تصطدم عينك في ردهات سوق باب مكة بمشهد لحوم تباع في ظروف غير صحية في محال مكشوفة للغبار والذباب ورغم ذلك تجد من يتكالبون على شرائها، وحالة محال اللحوم العشوائية في باب مكة من الحالات المزمنة حيث إن هذه المواقع يتم فيها بيع اللحوم منذ سنوات طويلة، وقد سطع مشهد اللحوم العشوائية على سطح الأحداث بعد الكشف عن مطاعم تبيع وجبات فاسدة وضبط الكثير من الأغذية غير الصالحة للاستهلاك الآدمي في هذه المواقع. «عكاظ» تجولت على محال بيع اللحوم في باب مكة، لمعرفة مصدر هذه اللحوم وكيف يتم جلبها وذبحها وبيعها على المستهلكين، كانت الانطلاقة إلى باب مكةجنوبجدة حيث تكثر هناك محلات بيع اللحوم بجميع أنواعها، هناك حيث الفوضى تعم المكان، بينما تتصاعد رائحة اللحوم من المحلات. في البداية حاولنا التحدث إلى أصحاب محلات اللحوم والذين رفضوا ومنعوا التصوير، مما حدا بالبعض منهم إلى إغلاق باب المحل، في ما التقطت عدسة «عكاظ» مجموعة من الصور تظهر غياب النظافة سواء في المحل أو العاملين. وأوضح محمود جبر بائع في أحد المحال، بأن مواقع بيع اللحوم مصرح من قبل البلدية الفرعية، مؤكدا بأنهم يقومون بتنظيف المحل ولكن طبيعة النشاط تحتم تناثر الدماء وبقايا الذبائح في المحل، وهو ما يجعله عرضه لتجمع الذباب. من جهته، أوضح آصف محمد بأنهم يشترون اللحوم من حلقة الأنعام سواء كانت بقر أو أغنام. وعن صحة ما يجري تناقله بأنهم يتعاملون في لحوم الأضاحي، قال: هذا الكلام غير صحيح وذبائحنا طازجة وتحفظ في أماكن خاصة حتى بعد ذبحها. وعن طريقة الحفظ، قال آصف: لابد أن تكون المحال مهيأة وباردة بالإضافة إلى وجود ثلاجات لحفظ الذبائح. وفي المقابل، لوحظ على كثير من الباعة غياب النظافة، كما أن بعض أدوات تقطيع اللحوم يعلوها الصدأ. في الجانب المقابل، بدأ بعض الزبائن يتخوفون من مثل هذه المحلات التي تفتقر إلى مقومات النظافة، كما أن المقاطع التي انتشرت حول مواقع بيع الأغذية الفاسدة أو منتهية الصلاحية، زرعت الخوف في نفوس المشترين، خاصة أن أسعار هذه اللحوم متدنية وهو ما يزيد من حدة الخوف والقلق. وفي هذا السياق، أوضح فؤاد محمد أحد المستهلكين أنه يأتي لشراء اللحم من عند بائع يتعامل معه منذ نحو خمسة أعوام، وطالب فؤاد بتشديد الرقابة من قبل الجهات المختصة على محلات بيع اللحوم قائلا: الدور الحقيقي يقع على المستهلك والذي ينبغي أن يرسل للأمانة أي ملاحظات تتعلق بمحلات اللحوم من حيث النظافة وكذلك نظافة البائع. ومن جانبه، أوضح محمد المنتشري أن مقاطع الفيديو التي كشفت حقيقة ما يدور خلف المطاعم الشعبية وغيرها من عشوائية وغياب دور النظافة أدت إلى نفور المستهلكين من بعض المطاعم ومحال بيع اللحوم. وأضاف، أن آخر المقاطع كان عن وكر شعبي في حي بترومين يقوم فيه مجموعة من العمالة بطهي الكوارع بطريقة بدائية وفي جو غير صحي، وانتشر المقطع بشكل رهيب وراجت أنباء أنها كوارع كلاب حتى صدر بيان رسمي من أمانة محافظة جدة أوضحت فيه أن الكوارع مأخوذة من ذبائح ضأن وأبقار، وفي حينه جرى إغلاق الموقع احترازيا بالإضافة إلى كل المطاعم التي تعاملت مع الوكر. وفي موازاة ذلك، أوضح سامي الغامدي مدير المركز الإعلامي بأمانة محافظة جدة، أن الأمانة تقوم بجولات مستمرة على جميع المحال والمطاعم ومنها محلات بيع اللحوم للتأكد من النظافة العامة وكذلك اللحوم، وسلامة حفظها. وأضاف الغامدي، أن هناك حملات من إدارة الرقابة التجارية بالأمانة بالتنسيق مع اثنين من البلديات الفرعية في المحافظة مهمتها مراقبة المحلات التجارية في الأحياء التي تتبعها البلدية الفرعية، حيث تكون الجولة لمدة يومين في نطاق البلدية الفرعية الأولى ويومين أخرى في نطاق البلدية الفرعية الثانية، وذلك بمشاركة موظفين من البلديتين، وستشمل هذه الحملات جميع البلديات الفرعية بجدة. وبخصوص محلات اللحوم، أكد أن أي ملاحظة نقوم برفعها للبلدية الفرعية التي يقع المحل في نطاقها، كما أن الأمانة تقوم مع إدارة المسالخ وأسواق النفع العام بمراقبة مثل هذه المحلات. وفي نهاية الحديث، أكد سامي بأنه سيرفع بدوره للأقسام المختصة في الأمانة للنظر في محلات اللحوم بباب مكة.