• كما هو ديدن المجالات التي تتفرد بما يميزها عن سواها، بحثيث الدأب وتجويد أدوات العمل وشحذ الهمم؛ بغية الارتقاء بمخرجات المجال إلى المستوى الذي يلبي احتياجات المجتمع وتطلعاته من جهة، ومن جهة أخرى بما يؤهل هذه المخرجات للإسهام بتقديم صورة مشرفة باسم هذا المجتمع في المحافل الخارجية؛ من خلال المشاركات اللافتة، والحضور الفاعل. وكما هو بأس المسؤولين عن هذه النوعية من المجالات، لا يرضيهم ما قد يصيب مخرجات العمل بأي قصور يخل بأي جزئية من الأهداف التي حملوا على عاتقهم مسؤولية تحقيقها، والعمل على تعزيزها، وبما هم عليه من الخبرة والكفاءة والاختصاص والتخصص لا تستغرق لديهم عملية التشخيص والعلاج وتجاوز التعثر كثيرا من الوقت؛ للعودة بأقوى مما كانوا عليه. كذلك هو المأمول والمرتقب بإذن الله تعالى ثم بهمم الرجال في مجالنا الرياضي السعودي، من خلال مختلف الألعاب الرياضية، ولعبة كرة القدم على وجه الخصوص. ** صحيح أن كرة القدم السعودية سطرت بماء الذهب فيما سبق مرحلة زاهية، ثم تلتها مرحلة السنين «العجاف» ** إلا أن ما هو صحيح أيضا: أن مرحلة «السنين العجاف» تزامنت مع كثير من المستجدات في لوائح وبرامج وأنظمة لعبة كرة القدم ومسابقاتها، كل هذه المستجدات وتحولاتها وأحوالها، لم تشهدها تلك المرحلة الزاهية التي كانت فيها لعبة كرة القدم دافعها الهواية، ومهاراتها الموهبة، وإبداع نجومها العشق، وديدنهم التفاني والانصهار، وإنكار الذات وعمق الولاء وصدق الانتماء وأقصى غاياتهم تحقيق الفوز والبطولات، وعلى هذا النحو من الخصال الخالصة والمخلصة كيف لمرحلتهم أن لا تتسم بالاستثنائية زهوا وإنجازا؟! ** وليس من الصواب أن نقول: إن ما أحدث هذا التباين الشاسع بين مخرجات المرحلتين سببه العمل بنظام الاحتراف، بقدر ما يكمن من بين الأسباب عدم استيفاء نظام الاحتراف لأهم ركائزه «الخصخصة» وقد يتحقق عما قريب بإذن الله تعالى، إلا أن السبب الآخر والأهم هو أن التطبيق سبق ما يتطلبه من فكر احترافي لدى المعنيين بالتطبيق من اللاعبين؛ فالبعض الأكثر منهم يعتريه القصور في هذا الجانب، وهذا ما يجعل النجم المحترف هناك كلما زاده الاحتراف ثراء ازداد توهجا ونجومية، بينما لدينا ما أن يشم بعضهم رائحة الثراء راح يعبث بنجوميته وربما بما هو أكثر. والله من وراء القصد. تأمل: الروح التي لا كيفية لها، صارت حبيسة للكيفية. فاكس: 6923348