من معاذ الخطيب إلى هادي البحرة.. وما بينهما أحمد الجربا.. يتوق الشعب السوري الذي يواجه بربرية الأسد إلى أداء هادئ لأكثر الثورات صمودا.. يخرج المعارضة من دائرة الصراعات الوهمية.. ويعيد للثورة السورية هيبتها الضائعة على أعتاب الشخصنة.. هي مرحلة القيادة الهادئة لهادي.. ابن دمشق الذي يحمل منها الصبر والهدوء والعقل البراغماتي، يقود أعقد الأزمات على رأس ائتلاف لم يعد له من اسمه نصيب.. هادي البحرة الرئيس الثالث للائتلاف أمام تحديات الداخل المتمزق والخارج المتصارع.. ما أعقد المركب السوري، وما أخطر ركوبه وسط أمواج البحر الهائج.. ليس على البحرة الحل.. فالأزمة أكبر من شخص.. إنها مسألة توازنات واستراتيجيات وصراعات دول عظمى لم تقرر الحل بعد.. فعصا الساحر ليست بيد هادي.. لكن بيده القدرة على إقناع السوريين بأن القيادة «ليس بالإمكان أكثر مما كان».. آن الأوان لاستعادة مسار الثورة.. وكذلك القرار السوري المعارض.. آن أوان أن ترتقي المعارضة إلى مستوى تضحيات الشعب.. إلى مستوى حمزة الخطيب وأبو فرات.. هؤلاء نجوم الثورة السورية.. وعلى هادي أن يكون سماء هذه الثورة الأزرق.. يحتضن السوريين ويجمعهم على خط الثورة.. ثورة الحرية والكرامة.. تلك الثورة التي خرجت تحت عنوان « يا الله ما لنا غيرك يا الله».. ستة أشهر يدخل فيها البحرة تاريخ سورية الحديث.. لكن كيف سيخرج.