أخرت الدراسات التاريخية لمحافظة الأحساء مشروع تطوير جبل القارة الواقع شرق الهفوف وأدت لإغلاق الموقع أمام الزوار والسياح لمدة طويلة. ورغم النهضة السياحية التي تشهدها المحافظة إلا أن العديد من معالمها الطبيعية ومتنزهاتها العامة مغلقة للصيانة وتنفيذ مشاريع التطوير الأمر الذي يؤثر سلبيا على الحركة السياحية في الأحساء. ويعد جبل القارة من العجائب الطبيعية وذلك لتميزه بعكس درجة حرارة الطقس، كما أن الموقع يحتوي على عدة مغارات وصخور بأشكال مميزة بسبب عوامل التعرية. يقول موسى الوسمي منذ عدة أعوام ونحن نسمع ونقرأ عن تطوير المشاريع السياحية بالأحساء مثل منتزه الشيباني وجبل القارة وجبل الشعبة والعقير ولم نر شيئا ملحوظا أو نلمس شيئا على أرض الواقع من هذه المشاريع التي نتمنى إنجازها بأسرع وقت ممكن حتى لا يمل السياح بسبب إغلاق العديد من المواقع السياحية والمنتزهات الطبيعية جراء التطوير وتنفيذ أعمال الصيانة ما يضر بالسياحة بالأحساء والتي تشهد نموا سريعا، وبدأت في استقطاب المهتمين بالسياحة ومنها الشركات الأجنبية للاستثمار في الأحساء. ويشير عبد الهادي البرية إلى أهمية جبل القارة كونه معلما سياحيا طبيعيا ويجب الإسراع في تنفيذ مشروع التطوير للجبل الذي طالما احتضن أبناء الأحساء وخاصة في الزمن الماضي قبل وجود الكهرباء ليناموا في مغاراته هربا من حرارة الشمس والاستمتاع ببرودته الطبيعية. من جانبه أوضح المسؤول عن الشركة المنفذة لتطوير جبل القارة معتز الماجد بأن سبب تأخير الانتهاء من المشروع يعود إلى تغيير الإدارة وكذلك لإجراء الأبحاث والدراسات التاريخية للأحساء كون الشركة المطورة تعمل على أن يكون الجبل معلما سياحيا وثقافيا ودينيا، والبحوث والدراسات تستغرق وقتا طويلا وتم الاستعانة بعدد من الخبراء في هذا المجال، ومن عمليات التطوير إنشاء أكبر كافيه في الشرق الأوسط، ومحال تجارية وأركان تحكي سيرة الرسل عليهم السلام الذين لهم علاقة بتاريخ الأحساء، كما تم التعاقد مع مجموعة من المطاعم العالمية المشهورة وشركة إيطالية رائدة في مجال السياحة. ويشير منسق الشركة المطورة للمشروع عبد الرحمن العويسي إلى أن نسبة الإنجاز للمباني وصلت إلى 70 % والعمل جار على قدم وساق لإنهاء المشروع في أقرب وقت ممكن، بينما وصلت نسبة الدراسات والبحوث الخاصة بالمشروع نسبة 80 % ومن المتوقع أن ينتهي المشروع قريبا في حال اكتمال الخدمات الأخرى مثل الكهرباء والمياه والصرف الصحي، كما تم الانتهاء من جزء كبير للإضاءة داخل المغارات وبألوان متعددة ومناسبة، أيضا احتضنت الشركة المنفذة عددا كبيرا من الفنانين التشكيليين والنحاتين المشاركين في أعمال المنحوتات الجدارية والمجسمات للمشروع وجميعهم سعوديون، وجار تجهيز المغارات على شكل مسارح لعرض قصص وحكايات للسواح للحضارات التي تعاقبت على الأحساء من آلاف السنين.