قارب عدد المساجد في المملكة من المئة ألف، تستهلك كميات كبيرة من الطاقة للإنارة والتكييف وضخ المياه وبعض أعمال الصيانة. وتبلغ قيمة فواتير الطاقة سنويا أكثر من مليار ريال بمعدل 900 ريال شهريا للمسجد كمتوسط وهو معدل منخفض. وكما هو معروف فمعدل استهلاكنا للبترول محليا يزداد بنسبة كبيرة مما ينذر حسب تصريحات كثير من الخبراء باستهلاك جميع الإنتاج محليا خلال بضعة عقود ويتوقف تصديرنا له وبالتالي يتوقف المصدر الرئيسي لإمداد الميزانية التي تعتمد عليها جميع برامج النماء والرخاء وتغطية مبالغ الخدمات والرواتب للشعب السعودي والمقيمين. ومن الواجب علينا التوجه نحو الاستفادة من الطاقة الشمسية لتساعدنا في توفير بعض البترول للمستقبل وللأجيال المقبلة، كما تساعدنا في حماية البيئة، حيث إنها طاقة نظيفة ليس لها انبعاثات ضارة كالتي تنتج من احتراق الوقود. وباستخدام الطاقة الشمسية للمساجد يمكن توفير حوالى 60% من فواتير الكهرباء إضافة إلى توفير البترول نفسه وحماية البيئة. ومن البديهي فيمكن تطبيق استخدام الطاقة الشمسية في كافة المجالات غير أني أركز في هذا المقال على المساجد. ويمكن تركيب كمية من الألواح الشمسية على أسطح المساجد غير المستغلة لإنتاج الطاقة التي تكفي المسجد وتزيد في كثير من الأحيان ليستفاد من الطاقة الفائضة عن طريق بيعها لإنارة لحدائق والشوارع أو المراكز المجاورة للمسجد وبالتالي تغطية باقي مصاريف الصيانة والرواتب وبعض البرامج للمسجد، كما يمكن استخدام أسطح مواقف السيارات لتركيب ألواح إضافية من الواح الطاقة الشمسية. ومن الضروري العمل على ترشيد استخدام الطاقة بتخصيص مساحة من المسجد للصلاة خلال أيام الأسبوع وتكييفها بدلا من تكييف كامل المسجد كما هو الحال في يوم الجمعة. ومن الواجب علينا الاتجاه الجدي نحو استخدام الطاقة البديلة والمتجددة ومنها الطاقة الشمسية التي لا تنضب كما أنها صديقة للبيئة وعلينا تكثيف البحوث الخاصة بها عن طريق مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية والجامعات والتي تشمل تطوير طرق تصنيعها و تشغيلها وتنظيفها وتخفيض تكلفتها لتجذب الكثيرين لاستخدامها في المساكن والمصانع والمكاتب والمزارع والمدارس والمستشفيات والملاعب والأسواق وسائر المنشآت.