لم يشفع الموقع الجغرافي المميز لحي «الشرفة» القريب من الحدود اليمنية، وتوسطه لطريق حيوي يربط المحافظة بشرورة في تلبية ما يحتاجه .. فكل هذه العوامل مجتمعة لم تشفع لذلك الحي الواقع في الجهة الجنوبية الشرقية لمدينة نجران لأجل التخلص من العشوائية والأخطار التي تحيط به من كافة الجهات، في ظل نقص الخدمات الضرورية. نقص خدمات «عكاظ الأسبوعية» نفذت جولة ميدانية على حي الشرفة بقسميه الشمالي والجنوبي، والتقت عددا من السكان الذين بينوا أن معاناتهم تأتي كنتيجة لإهمال الجهات المعنية وعدم النظر بجدية في أوضاع الحي بالرغم من مطالباتهم المتكررة، خاصة أن وضع الحي أصبح يندى له الجبين نتيجة تراكم للنفايات ونقص في الخدمات والعشوائيات. فالحي يعاني من نقص حاد في الخدمات، وضعف في الرقابة ومتابعة المشاريع، ويشكو الأهالي من تراكم النفايات أمام منازلهم لأكثر من أسبوع وإهمال واضح للبنية التحتية وأبسط مقومات الحياة الأساسية، وتدني مستوى الخدمات البلدية من سفلتة الطرقات وإنارتها وتدني مشاريع درء أخطار السيول والصرف الصحي وانتشار الروائح الكريهة في الحي بسبب وجود مرمى للنفايات ومخلفات المباني في حيهم، كما لم يستفد السكان من مشروع سقيا المياه الذي كلف الدولة مئات الملايين، وتحولت فائدة لأصحاب صهاريج بيع المياه. وأبدى سكان الحي استياءهم من ضعف خدمات مركز الرعاية الصحية الأولية الذي يواجه ضغطا كبيرا بسبب الزيادة الكبيرة في أعداد السكان التي يقابلها نقص واضح في الكوادر البشرية العاملة بالمركز، وللسكان كذلك مطالب تتعلق بإنشاء المتنزهات وتوصيل إمدادات المياه والهاتف إلى مناولهم وتكثيف الجهود الأمنية، خاصة أن الحي يعتبر ملاذا لمخالفي نظام الإقامة والعمل وانتشارهم الكبير بدون أعمال أصبح يهدد أمن الحي. كثافة سكانية وأبدى المواطن حسين وبران آل منصور، استياءه من وضع الحي، وقال: إن حي الشرفة يعد من أكبر أحياء منطقة نجران من ناحية الكثافة السكانية، إلا أنه يعاني نقصا حادا في الكثير من الخدمات، وقال: «لم نستفد من الخدمات المتوفرة، فمشروع السقيا الذي أنفقت الدولة ملايين الريالات في إنشائه لم نجن منه فائدة تذكر، حيث يتم استغلال المياه من قبل أصحاب الصهاريج الذين يحصلون على المياه مجانا ويعيدون توزيعها على السكان مقابل مبلغ مالي دون حسيب» ، ويضيف: إننا «نطالب الجهات المعنية بضرورة النظر في وضعنا وتوفير كافة الخدمات مجانا، كما نطالب المسؤولين بمتابعة المشاريع والشركات المنفذة لها، لكي يقوموا بدورهم على الوجه المطلوب، مع ضرورة تكثيف الحملات الأمنية في الحي ضد مخالفي نظام العمل والعمال، لأن الحي يكتظ بالمخالفين الذين يهددون أمن واستقرار الحي لتواجدهم أمام المحلات وفي الشوارع بدون أي أعمال». وانتقد المواطنان فارس حسين ومهدي آل زمانان، مستوى الخدمات البلدية وإهمال أمانة المنطقة في كل ما يتعلق بتوفير كافة الخدمات الضرورية للحي، وقال: «حال الحي لا يسر أحدا، وإن الوضع أصبح لا يطاق، فالنفايات تنتشر في كل أرجاء المكان، وتبقى أمام منازلنا لأكثر من أسبوع نتيجة غياب الحاويات وسيارات النظافة، ولم يقتصر الوضع على ذلك بل إن جزءا كبيرا من الحي تحول إلى مرمى للنفايات والحيوانات النافقة التي تنبعث منها روائح كريهة بخلاف تشويه المنظر العام». وزاد: «بمجرد دخولك إلى الحي تستقبلك النفايات على جانبي الطريق، كما أن مرمى النفايات الذي استحدثته الأمانة في الحي جلب للسكان الأمراض والروائح الكريهة، مما اضطر البعض من الأهالي إلى ترك منازلهم والانتقال إلى الأحياء الأخرى لهذه الأسباب، ونطالب الأمانة بضرورة إزالة مرمى النفايات الذي ينذر بكارثة بيئية وصحية لجميع سكان الحي». قلة كوادر بدوره طالب المواطن فارس حسين، بضرورة توفير الخدمات الضرورية للحي وسفلتة الطرق وإنارتها خاصة أن الحي يعتبر من أكبر المخططات السكنية بالمنطقة، ويضيف: «يجب أن يحظى الحي بما تحظى به الأحياء المجاورة من سفلتة وتعبيد للطرق وإنارتها، خاصة أن أغلب شوارع الحي غير مسفلتة وتتسبب في الكثير من الأمراض للأهالي جراء الأتربة المنبعثة منها والخسائر المادية لمركباتنا، فنطالب إدارة الطرق وأمانة المنطقة بضرورة النظر في وضع الحي وتوصيل كافة الخدمات له». وانتقد المواطن عبد الله زايد قلة الكوادر الطبية النسائية في المركز الصحي الموجود بالحي والذي لا يتوافق مع التزايد السكاني المضطرد على حد قوله، وقال: «نعاني من نقص كبير في الكادر الطبي النسائي وخاصة قسم الأسنان حيث لا توجد طبيبة، وإنما طبيب واحد فقط ويتم انتدابه لأكثر من مركز صحي» ، ويضيف: «ننتظر أحيانا أكثر من شهر للحصول على موعد في هذا القسم، ونضطر إلى الاستدانة والذهاب بأطفالنا ونسائنا إلى المستشفيات الخاصة». وبين المواطن مانع حوام، بأن الحي يفتقد إلى المتنزهات والمسطحات الخضراء خاصة مع التزايد السكاني الكبير، الذي يحتم إيجاد متنفس للأطفال، مناشدا الجهات المعنية بإنشاء حدائق عامة لتكون متنفسا للسكان، وطالب بضرورة توفير بعض الخدمات مثل شبكة الهاتف الثابت ومتابعة المشاريع، وخاصة مشاريع درء أخطار السيول والصرف الصحي وإنشاء العبارات في مواقع تسمح لمرور مياه الأمطار بها وتنظيف العبارات القديمة.