غابت رياح التنمية والتطوير عن حي الفهد الجنوبي الواقع وسط مدينة نجران، ولم تشفع له الكثافة السكانية المتزايدة بشكل لافت، ولا المنازل الحديثة المبنية على أعلى طراز، فضلا عن موقعه الاستراتيجي في وسط المدينة ومجاورته لأغلب الدوائر الحكومية، كل هذه المحفزات كفيلة بأن تضعه ضمن أجندة الأحياء الراقية، غير أن الجهات ذات العلاقة وفي مقدمتها الأمانة أصرت على تجاهله أسوة ببعض الأحياء الأخرى، خاصة وأنها تركز على أحياء تسلط عليها الأضواء من الجهات الرقابية ويسكنها مسؤولون ووجهاء وأعيان. ويعاني سكان الحي من تراكم النفايات ومخلفات المباني وتكدسها أمام المنازل لفترات طويلة، وفي حاويات النفايات المتهالكة التي أصبحت لا تتسع لكثرة تراكم النفايات، ما دفع البعض من الأهالي إلى جلب حاويات على حسابهم الخاص، ولم يتوقف الوضع المأساوي عند هذا الحد بل وصل الأمر إلى تهالك الشوارع في ظل غياب أعمال الصيانة، فسيطرت الحفر التي أصبحت أحد العناوين الرئيسية لهذا الحي. «عكاظ» نفذت جولة ميدانية على حي الفهد الجنوبي، والتقت بعدد من السكان الذين ابدوا استياءهم من وضع الحي، في ظل تدني مستوى الخدمات البلدية، وسيطرة العشوائية نتيجة إهمال الجهات المعنية، الذين بينوا أن الحي يعاني من ظلام دامس في ظل غياب الإنارة، فضلا عن تقطع المياه المستمر، إلى جانب تكدس النفايات، وطالبوا بوقفة صادقة لمعالجة وضع الحي. وأبدى محمد وبران، وموسى آل فروان، استياءهما من وضع الحي الذي بات عنوانا للفوضى والعشوائية وتراكم النفايات، وقالا «رغم أن الحي يعتبر من أحدث أحياء مدينة نجران إلا أنه يعاني من تراكم النفايات ومخلفات المباني والمشاريع أمام منازلنا لفترات طويلة»، وأضافا «أصبحنا في حيرة من أمرنا في ظل هذا الغياب والقصور من أمانة المنطقة، التي لم تبادر إلى توفير حاويات للنفايات صالحة للاستخدام وقلة تواجدها في الحي برغم تكدس أكوام النفايات في كل الأزقة، مما دفع البعض إلى شراء حاويات لنفايات على نفقتهم الخاصة»، وطالبا أمانة المنطقة بتوفير حاويات للنفايات، وسحب السيارات الخربة من الشوارع. وابدى محمد الزبيدي، استياءه من انقطاعات المياه المتكررة، وغياب الإنارة عن أغلب شوارع الحي، وقال «لم يشفع لحي الفهد موقعه الاستراتيجي لتوفير الخدمات الضرورية، رغم مجاورته لأغلب الدوائر الحكومية، وهمزة وصل لبعض أحياء المدينة»، مشيرا إلى أن الظلام الدامس يسيطر على أغلب شوارع الحي مع بداية ساعات الليل مما يجعل الحي في وضع لا يحسد عليه، فضلا عن انقطاعات المياه المتكررة وضخها لمنازل الحي ليوم واحد في الأسبوع. وناشد حسن سعيد، وعبدالله عسيري أمانة المنطقة وإدارة الطرق، بالنظر في وضع شوارع الحي التي أصبحت الحفريات عنوانا لها، وقالا إن وضع شوارع الحي يندى له الجبين، في ظل غياب الصيانة والمتابعة ما أدى الى انتشار الحفريات والتشققات في أغلب الشوارع التي تحولت إلى مصائد للمركبات. وطالب عدد من شباب الحي وهم عبدالله لسلوم، ومحمد آل قريشة، أمانة المنطقة ورعاية الشباب بتوفير وتجهيز مسطحات خضراء وملاعب للشباب، حتى يتمكنوا من إفراغ طاقاتهم ومواهبهم فيها، مؤكدين بأن الشباب متى ما وجدوا المكان المناسب، سوف يتجهون له لتفريغ طاقاتهم بشكل إيجابي.