بين موسمنا الرياضي الكروي الماضي، والموسم الذي يليه، ما يقارب التسعين يوما، وإذا أضحت الأعوام تمضي سريعا، فما بالك بالأيام التي تمر خاطفة. في موسمنا الماضي من الإيجابيات مالا يمكن مصادرتها، كما أن فيه من السلبيات ما لا يصح التقليل من شأنها، ناهيك عن القفز عليها. أي تطوير فاعل ومنشود يراد إحداثه بين الموسم الماضي والذي يليه لا يمكن أن يتحقق مالم يكن هناك فريق عمل خاص ومتخصص و «متفرغ» لعمل القياس والتقويم يؤدي مهامه طوال الموسم الرياضي بكامل صلاحياته و استقلالية جهازه وخصوصية خططه وبرامجه وإجراءاته، وفي نهاية الموسم الرياضي يقوم بتقديم توصياته النهائية لصاحب القرار. بحيث تصبح الفترة أو بالأحرى المدة الزمنية الفاصلة بين الموسم الماضي والذي يليه مواتية لإنجاز ما جاء في تلك التوصيات، وبقدر ما يكون عليه جهاز وفريق القياس والتقويم من القوة والكفاءة والخبرة والإمكانات وآلية عمل علمية دقيقة ومتقدمة، وبقدر ما تحاط جهوده بالاهتمام وتوصياته بالتقدير والتفعيل، بقدر ما تأتي النتائج مواكبة لما هو مأمول من التطوير الفاعل والمنشود. أما القول بجعل الأيام المحدودة والفاصلة بين الموسمين هي المخصصة للقيام بكل خطط وبرامج وعمليات وإجراءات القياس والتقويم ونتائجها والنظر فيما يمكن تنفيذه منها، فهذا ما يترتب على العمل به ومن خلاله الكثير من الإخفاقات والأخطاء المتكررة من موسم لآخر. العمل الجيد ينبئ عن نفسه، ويفرض قبوله واحترامه لدى الغالبية العظمى في الوسط الرياضي، دون حاجة القائمين عليه وبه، لأي نوع من المرافعات والتنظير. والعكس صحيح أيضا، فلا يمكن للفشل والقصور والإخفاق أن يحظى بأدنى درجات القبول، مهما تفانى القائمون عليه وبه في إحاطته بمختلف أساليب التلميع والتسويق والمكابرة و «فرد العضلات» والفوقية والصراخ والتحديات. في اتحاد القدم لجان، بينها من ظل يقدم النموذج الأول بكل ثقة وصمت ومهنية من بداية الموسم حتى نهايته، فأوفى بحق مسؤوليته عليه وكان في مستوى الثقة و «الانتخاب» وحقق من الإيجابيات ما يواكب تطلعات اتحاد كرة القدم في النهوض بها، وأخرى من اللجان ترك لها الحبل على الغارب طوال موسم رياضي كامل، دون أن تضيف إلى مخرجاتها السلبية إلا ما يضاعفها، وأمام أي امتعاض مستحق من الوسط الرياضي وإعلامه كثيرا ما يردد هذا النموذج ما هو أقرب لعبارة : «أنا منتخب لا تكلمني» مما يستوجب إعادة معايير وضوابط العملية الانتخابية في لجان اتحادنا وأنديتنا.. والله من وراء القصد. تأمل: يرى بأول رأيه آخر الأمور.. فاكس: 6923348