* قال الاستاذ عبدالعزيز بن عبدالرحمن العامر مدير عام شركة الاحساء للسياحة والترفيه «حسانا» أن المرحلة الأولى لتطوير جبل القارة قد بدأت فعلياً منذ أسابيع. وأوضح العامر في حديث ٍ ل (الرياض) أن المرحلة الأولى من تطوير الجبل والتي تبلغ كلفتها الإجمالية 15 مليون ريال، تتضمن إنشاء مبنى للاستقبال مساحته 2000م2، ويضم الدور الأرضي محلات مخصصة لتأجيرها للمشغولات اليدوية الشعبية وتأجيرها لتكون مكاناً للهدايا التذكارية، ومكتب لإدارة المشروع، كما يضم صالة عرض يقدم لمحة عن تاريخ الجبل وتطوير الجبل المشاريع المزمع إنشاؤها فيه، كما يضم كفتيريا. وأضاف العامر أن الدور الأول يضم مطعماً وصالة جلوس للعائلات، وصالة ألعاب للأطفال، ومن هذا الدور يتم قطع التذاكر للدخول إلى منطقة المغارات، وفي سطح المبنى تم تهيئته ليكون مطلاً جميلاً على المنطقة الزراعية المحيطة بالجبل، كما وضع في السطح مطعم. واستطرد العامر شارحاً مشروع التطوير بالقول: خلال اتجاه الزائر إلى المغارات تواجهه ساحة مساحتها 1500م رصفت بمادة مناسبة ببيئة الجبل وشكله، وخصصت هذه الساحة لإقامة المهرجانات كتلك التي تقام في الصيف، وستتم إنارة كافة المغارات، وكذلك إنارة الجبل من الخارج وكل المنطقة المحيطة بالمبنى، وستكون الإضاءة باردة لا تؤثر على الطقس داخل المغارات، وستكون بنظام البانوراما وسيتم ربط الإنارة بنظام الكتروني يتحكم في شدة الإضاءة واللون مع إدخال الصوت مع الإضاءة، وبين أن المرحلة سيتم الانتهاء منها بعد عام ونصف من الآن. وفي هذا السياق فإن شركة «حسانا» قد بدأت فعلياً في جمع المعلومات التاريخية والروايات المرتبطة بتاريخ الجبل، ومن ثم ستتم صياغتها بشكل بانوراما ضوئية وصوتية تعرض لزوار الجبل. وأردف العامر قائلاً إن المرحلة الثانية وتبلغ كلفتها الإجمالية 15 مليون ريال، سيتزامن العمل في جزء منها مع المرحلة الأولى، وتتركز هذه المرحلة على استغلال أحرام الجبل (محيط الجبل)، وستستغل في عمل بعض الأنشطة المساعدة والتي لها علاقة بالسياحة والترفيه لتطوير مركز الفخاريات، وسيعمل مركز المشغولات والحرف اليدوية إضافة إلى توفير كل الخدمات المساندة للمشروع. أما المرحلة الثالثة والتي تبلغ كلفتها كذلك 15 مليون ريال، فستتركز في قمة الجبل وتتضمن عمل مطلات من أعلى الجبل واستغلال مساحة كبيرة وتجهيزها للزوار للصعود فوق الجبل بشكل مريح يطل على الواحة، والاستمتاع بمنظر الخضرة من فوق الجبل، وسيتم إنشاء مطعم من الدرجة الأولى، ومكان لاستقبال الضيوف. وأشار المهندس عبدالعزيز في معرض حديثه إلى أن تطوير جبل القارة تهدف برمتها إلى إبراز هوية الجبل كمعلم من المعالم السياحية، لافتاً إلى أن الجبل في وضعه الحالي ورغم تواضع خدماته إلا أنه يستقبل في نهاية عطلة كل أسبوع وبشكل شبه منتظم مجموعات سياحية من مملكة البحرين بمعدل ثلاث رحلات أسبوعياً، وبلا شك في أن هذا عامل مشجع جداً بالنسبة لشركة «حسانا» في تنظيم رحلات مماثلة في المستقبل، وتأمل الشركة في توفير مرشدين سياحيين من شباب الوطن، وفي هذا السياق فإن الشركة تدعم توظيف مرشدين سياحيين سعوديين يسهمون في إثراء الحركة السياحية في المحافظة عبر استقبال السياح وتولي مهمة الشرح للزوار من جميع الجنسيات. وشكا العامر من وجود إشكالية تواجههم كشركة مستثمرة للجبل تتمثل في مدة الإيجار للموقع والتي حددت ب 20 سنة، والتي وصفها بالمدة القصيرة وغير المشجعة للاستثمار طويل الأجل، والتي ستحد من عملية التوسع في التطوير وتجبرهم كشركة مطورة للوقوف عند مستوى معين، وأكد العامر أنه بحث مع الهيئة العامة للسياحة والآثار هذا الموضوع. وكانت شركة الأحساء للسياحة والترفية (أحسانا) قد وقعت عقد استثمار جبل القارة مع بلدية الأحساء العام الماضي، يشمل تطوير منطقة جبل القارة الواقعة على مساحة مليوني متر مربع كمرفق سياحي ترفيهي واستثماره لمدة عشرين عاماً مقابل 4.3 ملايين ريال. ويعتبر جبل القارة من ابرز المعالم السياحية الطبيعية في الأحساء، وأكثر المواقع التاريخية شهرة، ويقع على مساحة قاعدتها 1400 هكتار ويتكون من صخور رسوبية ويتميز بكهوفه ذات الطبيعة المناخية المتميزة، ويبلغ ارتفاع الجبل 70 متراً، وتعد الطبيعة المناخية لجبل القارة واحدة من أكثر ما يثير الدهشة، فالجبل يمتاز بظاهرة انخفاض درجة الحرارة داخل الجبل صيفا وارتفاعها شتاء، وهذا التعارض بين المناخ داخل كهوف جبل القارة وخارجه، جعل الجبل على الدوام مقصداً لأهالي القرى، وكذلك لزوار الاحساء منذ عقود طويلة مضت.