حذر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من أن إسرائيل ستصبح دولة فصل عنصري، تنتهج نظام «الأبرتهايد» في حال عدم التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين قريبا. وأفاد الموقع الإخباري الإسرائيلي (ديلي بيست) أن لديه تسجيلات لكيري خلال حديثه في جلسة مغلقة مع قادة دوليين في اجتماع «اللجنة الثلاثية» التي تضم مسؤولين أمريكيين وأوروبيين ويابانيين الجمعة الماضية، يقول فيها إن «حل الدولتين هو البديل الوحيد لأن الدولة الأحادية سينتهي بها المطاف دولة أبرتهايد تضم مواطنين درجة ثانية، أو تصبح دولة تطيح بقدرة إسرائيل على أن تكون دولة يهودية». كما حذر من أن فشل عملية السلام قد يؤدي إلى استئناف الهجمات الفلسطينية ضد الإسرائيليين، معتبرا حصول تغيير في القيادة الفلسطينية أو الإسرائيلية سيجعل التوصل إلى اتفاق السلام ممكنا أكثر. وانتقد استمرار بناء المستوطنات الإسرائيلية وحمل الزعيمين الفلسطيني والإسرائيلي محمود عباس وبنيامين نتنياهو مسؤولية مشتركة حيال وصول المفاوضات إلى طريق مسدود. وأضاف أنه في مرحلة ما قد يضطر للإعلان عن اتفاق سلام خاص وعلى الفريقين «إما قبوله أو رفضه». من جهة أخرى، حذر مسؤولون أمنيون سابقون في جهاز الأمن الإسرائيلي وأجهزة الأمن الفلسطينية، من أن وقف المفاوضات قد يؤدي إلى تصعيد أمني عنيف، مطالبين بضرورة الحفاظ على استمرارها. وقالت صحيفة «هآرتس» أمس، إن المشاركين في هذه اللقاءات أقاموا «قناة خلفية» غير رسمية وحاولوا تشخيص أحداث من شأنها أن تسبب تصعيدا أمنيا في الأراضي الفلسطينية، مقابل القيام بخطوات بإمكانها «احتواء ردود الفعل السلبية ومنع التهور إلى العنف بقدر الإمكان». وحذرت الرسالة من استمرار سياسة حكومة نتنياهو في الضفة الغربية وخاصة توسيع أعمال البناء في المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وهدم البيوت الفلسطينية في المنطقة «ج» التي تخضع للسيطرة الأمنية والإدارية الإسرائيلية وتعادل مساحتها 60 % من مساحة الضفة، كما حذرت الرسالة من وقف تحويل أموال الضرائب التي تجبيها إسرائيل لصالح السلطة الفلسطينية، وسن قوانين مختلف عليها مثل ضم غور الأردن والمنطقة «ج» إلى إسرائيل. وعبر المسؤولون الأمنيون الفلسطينيون السابقون (الذين لم تكشف الصحيفة عن أسمائهم) عن قلق من احتمال استقالة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، من منصبه وإطلاق سراح سجناء حماس من سجون السلطة وفقدان سيطرة أجهزة الأمن الفلسطينية على تظاهرات حاشدة و«التحريض» في وسائل إعلام رسمية. كذلك أوصى «مجلس السلام والأمن» باتخاذ إجراءات وتطبيق القانون ضد نشطاء اليمين الإسرائيلي المتطرف ومنعهم من مواصلة تنفيذ اعتداءات ضد الفلسطينيين وأملاكهم ومقدساتهم ومنع إقامة بؤر استيطانية عشوائية على أراضي الفلسطينيين وتخفيف الضغط الاقتصادي عن قطاع غزة.