تواجه إدارة نادي الهلال تحديا صعبا وهي على بعد مسافة قصيرة من اتخاذ قرار حاسم بشأن مدرب الفريق للموسم المقبل سيضعها في مأزق الحساب والنقد أيا كان، وبات مؤكدا أنه لا يمكن بأي حال من الاحوال أن يفلت كبار الشرفيين من سياط النقد سواء رحل سامي أم بقي، إذ إنهم السببب الأول والاخير في الزج به في معترك تدريب فريق بحجم الكتيبة الزرقاء المعروف عنها نهمها للبطولات وتشبثها بالصدارة، فضلا عن شعبية النادي العاصمي الطاغية التي لطالما أسقطت أسماء كبيرة مع أول إخفاق. وربما دفع الداعمون لتعيينه مدربا ثمنا باهظا وكبيرا، لكنه حتى الان في محصلة أنصار النادي الازرق لا يوازي طموحهم المعتاد ولم يؤت أكله، رغم العبور الجيد للفريق إلى الضفة الحاسمة من دوري أبطال آسيا التي لطالما وضعها سامي نصب عينيه هدفا وبات قريبا من تحقيقه في حال استمراره وهو الأمر الذي يجعل المعارضين لاستمراره أمام مفترق صعب، إما ضرب استقرار الفريق الحالي أو المجازفة بتجديد الثقة. وبحسابات مختلفة بين جناحي التأييد والمعارضة يبدو أن ردة فعل الجماهير الزرقاء كانت القاسم المشترك والهاجس الاهم الذي يتقاطع حوله الطرفان، لما للجابر من شعبية جارفة وخاصة لدى جماهير الهلال قد تجعل من التضحية به أمرا مستفزا لهم يزيد من العبء على خلفه في المرحلة الأهم في استحقاقات الزعيم. مؤيدون ولكن! يذهب المؤيدون لبقائه إلى عدد من الأمور يأتي في مقدمتها الاستقرار الفني، إذ أشرف المدرب سامي الجابر على غالبية العناصر المنتدبة في الفريق والتي تتجه الادارة إلى الابقاء عليها، إلى جانب معرفته الجيدة بقدرات اللاعبين والتي تتطلب من خلفه -في حال تمت إقالته- وقتا أطول للوقوف عليها ومعرفتها بدقة وعناية واستثمارها في صالح الفريق، وهو ما لا يسمح به الوقت في ظل انطلاق المنافسات الاسيوية قبل بداية الموسم المحلي، أي قبل أن يختبر الفريق قدرات مدربه الجديد أو يختبر المدرب قدرات لاعبيه. كما يذهب هؤلاء إلى أن إقصاء المدرب في هذا الوقت وبعد موسم واحد أمر لا يحقق الهدف المنشود، وسيعيد الفريق لدوامة التغييرات فضلا عن حرمان الجابر من كامل الفرصة التي يؤمل أن يصنع من خلالها اسمه كمدرب ويعزز من خبرته في ناديه الذي منحه الثقة مبكرا، ما يعني أن قرار الرحيل سيكون تحطيما لاسمه التدريبي مبكرا ووضعه في خانة الفشل بعد موسم لم يكن بذلك السوء. معارضون بشدة يعتبر المعارضون أن قرار إبعاد الجابر شر لا بد منه خاصة في ظل الانتقادات التي طالته، وفقا للمستوى الفني الذي ظهر به الفريق وفقد معه كل البطولات، واعتبروا طلبهم بإعفائه مشروعا ومهما كون المنافسات القارية المقبلة لا توازي المواجهات المحلية أو حتى مواجهات دور المجموعات في البطولة الاسيوية، وأن الفريق بحاجة لمدرب عالمي يليق بالزعيم لديه القدرة على قيادة المجموعة إلى نهائي أكبر قارات العالم وتحقيق اللقب وبلوغ مونديال الأندية، ويقرن هذا الجناح رأيه بالخسائر التي تكبدها الفريق في هذا الموسم على مستوى الانجازات حيث خرج خالي الوفاض من أهم 3 بطولات، مستندين لعدة آراء فنية ترى أن التنظيم التكتيكي كان غير موفق في كثير من المباريات، وأن الهلال بتاريخه وإنجازاته لا يمكن أن يكون مسرحا لتجارب سامي الفنية، أو معتركا يتعلم فيه أبجديات التدريب، وأن ذلك سيكلف الهلال كثيرا من أسهمه على مستوى البطولات والانجازات العريقة، معتبرين أن قرار تعيينه مدربا كان خطأ والاستمرار عليه خطأ أكبر سيدفع ثمنه النادي ولن يكون مرضيا للجماهير التي لن تغفر أي إخفاق أو تفريط في الموسم المقبل. حصاد ولكن أرقام المدرب سامي الجابر جيدة بل وتتفوق على غالبية مدربي المواسم الماضية، إذ تولى تدريب الفريق رسميا في 33 مواجهة في البطولات الثلاث الكبرى الدوري وكأس الملك وكأس ولي العهد، وحقق في الدوري 20 انتصارا أي مانسبته (76.92%) من إجمالي المباريات، في مقابل 3 مواجهات انتهت بالتعادل بنسبة (11.54%) وهي النسبة ذاتها للمواجهات الثلاث التي خسرها، وحقق المركز الثاني خلف النصر الذي حسم اللقب قبل جولة فقط من الختام وبفارق نقطتين بينهما فقط، فيما حقق وصافة كأس ولي العهد بعد أن خسر النهائي في أعقاب 3 مواجهات حقق فيها الفوز مقابل خسارة النهائي، بينما خرج من ربع نهائي كأس الملك بعد فوزين حققهما في الدورين وخرج فريقه على يد الشباب. واستفاد الجابر -وبحسب الارقام- من المواجهات التي خاضها في القسم الاول من الموسم، إذ نجح في نهاية المطاف ان يكون فريقه بطلا للدور الثاني من الدوري بعد جملة الانتدابات التي قام بتصحيحها، فيما حل وصيفا للدوري في دوره الاول وفي إجمالي الدورين وفي ختام الموسم كان فريقه بالنقاط الافتراضية الوصيف. وفي إجمالي الموسم حل الجابر كأفضل مدرب حقق انتصارات في جميع المسابقات المحلية مساويا لكارينيو مدرب النصر السابق إذ حققا 26 فوزا، وحقق انتصارات ثقيلة على فرق منافسة بما فيها بطل الدوري الذي فاز عليه برباعية والغريم التقليدي على مستوى البطولات الاتحاد وتفوق عليه بخماسية فيما فاز على بطل كأس الملك برباعية وهزم جميع الفرق.