تلقيت دعوة كريمة من أخي معالي الأستاذ جبارة الصريصري الرجل الذي يمارس الركض والسرعة وخلقها ويتيحها للآخرين فقط على مقاعد وثيرة ومريحة وفوق ذلك سريعة.. فطي المسافات هي من أبرز مهامه فقط في راحة ويسر ورقي أخذا بأحدث ما وصلت إليه تقنية المواصلات الحديثة.. في عالم يتجدد فيه فيض من الوسائل الراقية والمتقدمة يكرس ذلك ويؤسس له استراتيجية السوق العالمية.. التي لم تعد مقلقة أو مقفولة بل هي متاحة ومتوفرة والترويج له قطع أشواطا بعيدة والتنافس على أشده. الحدث الكبير قطار الحرمين: أكاد أزعم يقينا أن هذا الحدث الكبير وإن جاء متأخرا بعض الوقت إلا أنه حدث بارز ونقلة حضارية ومفصلية ونوعية لا ينكر ذلك إلا من أراد أن يلوي عنق الحقيقة.. ولا يدرك القيمة المادية والمعنوية والمهنية لهذه الخطوة المتقدمة جدا إلا شهاد العصر مثلي ورفاق العمر الذين مارسوا ركوب الجمال والحمير عبر الطرق الترابية والجبلية الوعرة والتي ربما استهلكت أياما وليالي. ركوب الحمير والرجبية: إلى عهد قريب كان هناك تقليد جميل، إذ يعمد فريق من الأصدقاء إلى زيارة مدينة رسول الله عليه صلوات الله وسلامه عبر ركوب الحمير التي يهتمون بالإعداد لها منذ فترة طويلة ويغالون فى زينتها ويتبارون في ذلك. الإحساس بالقفزة النوعية: يلد في مهد أولئك ويدركون قيمته وآثاره الإيجابية التي ستغني تطلعات الوطن ومواطنيه وحجاج بيت الله وزوار مسجد رسول الله من خلال ما توفره من أدوات عصرية تؤمن أقصى درجات الراحة والأمان والطمأنينة في يسر وسرعة مثالية. ولتغيب وإلى الأبد تلك الصور المفجعة لحوادث النقل القديم والتي كثيرا ما ذهبت ضحيتها أرواح بريئة. قطار الحرمين: أكد الدكتور جبارة الصريصري وزير النقل.. أن مشروع قطار الحرمين يعد من المشاريع العملاقة التي تنفذها حكومة خادم الحرمين الشريفين والتي تصل طاقتها الاستيعابية إلى 20 ألف مسافر في الساعة وتستوعب 10 قطارات في وقت واحد وأنه تم الانتهاء من مراحل هامة في المشروع.. لافتا إلى أنه سيتم بدء التشغيل التجريبي لأجزاء من المشروع نهاية العام المقبل.. وكانت وزارة النقل والمؤسسة العامة للخطوط الحديدية قد أكملت إنجاز أكثر من 70 % من الأعمال المدنية، ومظلات محطة القطار بحي الرصيفة في مكةالمكرمة.. ويعد قطار الحرمين أكبر مشروع ينفذ حاليا لخدمة ضيوف الرحمن من أجل تسهيل تنقلاتهم منذ وصولهم وحتى مغادرتهم، وربط المدينتين المقدستين بشبكة نموذجية ومتطورة للسكك الحديدية. كما يعد المشروع أحد العناصر المهمة في البرنامج التنفيذي لتوسعة شبكة الخطوط الحديدية في المملكة، ويوفر عند اكتماله خدمة سريعة وآمنة وموثوقة لنقل الركاب، ويضع المملكة في مصاف الدول التي تقدم خدمة النقل بقطارات الركاب السريعة، مما ينعكس على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في منطقتي مكةالمكرمة والمدينة المنورة. وسيربط القطار المدينتين المقدستين مكةالمكرمة والمدينة المنورة ومدينة جدة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية في محافظة رابغ، مرورا بمدينة جدة بطول 450 كيلو مترا.. ويتضمن المشروع إنشاء خمس محطات ركاب في وسط مدينة جدة، وأخرى بمطار الملك عبدالعزيز بجدة وفي مكةالمكرمة والمدينة المنورة، ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وقد تم بناء 4 محطات وفق أعلى المقاييس والمعايير المتبعة دوليا وبمواصفات عالمية.. إضافة إلى محطة خامسة في منشآت مطار الملك عبدالعزيز بجدة.. وروعي في إنشائها أن تحافظ على انتمائها المعماري من حيث الهوية والتصميم العام عن باقي منشآت ومكونات المطار الأخرى.. ويضم المشروع أيضا مرافق خدمية مصممة وفق معايير عالمية لمحطات القطار. لعل من حقي ومن حق كل مواطن أن نمارس الفرح ونحتفي به.. ولعل ما تم حتى الآن يؤشر إلى أن الوصول إلى نقطة النهاية قد اقترب أجله. ولعل من حق الوزير جبارة ورفاقه والجيش الذي وراء هذا المشروع الكبير أن نحييهم ونشد على أيديهم. وموعدنا معهم قريب ولعل هذا القريب لا يطول.. وحسبي الله ونعم الوكيل.