أصبحت النفايات علامة مميزة لمدخل حي الجوافة وسط مدينة نجران، حيث تتراكم أمام المنازل لفترة طويلة، الأمر الذي يشكل معاناة كبيرة للأهالي. ويشهد الحي تدنيا في مستوى الإصحاح البيئي نتيجة انتشار مستنقعات الصرف الصحي التي باتت هي الأخرى تهدد الأهالي بانتشار البعوض والحشرات الضارة التي تنذر بتفشي مرض حمى الضنك وغيره من الأمراض المعدية. ومع فرحة الأهالي بإنشاء متنزهات لأسرهم وسط الحي إلا أن ذلك لم يدم طويلا حيث يقوم مجموعة من الشباب بالتجمع في وسط هذه المتنزهات وترويع الأطفال بالتفحيط في الساحات المجاورة لها وخرق خصوصية العائلات في الاستمتاع بهذه المسطحات الخضراء. وفي جولة نفذتها «عكاظ» على الحي الذي يعتبر من أحدث الأحياء في المنطقة، أكد الكثير من الأهالي معاناتهم التي تكمن في ضعف الخدمات البلدية في ظل تكدس أكوام النفايات أمام المنازل وقلة جولات فرق الرش على الحي خاصة مع تكاثر البعوض والحشرات الضارة التي أصبحت تنذر بتفشي الأمراض المعدية وسط السكان، فضلا عن الظلام الدامس الذي يلف الحي ليلاً نتيجة انطفاء أعمدة الإنارة في الحي، وكذلك غياب الجهات الأمنية عن المفحطين الذين استغلوا المتنزهات لجعلها أماكن لتجمعاتهم. وبين عدد من الأهالي أنه لم يقف التقصير عند هذا الحد، بحسب قولهم حيث إن المياه أصبحت لا تفي بالغرض في ظل فرض مديرية المياه بتوصيلها ليوم واحد للحي، فضلا عن مركز الرعاية الصحية المستأجر الذي لايؤدي الغرض. وقال مشبب آل سالم إن الحي يعاني من إهمال في الخدمات البلدية في ظل تراكم النفايات وتكدسها أمام المنازل مع قلة وجود حاويات النظافة بالعدد الكافي ما أدى إلى انتشار النفايات في وسط الطرقات وتشويهها للمنظر الحضاري للحي، فضلا عن تراكم بقايا مخلفات المشاريع بجانب منازلنا التي أصبحت مرمى لبعض الشركات. وأضاف أن إهمال الحي لم يقتصر على هذا الحد حتى فرق الرش والإصحاح البيئي أصبحت غائبة عن عملها في رش الأشجار وأماكن تجمع المياه الآسنة مما جعل الحي مرتعا للبعوض والحشرات الضارة التي قد تنذر بتفشي مرض حمى الضنك وبعض الأمراض المعدية مطالبا من أمانة المنطقة الالتفات للحي وتوفير حاويات النظافة إضافة إلى إزالة السيارات الخربة المنتشرة في الحي. وانتقد عبدالرحمن القحطاني ويزيد القحطاني استغلال بعض الشباب للمتنزهات في الحي، مشيرا إلى أنه لم تكتمل فرحة أطفالنا وعائلاتنا بإنشاء المتنزهات، فلم يمض أكثر من شهر إلا ونفاجئ بانتشار ظاهرة التفحيط أمام المتنزهات وترويع الأطفال وتجمعاتهم التي تنتهك خصوصية العائلات، حيث يعمد البعض منهم إلى الاستعراض والتفحيط معرضين حياة أطفالنا للخطر، مما حدا بنا إلى عدم الذهاب لهذه المتنزهات والمكوث في المنازل، ولم يقتصر الوضع على ذلك، بل تجاوز البعض منهم بتكسير وتخريب ألعاب الأطفال ورمي المخلفات الضارة بها، مطالبين من الجهات الحكومية بتكثيف جولاتها في الحي وإصدار العقوبات بحق المفحطين. وناشد مساعد عوض مديرية المياه بزيادة أيام ضخ المياه للحي، وقال يعتبر الحي من أحدث وأكبر الأحياء بالمنطقة ويقطنه أكثر من 6000 نسمة، وأصبح ضخ المياه ليوم واحد لا يفي بالغرض خاصة مع الحاجة الملحة للمياه، واستخدامه في أغراض متعددة، والتزايد السكاني الكبير، لذا نطالب من مديرية المياه بتخصيص يوم آخر للحي أسوة ببعض الأحياء المجاورة، فضلا عن مطالباتنا المتكررة للمديرة العامة للشؤون الصحية بسرعة إنشاء مستوصف حكومي يخدم سكان الحي، خاصة أن المبنى الحالي مستأجر وأصبح لا يفي بالغرض ونقصه الكبير للعدد من التخصصات الطبية وقلة الكوادر الصحية. وطالب خالد الحليفي ومازن إبراهيم من أمانة المنطقة بضرورة إنشاء ملاعب للحي لاستقطاب الشباب وصقل مواهبهم أسوة بالمناطق الأخرى، مضيفا أن شباب الحي لا يجدون أماكن لقضاء أوقات الفراغ وممارسة الهوايات، مما يضطرنا إلى اللعب وسط الشوارع وأمام المنازل، معرضين أنفسنا للخطر ولم تقف معاناتنا عند هذا الحد بل إن الحي يصبح في الليل أشبه بالحي المهجور نتيجة انطفاء أنوار الأعمدة بالشوارع ويصبح الظلام الدامس مسيطرا عليه ولا نعرف ما الأسباب، ويأتي ذلك في ظل تجاهل الأمانة.