سجلت هيئة مكافحة الفساد (نزاهة) جملة من الملاحظات في المنافذ البرية، في جولة يبدو أنها تأتي استكمالا لجولتها السابقة في جسر الملك فهد الذي يربط المملكة بالبحرين، بعد تلك الجولة قام مدير الجوازات الذي كان قد استلم منصبه للتو بزيارة الجسر للاطلاع على الأوضاع بنفسه، وتحدث للصحافة عن إجراءات لتطوير المنفذ وتخفيف الزحام، وأشار إلى فكرة نقطة الجوازات المشتركة السعودية البحرينية اختصارا لوقت المسافرين، ويبدو أن هذه الفكرة قد أصبحت قريبة من التطبيق بعد اتفاق الأجهزة المعنية في البلدين اعتماد نقطة واحدة مشتركة سعودية بحرينية (جوازات جمارك)، بحيث يلغي كل منفذ إحدى نقطتيه (الدخول والخروج)، وينتقل العاملون فيه من رجال الجوازات والجمارك للعمل في المنفذ المقابل؛ كي لا يتوقف المسافر مرتين في كل رحلة. ولعل تقرير نزاهة الأخير عن المنافذ البرية يكون فأل خير، فتعمم فكرة نقطة الجوازات والجمارك المشتركة في جميع المنافذ البرية، وخصوصا تلك التي تربط المملكة ببقية دول مجلس التعاون الخليجي، المفروض أصلا أن يكون التعاون قد وصل إلى الحد الذي لا يحتاج فيه المواطن الخليجي أن يمر بنقطة الجوازات حين يتنقل بين دول المجلس، ولكن بما أن الأمر الواقع يفرض علينا أن نخفض من سقف طموحاتنا البديهية، فإن النقطة المشتركة قد تكون حلا مهما كي لا يقضي المسافرون، وخصوصا العائلات، وقتا أطول على الحدود. *** وبالعودة إلى تقرير هيئة مكافحة الفساد عن الأوضاع في المنافذ البرية، نجد أن الهيئة أكدت على معاناة المسافرين عبر المنافذ البرية السعودية من نقص الخدمات والازدحام المستمر، إضافة إلى عيوب البنية التحتية ووضع المباني والمنشآت وحاجتها إلى الترميم، مع إهمال وقصور في أعمال التشغيل والصيانة فيها، وعدم التزام العاملين في الجوازات والجمارك والمرور بالحرص على الحضور في مواقع عملهم في الوقت المحدد ونقص الكوادر المشغلة للمنافذ، إضافة إلى الإهمال في الطرق المؤدية للمنافذ الذي تشترك فيه منافذ الخفجي والرقعي وسلوى والبطحاء والحديثة وحالة عمار والوديعة!. ووسط هذه الحفلة المزدحمة من العيوب في المنافذ البرية التي وردت في البيان الصحفي ل(نزاهة) تبدو مهمة إصلاح الحال معقدة جدا، ولكنها ليست كذلك فعلا، بل هي لا تحتاج إلا إلى قرار سريع ينقل الوضع من حال إلى حال، وهو قرار فني بحت لا يحتاج سلسلة من المراجعات الإدارية العليا، تقريبا مثل قرار الانتقال إلى تقديم الخدمة في الكبائن دون الحاجة إلى نزول المسافر من السيارة، والذي تم تعميمه على المنافذ البرية بعد نجاح التجربة في جسر الملك فهد، ونتمنى أن تحدث هذه النقلة الفنية في جميع المنافذ البرية، وليس فقط في جسر الملك فهد، وحينها سنشكر نزاهة والجوازات والجمارك وجميع الجهات العاملة في المنافذ، كما نشكر جميع المسافرين الذين يقطعون وقت الانتظار على الحدود بالتفكير في أحوال هذه النقطة التي تربط بين بلدين خليجيين بينهما تعاون أمني على أعلى مستوى، وكل منهما ما شاء الله تبارك الله عضو نافذ في الأوبك.. ألا تستحق أن تكون هذه النقطة واحة متكاملة الخدمات سريعة الإجراءات بدلا من هذه المنافذ التي تجلب (تكة) في الصدر؟!.