بين الهلال والبطولات علاقة عشق لا تنتهي، وهي علاقة لا يحتمل معها أي منهما البعد عن الآخر ولو لأشهر تعد على أصابع اليد الواحدة. الهلال فقط وعلى مدى الثلاثة عقود الماضية الذي لم يبتعد عن منصات التتويج لأكثر من موسم واحد، وهو الفريق الوحيد الذي تذوق جميع لاعبيه واستمتعت جماهيره بطعم كافة البطولات المحلية والخليجية والعربية والقارية، وهو الفريق الذي أعلن عن تأهله لبطولة أندية العالم الثانية من الملعب بعد فوزه ببطوله السوبر الآسيوية على فريق جابليو الياباني. وهو الفريق الذي اتفق على منحه لقب «الزعيم» تتويجاً لانجازاته. ٭٭ كان الموسم الماضي أحد أصعب المواسم إن لم يكن أصعبها بالفعل عندما خرج منه دون بطولة، وتلقى أقسى خسارتين في تاريخه، لدرجة ذهب معها البعض إلى كتابة المرثيات بذلك الفريق الذي كان زعيماً، وذهب آخرون إلى الحديث عن غياب قد يطول عن منصات التتويج لحاجة الفريق لبناء قاعدة جديدة تعيد له توهجه مرة أخرى. ٭٭ ولأنه الفريق الذي قد يمرض ولكنه لا يموت كما يؤكد محبوه فقد عاد بعد موسم واحد من الغياب ليعانق الذهب من جديد عندما افتتح الموسم ببطولة كأس الأمير فيصل بن فهد، ثم أتبعها ببطولة شرفية - بطولة التضامن ضد الإهاب - التي أقيمت بمشاركة الأربعة الكبار (الهلال، الاتحاد، الأهلي، الشباب). وها هو يحقق وبكل جدارة ثاني أغلى وأهم بطولات الموسم المحلية كأس سمو ولي العهد إثر فوزه على الفريق العنيد القادسية عقب مباراة وصفها النقاد بأحد أروع النهائيات. ولا يزال للمجد الأزرق بقية حيث ينافس الزعيم على بطولة أبطال العرب وبطولة دوري خادم الحرمين الشريفين. ٭٭ في نهائي كأس سمو ولي العهد كان كل شيء رائعاً على أرض درة الملاعب الذي اكتسى اللونين الأزرق والأبيض في لوحة جميلة كشفت حجم قاعدة هذا النادي ومدى عشق هذه الجماهير لفريقها الذي لم يخيب ظنها. الإعداد الهلالي للنهائي كان جيداً من الناحية الفنية والمعنوية لذلك بدأ التفوق الأزرق منذ البداية واستمر حتى والفريق المنافس يتقدم بهدف مفاجئ في ظل التفوق الهلالي لينجح الفريق في تحقيق التعادل ومن ثم التقدم والفوز المستحق باللقب الغالي الذي ضمن للفريق تواجداً آسيوياً بعد غياب موسم واحد فقط. ٭٭ هذا هو الهلال زعيم البطولات أو زعيم الأبطال - أسموه ما شئتم - فهو الفريق الذي لا تغيب عنه شمس البطولات. لذلك تبدو الكتابة عنه صعبة أو هي صعبة بالفعل، فالكاتب الذي قد لا يجد صعوبة بالكتابة الإنشائية عن أي فريق يحقق بطولة، حتماً سيقف عاجزاً عندما يكتب عن الهلال لأنه مهما أوتي من البلاغة أو الرصيد الثقافي سيجد نفسه مكرراً لأن البطولات الزرقاء لن تبقي رصيداً في ذاكرته!. باختصار ٭٭ للرئيس الشاب محمد بن فيصل بصمة واضحة على النادي بصفة عامة، وعلى الفريق الكروي بصفة خاصة، فقد أعاد بتعامله المثالي وحماسه وتواضعه الروح الهلالية التي غابت الموسم الماضي.. ونجح بحسن إدارته في كسب دعم أعضاء الشرف المادي والمعنوي، وأسهم بإعادة الجماهير الزرقاء للمدرجات. ٭٭ لأعضاء شرف الهلال دائماً شركاء في تحقيق الانجازات لأنهم بخلاف ما يحدث في الأندية الأخرى يدعمون من أجل النادي لا من أجل الأشخاص.. ٭٭ كل رئيس هلالي يستقيل من منصبه لا تنتهي علاقته بالنادي بترك كرسي الرئاسة.. بل تستمر هذه العلاقة من خلال الدعم المادي والمعنوي والوقوف مع الإدارة الجديدة. ٭٭ نجوم الهلال كانوا كباراً بالفعل.. وكان الجابر كالعادة في النهائيات نجم النجوم. ٭٭ شبكة الزعيم اسهمت من خلال التوجيه والمتابعة في تنظيم دخول الجماهير الهلالية واسهمت أيضاً في شحذ همم الجمهور للحضور والمؤازرة. ٭٭ القادسية الطرف الثاني في النهائي خسر مباراة ولكنه كسب احترام الجميع بشبابه الذين قدموا مع الهلاليين أحد أروع النهائيات وخسروا بشرف أمام فريق متمرس وخبير في مثل هذه اللقاءات. ٭٭ الكل أشاد بمستوى المباراة عدا محلل قناتنا الرياضية ماجد عبدالله الذي عجز عن الحديث فوصفها بالعادية ووصف الفوز الهلالي بالسهل لتدني مستوى القادسية. والشتالي تحدث عن العجلاني أكثر من الحديث عن المباراة. ٭٭ نشوة الانتصار قد تكونسبباً في خروج الهلال من بطولة أبطال العرب!