة بعض الصلاحيات لها كزكاة الأراضي البيضاء على سبيل المثال، موضحا أن هناك تصويتا خلال الجمعية العمومية بمجلس الشورى، بحضور شعبة من هيئة الخبراء، وأنه خلال القريب العاجل سيعلن عنها كهيئة مستقلة. من جانب آخر، بين عضو هيئة كبار العلماء الدكتور علي بن عباس حكمي بوجوب تحري المسلم في البحث عن المستحقين لزكاة الفطر دون توكيلهم لأناس للبحث بأنفسهم عمن يستحقونها أو تكليف شخص أو جهة ما للبحث عن مستحق لها. وعن قيام البعض بأداء الزكاة لمن يجدونهم أمامهم قبيل صلاة العيد بين الحكمي أن الأفضل للمسلم بحثه عن الشخص الذي يستحقها لإعطائه إياها، فهناك الكثير من المحتاجين لها، منوها أن بعض العلماء أجاز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين وهذه المدة تكفي للبحث عن مستحق للزكاة وإعطائه إياها. وأضاف أن من يقوم بدفع الزكاة بمبالغ مالية لجهات معينة للبحث عن مستحقيها عمل لا بأس به وينبغي دفع المال لجهة موثوقة تخرج الزكاة لمستحقيها، مؤكدا أن الأحرى للمسلم إخراجها بنفسه والبحث عن مستحقها شخصيا. وعلى صعيد متصل، يتنافس عدد كبير من الشباب في حجز المواقع المميزة على أرصفة الشوارع الرئيسية والحيوية وجانب الصرافات البنكية والمساجد في المدينةالمنورة بأكياس الأرز تمهيدا لبيع «زكاة للفطر»، حيث زود أصحاب المحلات والمراكز التجارية بكميات كبيرة من الأرز في سباق محموم بالبيع قبل عيد الفطر المبارك. فيما انتشر عدد من الشباب التابعين للجمعيات الخيرية يحملون كوبونات لزكاة الفطر وكسوة العيد وصدقات أخرى لتوزيعها أمام المساجد والأسواق وبجانب الطرقات الرئيسية بشكل رسمي ومصرح لهم في البيع واستقبالها وتوزيعها على الفقراء والمساكين. المواطن سعد الناصر أوضح أنه اعتاد على شراء زكاة الفطر من الجمعيات الخيرية وتسليمها لهم لتوزيعها على الفقراء، مضيفا بأن الجمعيات الخيرية هم أعلم بالمحتاجين. وبين المواطن فهد القاسم أن انتشار العديد من الشباب في بيع الزكاة من الأرز بجانب الطرقات عمل غير حضاري، مطالبا بمتابعة مثل هذا الوضع من قبل الجهات المختصة ومراقبة أسعارهم وإلزام من يقوم بذلك بالحصول على تصريح بيع وموقع معتمد لضبط عملية أداء زكاة الفطر. وأشار البائع سعود المولد أنه يبيع زكاة الفطر منذ 5 سنوات في هذا المكان بطريق الحزام لمدة أربعة أيام حتى طلوع الشمس من يوم عيد الفطر المبارك ويبيع الصاع بعشرة ريالات ومكسبه بسيط جدا فقط. وانتقد المولد بعض البساطين الذين يعرضون بضائعهم في مواقف السيارات وعلى ممرات ذوي الاحتياجات الخاصة بالأرصفة عند الأسواق والمجمعات، واعتبر ذلك عملا غير حضاري. إلى ذلك، أوضح مدير فرع وزارة التجارة بالمدينةالمنورة خالد قمقمجي أنه تم تشكيل فرق ميدانية لمتابعة ورصد الأسواق وأسعار المواد الغذائية ومنع المتلاعبين في أسعار زكاة الفطر، مشيرا إلى أن الفرع على أتم استعداد لاستقبال أي شكوى أو ملاحظة وبحثها وإيقاع العقوبة على أي مخالف في رفع الأسعار. من جانبه، ذكر الشيخ غازي المطيري أستاذ كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الجامعة الإسلامية أن الله عز وجل حدد مصارف الزكاة في كتابه الكريم قال تعالى: (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم)، وعلى العبد التمسك بما ذكره لنا الله في كتابه، حيث توجد عصابات يدعون أنهم أهل خير وصلاح ويدعي الواحد فيهم أنه يعرف مساكين وفقراء لكي يقوم بتوصيل الصدقة لهم وهو في الأصل عكس، ويعملون لمصلحتهم الخاصة، وهذا يدل على غياب الرقابة وعلى المزكي البحث عن الفقراء عبر معارف وأقرباء وتسليمها لهم أو الجمعيات الخيرية، مطالبا الجهات المعنية بتحويل مصلحة الزكاة والدخل إلى وزارة لمتابعة وإشراف أكثر على زكاة الشركات والمؤسسات ورجال الأعمال التي قد تغني أموالهم فقراء محتاجين. من ناحية اخرى، انتشرت في الأعوام السابقة جهات غير مرخصة لبيع زكاة الفطر، يتم فيها تدوير الزكاة وإعادة بيعها لآخرين، ومع ذلك كثرت هذا العام اللافتات في شوارع جدة لجهات وهمية تعلن عن نفسها جهة لبيع زكاة الفطر. المصادر التقت بعض المواطنين، حيث طالب المواطن محمد غالب أن يكون بيع زكاة الفطر للجمعيات الخيرية ومكاتبها المعتمدة فقط، مبينا أن البعض يقع في الفخ ويشتري زكاته من تلك الجهات غير المرخصة، أو من بعض الأشخاص الذين يدعون أنهم يتبعون لجهات خيرية مرخصة عبر كوبون لزكاة الفطر. أما مجدي ثابت فقال كثيرا ما أصادف مثل هؤلاء الاشخاص الذين يتحايلون على الناس فيصدقهم البعض ويتعاطف معهم، مطالبا كل من أراد أن يخرج زكاة فطره فعليه أن يتجه إلى الجهات الخيرية المرخصة لذلك، والتي لها مراكز توزيع في أنحاء المحافظة. أما عماد طه، فقال يجب على كل شخص التأكد من آلية تنفيذ مشروع زكاة الفطر حتى لو كانت تلك الجهة مرخصة، ليتأكد من سلامة وصولها إلى مستحقيها.