حول علي محمد الجحل منزله في بلدة باحة ربيعة في عسير إلى متحف للتراث جمع فيه العديد من آثار المنطقة والأدوات التراثية وأنواعا متعددة من العملات وبعض الأسلحة القديمة. وحظي مشروع الجحل بترحيب واسع بين أوساط محبي التراث والتحف من أهالي المنطقة، وأضحى منزله متحفا يقصده الزوار وطلاب المدارس والمصطافين من داخل المحافظة وخارجها، فضلا عن أنه يستقطب السياح الأجانب من ألمانيا وفرنسا وغيرهم من الدول الأوروبية، ما زاد شهرته في المنطقة. وأوضح الجحل أن مشروعه بدأ في عام 1398ه بجمع العملات الورقية والمعدنية، ثم اتجه للاهتمام بالمقتنيات الأثرية، ملمحا إلى أنه حرص خلال تلك المدة على جمع القطع التراثية من داخل منطقة عسير ومن خارجها مثل مكةالمكرمة، الطائف، جازان ومن بعض الدول المجاورة كاليمن وسورية والأردن. وذكر أنه حظي في بداية الأمر بتشجيع ومؤازرة من الأهل والأصدقاء ومن أهالي القرية الذين ساعدوه في جمع التراث وتزويده ببعض القطع الأثرية القديمة التي كانت لديهم، موضحا أن المتحف يضم أكثر من 2000 قطعه أثرية، ويحوي 21 ركنا منها ركن الإنارة، الزراعة، المعاميل، الدلال، الأسلحة، الفخار، الري، طحن الحبوب، الصور القديمة، العملات الورقية وبعض النحاسيات. وكشف الجحل أن المتحف يحوي ركنا خاصا بالصور القديمة لبعض مشايخ وأعيان القرية، ومنهم الشيخ عبد الله بن مانع بن دهيس والشيخ علي بن محمد بن مداوي، والشيخ علي بن أحمد الجفالي، والشيخ عبد الله بن زايد وجميع هؤلاء انتقلوا إلى رحمة الله. مشيرا إلى أنه حصل على هذه الصور من قبل الأبناء وبعض الأحفاد لتلك الأسر، كما أنه يحتفظ بجهاز راديو من نوع «فيليبس» عمره 95 عاما. وأشار الجحل أن المتحف يحوي بعض الوثائق والمخطوطات القديمة منذ الدولة السعودية الأولى ثم الثانية إضافة لاحتواء المتحف على عظمة العمود الفقري من حوت قدمها منسوبو مدرسة الجاحظ للمتحف دون مقابل. وأفاد الجحل أن المتحف يحتوي على عدد من الأسلحة منها سلاح معروف في ذك الوقت باسم «العربية» صنع منذ 300 عام، ولايزال يحتفظ به في متحفه الأثري، إضافة إلى بعض القطع النادرة ومنها «المكحلة» مصنوعة منذ أكثر من 400 عام وهي أداة خاصة بالكحل وتحتوي على زخارف خاصة تميزها عن باقي المقتنيات الأثرية. وطالب الجحل من الجهات المختصة بالاهتمام بالآثار بمختلف أنواعها، مؤكدا أن دول أوروبا تهتم بهذا الجانب وتوليه أهمية كبرى.