الورطة في معجم المعاني تعني كل أمر يصعب النجاة منه، أو أن المحاولات ما زالت جارية للبحث في كيفية التخلص منه، وتعني أيضا الوحل الذي تقع فيه الغنم فلا تتخلص منه إلا بصعوبة، ولا شك بأن كثيرا من الأندية السعودية تواجه «ورطات» إدارية وفنية وشرفية وجماهيرية، أثرت بشكل أو بآخر على مسيرتها في دوري عبداللطيف جميل الذي طار ببطولته النصر بجدارة. الهلاليون ربما هم أكثر المتورطين هذه الأيام، ومرد ذلك إلى أنهم استعجلوا في إيكال مهمة تدريب الفريق الأول للخلوق سامي الجابر، الذي أعتقد بأنه ظلم نتيجة استعجال عدد من شرفيي الهلال وتحمسهم في تكليفه بهذه المهمة الصعبة، التي جعلته في مرمى النيران ومن مختلف الاتجاهات، بل إن بعضها جاء من داخل البيت الهلالي. الشعور بالورطة جاء متأخرا، ومع مرور الأيام وتبخر الأحلام، وضياع البطولات، التي حصدها الجار بجدارة، فمن الهلاليين من يرى ولكن بعد فوات الأوان بأنه كان من الأفضل أن يبدأ الجابر مهمته ضمن الفريق الفني، ثم مساعدا للمدرب، فمدربا بعد أن يكتسب الخبرة الكافية التي تؤهله لهذه المهمة الصعبة. هلاليون يرون بأن سامي الجابر يشكل ورطة للهلال، خاصة في ظل تفاوت وجهات النظر حول استمراريته مدربا من عدمه، بل ويذهبون إلى أن قرار تنحيته ربما يجلب للزعيم الكثير من المشاكل التي قد تؤثر على مسيرته الآسيوية، ويسعون جاهدين إلى أن تكون هذه الورطة بمعزل عن أي نقاشات في الفترة الحالية. لا شك بأن الجابر نجح في تحقيق طموحاته الشخصية التي تتناسب مع إمكاناته، لكن هذه الإمكانات لم تحقق تطلعات الهلاليين الذين تعودوا على البطولات، وتسجيل الحضور المشرف في المسابقات المحلية والقارية، بدليل أن الزعيم تحول في هذا الموسم إلى حمل وديع، ولم يحقق أي من البطولات التي كانت مطمعا لجماهيره. المؤيدون من الهلاليين لبقاء سامي الجابر مدربا لفريقهم، يراهنون على التأهل لدور ال 16 من مسابقة دوري أبطال آسيا، لتوظيفه كإنجاز يدفعون به لتجديد الثقة، إلا أن عدم التأهل وهذا ما لا نتمناه يضعف من موقفهم أمام المنادين بضرورة التعاقد مع مدرب يتناسب مع تطلعات الجماهير الهلالية المنقسمة أيضا حول أداء الجابر. إذن، الهلال يعاني من ورطة سامي الجابر، وتجاوزها أو تحديد موقف الإدارة منها أمر في غاية الصعوبة، ومعالجتها بما لا يثير حفيظة أطراف مؤثرة داخل البيت الهلالي، أو الجماهير التي صدمت في هذا الموسم بعدم تحقيق أي بطولة، يتطلب نوعا من الحكمة عند اتخاذ القرار ليبدأ الهلال موسما جديدا يعوض من خلاله ما حصده النصر.