بعد مرور نحو 25 يوما على خطاب "الوطن" المرسل لأمانة نجران حول شكوى أهالي حي الحمر بأن مشروع درء أخطار السيول الذي تنفذه الأمانة يشكل خطرا عليهم، ردت الأمانة بخطاب "مستتر" لم يحمل أي توقيع متجاهلا بعض التفاصيل التي طلبتها الصحيفة، في وقت أكد فيه الدفاع المدني أن المشروع يهدد سلامة سكان الحي. واكتفت الأمانة في ردها على الموضوع بأنها نفذت مشروع تصريف لحماية مساكن المواطنين بالجزء الغربي من الحي، وسيتم استكمال الجزء الشرقي، كما تمت إزالة العروم الموجودة بالشوارع وتوسعتها وتنظيفها من الأتربة ومخلفات المباني وعمل حمايات خرسانية على منازل المواطنين. وأضافت الأمانة في ردها أنها تقوم بتجميع مياه السيول وإنشاء قنوات التصريف إلى الوادي، وأن إنشاء الحاجز الخرساني لتصريف المياه كان مبرره عدم تخلخل آثار الأخدود وحل المشكلة التي تقع أمام المدارس المجاورة للمتحف الأثري. وتجاهلت الأمانة الرد حول تخوف الأهالي من الضرر المحتمل بسبب المشروع خاصة أن الجبال تحيط بالحي من الخلف، إضافة إلى التزام "الصمت" حول صحة عدم تجاوب الأمين مع شكوى الأهالي وتبديد مخاوفهم، كما تجاهل الرد أيضا الإجابة إن كان هناك تنسيق مسبق مع الدفاع المدني لمعرفة مدى الجدوى من المشروع. في المقابل، أكد المواطن علي عسلان، أن ادعاء الأمانة بتوسعة الطريق غير صحيح، بل إنها زادت الأمر سوءا بتضييقه من خلال تنفيذ المصدات الخرسانية التي كان من الأولى إدخالها بمسافة داخل حرم مدينة الأخدود بدلا من خارجه حتى تتيح لمياه السيول التدفق بعيدا عن منازلهم. فيما أشار المواطن محمد بالحارث، إلى أن المصدات التي نفذتها الأمانة أسفل أسوار منازل المواطنين لم يكن لها مبرر من الأساس بسبب أن السيول ترتفع عن مستوى المصدات حال هطول الأمطار، لافتا إلى أنه لا توجد أي عروم داخل الحي بحكم أنه يقع في منطقة جبلية. من جهته، أكد الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بالمنطقة المقدم علي الشهراني، في تصريح إلى "الوطن" أمس، إقرار الدفاع المدني بخطورة المشروع على السكان، مشيرا إلى أنه وبشخوص مفتشي قسم السلامة إلى موقع حاجز السيول الإسمنتي الذي ينفذ شرق الحي ثبت لدى اللجنة التي زارت الموقع أن المشروع يهدد سكان الحي بسبب تحويله مجرى السيل إلى داخل الحي, مبينا أن مدير الدفاع المدني بالمنطقة اللواء ناصر عسيري طالب بإيقاف العمل في الموقع ومخاطبة إمارة المنطقة بذلك لإعادة دراسته من جديد وإيجاد الحلول السليمة التي تكفل سلامة السكان. يذكر أن "الوطن" نشرت تخوف الأهالي من المشروع بعد أن فضلت أمانة المنطقة الصمت حيال الخطاب المرسل لهم منذ أكثر من 10 أيام حينها ولم ترد عليه، وذلك في عددها الصادر بتاريخ 25 /1 /1434 تحت عنوان "أهالي الحمر يخشون تدفق السيول والأمانة تصمت".