مواجهة تلو أخرى تنال من الثقة المفرطة بين الهلاليين ومدربهم الوطني سامي الجابر، الذي دخل منزلقا صعبا دلف إليه بفعل عدة عوامل وضعته على محك في علاقته بأنصاره الذين أدركوا حجم الورطة التي أقحمته فيها الادارة وعلى رأسهم الرئيس فضلا عن الشرفيين المؤثرين الذين خسروا الرهان مبكرا أو ليكن حتى الآن على أقل تقدير، وتحملهم الجماهير الزرقاء وزر هذه الخطوة التي زادت الضغوط على الجابر نفسه وعلى فريقه وعليهم تحديدا، خاصة في ظل صحوة الغريم التقليدي وعودته إلى منصات التتويج من بوابة الزعيم، وهو الأمر الذي أوجع الهلاليين كثيرا وزاد من حنقهم على الذين دعموا هذه الخطوة في بادئ الأمر. 6 أشهر فقط من بدء الجابر فعليا مع الفريق الأزرق حفلت بجملة من المنعطفات الصعبة أفلح الجابر في بعضها وأخفق في بعضها الآخر، وذلك وفق رؤية الفنيين والمحللين الذين لم يروا في الفريق العاصمي هوية البطل رغم الحصاد والإنجازات التي حققها. ظلت الفرق الصغيرة عقبة للهلال حتى أنه كان يخرج بنقاط المواجهة فيها بصعوبة خلال الدور الأول من دوري زين للمحترفين، بدءا من مواجهة العروبة التي أفلح فيها نيفيز في خطف الفوز بعد دخوله وفي منتصف الشوط الثاني، ثم الاتفاق والفيصلي خارج الديار، حيث حفلت المواجهة بصعوبة ونجح نيفيز والشمراني في ذات الأمر في الابتعاد عن خطر التعثر، قبل أن يدخل منعطف المواجهات الثقيلة التي رأى كثيرون أنها المحك الفعلي له، وأمام الاتحاد كانت المواجهة صعبة ومثيرة ونجح في لملمة صفوفه في الشوط الثاني بعد أن تأخر بهدفين، أفلح معها نيفيز في إعادة الأزرق للواجهة بخماسية مثيرة سجلت 4 منها في غضون 10 دقائق ولعب فيها المحترف البرازيلي دورا كبيرا. ليجد الفريق نفسه متعطلا أمام الاهلي بالتعادل في مباراة صنف المحللون فيها الغلبة الفنية للمدرب بيريرا، ليخسر بعدها الفريق من الرائد حملت فيه الخسارة للتكتيك الدفاعي الذي فشل في التصدي للهجمات القليلة وخسر أول مواجهة، ليواجه الفريق في القصيم التعاون في مواجهة صعبة حسمت في الشوط الثاني وسجل نيفيز أولا قبل أن تنقذ جزائية القحطاني في آخر 8 دقائق الفريق من فخ التعادل. وأمام الشباب قدم مباراة الموسم بالنسبة له بحسب وصف محللين ونقاد حين نجح بفعل القوة الضاربة لهجومه ووسط الميدان في دك حصون الشباب برباعية، لكنه خرج بفوز صعب وباهت في الرمق الأخير أمام نجران في المواجهة التالية. وقدم مواجهته الأسوأ أمام النصر التي كانت الأكثر ألما للهلاليين حين خسر سامي أمام كارينيو بسهولة وبأخطاء دفاعية وصفت بالبدائية ولم تنجح معها الخيارات التي جلبها في تأمين المناطق الخلفية، وكان الخط الخلفي مسرحا للغريم التقليدي الذي انتزع الصدارة منه بعد أن فشل الجابر في أسوأ مبارياته في الدوري، والحال يتكرر أمام الشعلة ليخسر بالتعادل ثم يفوز على النهضة في الرمق الأخير من جديد، وأنهى الدور بفوز على الفتح وهو في المركز الثاني وبفارق 4 نقاط عن المتصدر النصر. وفي الدور الثاني بدأ بمستويات مشابهة وأفلت في آخر ثانية من التعادل مع العروبة قبل أن يعيد الجابر ترتيب أوراقه بصفقتين ثقيلتين عبر الكوري كواك والمحور سعود كريري وخرج منتصرا في أول مواجهة بعد التعديل أمام الاتفاق محققا الفوز بخماسية في واحدة من المباريات الصعبة، وتعادل مع الاتحاد في الرمق الأخير وحصد نقاط مواجهة الاهلي بهدف الشمراني ثم حقق انتصارات صعبة على الرائد بهدف في الدقائق العشر الأخيرة بهدف وهي النتيجة ذاتها التي كسب بها التعاون، ليتجرع بعدها خسارة مريرة من الشباب الذي أضعف حظوظه في الدوري بهدف قاتل، وهو الأمر الذي فتح أبواب الغضب عليه. وفي حصيلة للمواجهات السابقة تظهر الدقائق الأخيرة ونيفيز والشمراني في أجندة الجابر، ما فسر التخبط الفني الذي عاناه الهلال في هذه المرحلة. النقاد وعبر محطات مختلفة أجمعوا على أن الفريق العاصمي متراجع وأن الجابر يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية. يحمل المحلل الفني عبدالرحمن الرومي الجابر ضياع الحلم الهلالي في الدوري، حين حمله خسارة الفريق أمام الشباب، وقال لم يكن هناك عمل فني يؤهل للكسب من قبل سامي، الذي تأخر في التغيير وحين أجرى التغيير لم يكن في محله، وأضاف كان يجب عليه الاستعانة في وقت مبكر من المباراة باللاعب ياسر القحطاني ومحمد الشلهوب، أما دخول السالم فغير مجد، حيث إنه بعيد كثيرا عن المشاركة مع الفريق كورقة أساسية. فيما قال عادل البطي إن غلبة الطابع الفردي على اللعب الجماعي في الفريق الهلالي مشكلة لم يفلح الجابر في حلها، وأخفق المدرب الهلالي سامي الجابر في التغلب على هذا العيب طوال الموسم الحالي على حد وصفه في أكثر من موقع. أما الناقد الرياضي خالد الشنيف فقال في بعض القنوات إن مدرب الهلال سامي الجابر يتحمل الأخطاء التي كلفت الفريق الهلالي طموحاته، مشيرا إلى أن العناصر موجودة في الزعيم ولكنها تحتاج للتوظيف الجيد داخل الملعب. وقال إن عمل سامي الجابر مع الهلال جيد، ولكنه يتحمل الأخطاء التي تحدث من حيث غياب التشكيلة المناسبة التي يلعب بها منذ مواجهة الاتحاد. بعض أخطاء سامي بحسب المحللين: - التنظيم الدفاعي وتواضع أداء المحاور، خاصة في الدور الأول. - سوء توظيف عدد من العناصر المميزة وتراجع مستواها لذلك السبب. - التغييرات غير المناسبة في المباريات الحاسمة. - تفوق الأداء الفردي على الأداء الجماعي وعدم حل هذه المشكلة.