لم يسلم حي الحمر الذي يعتبر من أقدم الأحياء جنوبي نجران، بموقعه المتميز بجانب آثار الأخدود التاريخية، من انتشار العشوائيات في مختلف أرجائه وتكدس النفايات على جنبات الطرق وأمام المنازل لفترات طويلة، إضافة إلى افتقاره لأبسط الخدمات البلدية في ظل غياب وتقصير من أمانة المنطقة وعدم مساواته بالأحياء المجاورة التي تحظى بالسفلتة وتعبيد الطرق والإنارة. وأكد عدد من سكان الحي الذين يبلغ عددهم قرابة (6) آلاف نسمة، أن الطرق في الحي باتت تشكل خطرا على صحة الأطفال وكبار السن، مشيرين إلى أن معاناتهم تكمن في تهاون عدد من المقاولين الذين يعملون بمعزل عن المراقبة والمتابعة من قبل أمانة المنطقة، وخاصة المشروع المتعلق بدرء أخطار السيول الذي طالما انتظروه. «عكاظ» تجولت داخل حي الحمر الواقع، والتقت عددا من الأهالي الذين عبروا عن استيائهم جراء التقصير الواضح من قبل أمانة المنطقة والدوائر الخدمية الأخرى، وبينوا أن معاناتهم تتلخص في تدني مستوى الخدمات البلدية من سفلتة للطرق وإنارتها وعدم مراقبة مشاريع درء السيول التي باتت تشكل خطرا بالنسبة لهم، خاصة أن الحي تحيط به الجبال التي تتجمع بها مياه الأمطار وكذلك عدم وجود متنزهات تحتضن أطفالهم أسوة بالأحياء الأخرى. وقال ذياب بالحارث: إن الحي يعتبر من أقدم أحياء منطقة نجران، ويحتل موقعا متميزا لقربه من آثار الأخدود التاريخية التي يقصدها الكثير من الزوار والسياح، وبالرغم من ذلك يعاني الحي من الإهمال في كافة المجالات، حيث تنتشر النفايات على جوانب الطرقات وفي المداخل، مشيرا إلى أن الأمر لم يتوقف عند ذلك الحد بل تجاوزه إلى تراكمها أمام منازل السكان الذين اضطر بعضهم إلى هجرها والسكن في الأحياء التي تحظى بتكامل الخدمات، وطالب بأن تتحرك الأمانة لمعالجة أوضاع الحي وذلك برفع النفايات التي تؤرق السكان وتشكل خطرا على الصحة العامة بسبب انتشار البعوض الناقل للأمراض. من جانبهم أبدى كل من عبدالرحمن درمان وسالم هادي بالحارث ومحمد عسلان تذمرهم من وضع الحي واستمرار تجاهله من قبل الأمانة، وقالوا: إن مطالبهم تتمحور حول متابعة المشاريع وإنجازها في الوقت المحدد لها، مشيرين إلى أنهم انتظروا خدمات هذه المشاريع سنوات طويلة لإنهاء معاناتهم إلا أنها لم تكتمل، وأوضحوا بأنه لم ينجز من مشروع درء السيول في الحي سوى 30% من العمل وعلى فترات متقطعة، وذلك لعدم وجود المتابعة والرقابة من قبل أمانة المنطقة، وبينوا بأن مقاول المشروع ارتكب أخطاء تتمثل في تركه أطنانا من الحديد في مجرى السيل تشكل عائقا أمام تنقل السكان من وإلى منازلهم، وطالبوا الأمانة بتطبيق أقصى العقوبات بحقه وإكمال هذا المشروع الذي طال انتظاره..