حول طرشي بن محمد الصغير منزله في بلدة رجال التراثية التابعة لمحافظة رجال ألمع إلى متحف للتراث جمع فيه العديد من آثار المنطقة والأدوات التراثية وأنواعا متعددة من العملات وبعض الأسلحة القديمة. وحظي مشروع الصغير بترحيب واسع بين أوساط محبي التراث والتحف من أهالي المنطقة، وأضحى قصره متحفا يقصده الزوار وطلاب المدارس والمصطافون من داخل المحافظة وخارجها، فضلا عن أنه يستقطب السياح الأجانب من ألمانيا وفرنسا وغيرهم من الدول الأوروبية، ما زاد شهرته في رجال ألمع وخارجها. وأوضح الصغير أن مشروعه بدأ منذ 30 عاما بجمع المقتنيات الأثرية والأسلحة وأدوات الزراعة وغيرها، ملمحا إلى أنه حرص خلال تلك المدة على جمع القطع التراثية من داخل منطقة عسير وخاصة من رجال ألمع التي تحتوي على العديد من الآثار والمقتنيات الأثرية. وذكر أنه حظي في بداية الأمر بتشجيع ومؤازرة من الأهل والأصدقاء ومن أهالي القرية الذين ساعدوه في جمع التراث وتزويده ببعض القطع الأثرية القديمة التي كانت لديهم، موضحا أن المتحف الذي قام بافتتاحه قبل عامين تقريبا يضم أكثر من 1000 قطعه أثرية، ويحوي العديد من الأركان التي تزيد على ثمانية أركان منها ركن الإنارة، الزراعة، المعاميل، الدلال، الأسلحة، الفخار، الري، طحن الحبوب، الصور القديمة، وبعض النحاسيات. واجهزة إلكترونية قديمة. وأفاد الصغير أن المتحف يحتوي على عدد من الأسلحة منها سلاح معروف في ذلك الوقت باسم (العربية) صنع منذ 300 عام، ولا يزال يحتفظ به في متحفه الأثري، إضافة إلى بعض القطع النادرة ومنها (المكحلة) مصنوعة منذ أكثر من 400 عام وهي أداة خاصة بالكحل وتحتوي على زخارف خاصة تميزها عن باقي المقتنيات الأثرية. وأشار الصغير إلى وجود العديد من الزوار يرتادون متحفه بشكل يومي حيث يبدأ في استقبال الزوار منذ فترة الصباح إلى تمام الساعه الثامنة مساء. وقال إنه يكون في غاية السعادة عندما يستقبل تلك الوفود الأوروبية التي تزور المتحف الخاص به، لا سيما أنها تتعرف على الماضي الجميل الذي عاصره الإنسان الألمعي في ذلك الوقت، مؤكدا أن هؤلاء الزوار يخرجون بانطباعات جيدة عن هذا الماضي الجميل، وخاصة الأوروبيات اللائي يسجلن إعجابهن بالمطبخ الألمعي وطريقة إعداد وتقديم الطعام في ذلك الوقت.