طالبت وزيرة الثقافة في البحرين الشيخة مي بنت محمد آل خليفة المجتمع المدني بمساندة الثقافة، خصوصا المشاريع التي تساهم في الحفاظ على الهوية. وقالت، خلال افتتاحها أول بيت تراثي على طريق اللؤلؤ ضمن برنامج ربيع الثقافة التاسع «قوس فرح»: «نحن اليوم بقلب أول بيت تراثي على مشروع طريق اللؤلؤ، أمام كم كبير من حكايات الغواصين، وفي داخل مكانهم الجميل والمتواضع، حيث يمكننا التعرف على أدواتهم، وثائقهم، أغنياتهم وتفاصيل حياتهم. من هذا البيت ستتتابع الحكايات، وسنتعرف إلى إرث جميل يجسد هويتنا ويحتفظ بمهنة زاولها العديد من أهالي المنطقة»، معربة عن شكرها لعائلة الشيخ راشد بن حسن آل خليفة، لقاء اهتمامها بالتراث والوعي بأهمية الحفاظ على البيوت الحضارية. ومشروع طريق اللؤلؤ الذي يضع في كل مرة بيتا تاريخيا على طريقه إلى حين اكتماله، يحكي هذه المرة حكاية الغواصين وبداية الشاطئ، من خلال البيت الذي ما زال يحافظ على طرازه المعماري القديم والأصيل، ويحتفظ بتفاصيل فراغاته وغرفه التي تسهم كل واحدة منها في قراءة فصول الحكاية، إذ تحتوي إحدى الغرف على مجموعة من أدوات الغواصين وبعض الوثائق مثل دفتر خاص بالغواص صادر عن حكومة البحرين ليدون فيه المعلومات الخاصة به مثل الأجور والديون المترتبة عليه للنوخذة، إعلان من حكومة البحرين بتخفيض سعر دفاتر الغوص، إعلان من حكومة البحرين بخصوص تنظيم وتحديد تاريخ بداية موسم الغوص ورواتب العاملين على ظهر السفينة وتنويه بالسماح لأحد الغواصين بالالتحاق بموسم الغوص. وفي غرفة أخرى، فإن فن الكاليغرافي على جدران المكان يدون بعضا من أغنيات البحارة، إلى جانب شاشة عرض تستدرج أصواتهم وبعضا من مشاهد حياتهم. أما الغرفة الأخيرة، فهي أكثر الغرف التي ما زالت تحتفظ بالملمس الطبيعي لجدرانها وتضم معرضا فنيا يرصد الغوص بقطع نحتية كبيرة. الغرف الثلاث جميعها منسقة حول الفناء الداخلي المفتوح (الحوش) الذي يعرض فيلما توثيقيا لحياة الغواصة. ويمثل بيت الغوص واحدا من 17 مبنى تراثيا في مدينة المحرق، والتي تكون في مجملها طريق اللؤلؤ المسجل على قائمة التراث الإنساني العالمي لليونيسكو، ولقد بدأت عمليات ترميم بيت الغوص منذ مارس 2013م، وبعد استكمال ترميمه أعادت وزارة الثقافة فتحه أمام الجمهور، ليكشف للزوار تفاصيل نمط حياة الغواصين، ويمكنهم من التعرف إلى الظروف المعيشية لطبقة ذوي الدخل المحدود من المجتمع البحريني أثناء عصر اللؤلؤ المتأخر.