رغم حداثة المباني ذات الطراز العمراني الجميل في حي شعب رير الواقع جنوبي نجران، إلا أن انعدام بعض الخدمات شوه جمال الحي. وتسيطر العشوائية على هذا الحي في ظل عدم وجود حاويات للنظافة، مما تسبب في تراكم النفايات لفترات طويلة أمام المنازل، مما يضطر بالبعض منهم إلى نقلها بسيارتهم الخاصة، أو التخلص منها بحرقها في أطراف الحي. ولم يقتصر الوضع على ذلك، بل ما زاد الوضع سوءا هو انتشار الكلاب الضالة في وسط الشوارع وأمام المنازل، وانعدام السفلتة والإنارة في أجزاء كبيرة من الحي، ورغم موقعه الذي تحيط به الجبال من عدة جهات، إلا أن مشاريع درء أخطار السيول مازالت تنفذ ببطء وعشوائية، وافتقارها لأبسط مقومات السلامة، الأمر الذي قد ينذر بكارثة إنسانية، خاصة بعد أن تسببت العديد من الحفريات المنتشرة في الحي إلى بعض التلفيات في مركبات الأهالي، وأصبحت تشكل خطرا على أطفالهم -على حد قولهم-. وأبدى عدد من المواطنين استياءهم من الوضع الذي يعاني منه الحي، بسبب إهمال الجهات المعنية، خاصة أنهم يعانون من نقص حاد في كثير من الخدمات الضرورية، وعدم مساواتهم بالأحياء المجاورة، وبينوا أن معاناتهم لم تقتصر على تراكم النفايات والعشوائية المسيطرة على حيهم، وإنما وصلت إلى غياب العديد من المشاريع، لعل أبرزها غياب السفلتة والإنارة وتشجير الطرقات، وكذلك عدم توصيل المياه إلى منازلهم، فضلا عن عدم وجود حدائق أو متنزهات تحتضن أطفالهم. وقال صالح بالحارث: إن وضع الحي أصبح يندى له الجبين من جراء تراكم النفايات وتكدسها أمام المنازل لفترات طويلة، مما اضطر السكان إلى نقلها بالسيارات الخاصة إلى أماكن بعيدة، والتخلص منها بحرقها خوفا من تجمع الثعابين والحشرات الضارة بها، والتي تشكل خطورة على كل من يقطن الحي ولم يقتصر الوضع على ذلك، بل ما زاد الوضع سوءا انتشار الكلاب الضالة في الحي التي باتت تشكل خطرا على الأطفال، مطالبا الأمانة بضرورة الالتفات للحي الذي يفوق عدد سكانه خمسة آلاف نسمة، وكذلك توفير حاويات النفايات، وإزالة السيارات الخربة التي باتت تستوطن الحي. وانتقد كل من هادي آل زبر ومحمد بالحارث، غياب الجهات المعنية عن تقديم خدماتها للحي، مشيرين إلى أنه رغم حداثة المباني التي كلفت الأهالي ملايين الريالات، إلا أن الجهات المعنية مازالت تغط في سبات عميق جراء عدم التفاتها للحي، وتوفير الخدمات الضرورية له، حيث نعاني من انعدام السفلته والإنارة لأغلب طرقات الحي التي تعج بالحفريات، مما تسببت لمركباتنا بالعديد من الأضرار، وكذلك العشوائية في تنفيذ العديد من المشاريع التي تفتقد إلى أبسط وسائل السلامة. واستغرب محمد دغمان تخاذل مقاول مشاريع درء السيول في الحي والعشوائية التي ينتهجها في العمل، وقال: حي شعب رير تحيط به الجبال وهو معرض لكارثة إنسانية، في حال هطول الأمطار إذا لم يتم إنجاز هذا المشروع في أسرع وقت، مطالبا الأمانة والجهات ذات العلاقة بمحاسبة المقاول الذي تسبب في بطء هذا المشروع. وطالب علي آل دهل، بمساواة الحي بالأحياء المجاورة، وقال: ينقصنا الكثير من الخدمات الضرورية بالرغم من توفر البعض منها وخاصة المياه، حيث نضطر إلى جلب صهاريج المياه على حسابنا الخاص رغم اكتمال المشروع، وتوصيل الإمدادات إلى أغلب المنازل، مبديا استغرابه من تأخر ضخ المياه إلى المنازل، مشيرا إلى أنه يجب أن يحظى الحي بما تحظى به الأحياء المجاورة من تشجير للطرق الرئيسية المؤدية للحي، وكذلك إنشاء حدائق ومتنزهات تحتضن الأطفال.