الطاقة الشمسية هي طاقة متجددة وغير ناضبة، ويمكن الاستفادة منها في كافة المجالات. قد يقول قائل: ولم نستخدم الطاقة الشمسية ولدينا احتياطي هائل من البترول، فالجواب هو أن احتراق البترول ينتج عنه مواد وغازات ضارة بالصحة والبيئة، أما الطاقة الشمسية فهي نظيفة وصديقة للبيئة ومتجددة. تبلغ الطاقة الشمسية الساقطة على المملكة نحو 2200 كيلووات لكل متر مربع سنويا. وقد تكون الطاقة الشمسية في الوقت الحاضر مكلفة؛ بسبب جهلنا بالتقنية، واعتمادنا بنسبة كبيرة على الجهات الخارجية من مصممين ومصنعين، وينطبق ذلك على التركيب والتشغيل والصيانة، بينما في الواقع هي لا تستحق التكلفة العالية جدا التي ندفعها للحصول عليها. ولا بد من وضع خطة لتطوير المعرفة في مجال الطاقة الشمسية عن طريق تخصيص عدد من المبتعثين، وتدريبهم في المجالات المختلفة للطاقة الشمسية من تصنيع وتشغيل وصيانة. كذلك على مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والجامعات تكثيف البحوث التي ترمي إلى تحسين وتطوير الأنظمة بما يتلاءم مع البيئة والظروف المناخية ولخفض تكلفة التصنيع والتشغيل. أيضا البدء بتصنيع أجزاء من مكونات الأنظمة محليا، و إقامة مؤتمرات وندوات عالمية للطاقة الشمسية للتعرف على أحدث التطورات العلمية. هذه الخطوات إن شاء الله ستسهم في تخفيض التكلفة، ما يمكننا من استخدام الطاقة الشمسية في المنازل والمصانع والشوارع وإنتاج الكهرباء وتحلية المياه... وغير ذلك. وتقول مؤشرات الخبراء إن المملكة لن يكفيها بترولها بعد عشرين عاما إذا استمرت على هذا المعدل من الاستخدام. وتنشئ مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية حاليا مصنعا لإنتاج ألواح الطاقة الشمسية، والذي سيكون إنتاجه لمحطتي تحلية المياه في الخفجي والجبيل، ثم للمحطات الأخرى على الساحل الغربي للمملكة، وهي خطوة ممتازة أرجو أن يستفيد منها رجال الأعمال والمستثمرون للدخول في صناعات تعتمد على الطاقة الشمسية، وذلك حفاظا على البترول للأجيال القادمة وحماية للبيئة من التلوث.