تواصلت ردود الأفعال المختلفة والحادة على جريمة القتل التي وقعت في حي السويدي بالعاصمة الرياض خلال الأسبوع الماضي، والتي شكلت صدمة لمختلف الأوساط، حيث وثقت كاميرات الفيديو تفاصيل الجريمة المروعة التي هزت الآلاف ممن شاهدوا المقطع. وعن الآثار النفسية وتداعيات الحادث المؤلم قال ل(عكاظ الأسبوعية) الدكتور جمال الطويرقي أخصائي الطب النفسي إن بشاعة جريمة القتل في حي السويدي جاءت لأن أغلب الناس شاهدوا تفاصيلها التي حدثت وضح النهار وفي الشارع العام دون تدخل من أحد. وزاد الأمر بشاعة أن البعض ممن تصادف وجودهم في مسرح الحادث اكتفوا بتصوير الجريمة. دهشة للمتفرجين والمصورين وزاد الدكتور الطويرقي أنه ليس كل مريض نفسي فاقدا الأهلية وبمنأى عن العقاب والمطلوب في حالات كهذه إخضاع المريض لكشف طبي دقيق للتأكد من حالته النفسية والعقلية والبحث عن إدمانه أو تعاطيه للمسكر. وأبدى الطويرقي دهشته لوقوف البعض متفرجين على الجريمة دون مساعدة المجني عليه أو منع القاتل من إكمال جريمته أو التدخل لاستدعاء الشرطة أو الإسعاف. ووصف ذلك بأنه سلوك سلبي وأن انتشار المقطع بهذة السرعة يمثل خطورة على الأطفال، والمسؤولية عن الجريمة مشتركة بين عائلة الجاني والمستشفى الذي يخضع له المريض وكان من المأمول حجز مثل هذا المريض في مكانه الطبيعي مصحة أو مستشفى لحين اكتمال شفائه لمنع أذاه عن الناس. رفض تام للجريمة وزاد الطبيب النفسي أن ما تردد عن سوابق للقاتل في الاعتداء والضرب كان يستلزم التحرك، خاصة أنه كما قيل ظل يحمل السكين في يده منذ فترة، كما أن الوسط الاجتماعي في الحي الذي يقطن فيه القاتل يتحمل جزءا من المسؤولية لتقبل الوضع والتعايش معه وعلى المجتمع بكل فئاته ومؤسساته استهجان مثل هذه الحوادث البشعة. جريمه السويدي راح ضحيتها عامل هندي يعمل في بقالة ودخل الجاني الى المتجر لشراء علبة سجائر، وقدم للضحية مبلغ سبعة ريالات إلا أنه أصر على باقي المبلغ ثلاثة ريالات. عندئذ توجه المتهم إلى منزله وعاد حاملا سكينا في يده وباغت المجني عليه بطعنات سريعة فاضطر البائع الى الركض والهرب محاولا النجاة بروحه مستنجدا بالمارة، لكن الجاني أكمل تسديد طعناته في الطريق أمام أعين المارة ليفارق الحياة كما ظهر في مقطع الفيديو. متعاط وصاحب سوابق الناطق الرسمي المكلف في شرطة الرياض العقيد فواز الميمان أبلغ (عكاظ الأسبوعية) أن القاتل مواطن يبلغ من العمر 32 عاما، عاطل عن العمل ومن أصحاب السوابق وسجلت بحقة عدة قضايا والجاني الذي تم ضبطه في مكان قريب من الحادث كان محتفظا بسلاح الجريمة وكان في حالة غير طبيعية. وتم إيقافه في مركز شرطة العريجا فيما تم نقل جثمان القتيل لإدارة الطب الشرعي لإصدار التقرير الطبي. وأضاف المتحدث ان الفحوصات التي خضع لها الجاني كشفت إيجابية العينة التي أخذت منه ليتبين أنه كان وقت وقوع الجريمة متعاطيا لمادة مخدرة، فضلا عن أنه ظل يعالج في مستشفى الأمل للصحة النفسية. وتمت إحالة كافة الأوراق إلى هيئة التحقيق والادعاء العام بعد تصديق اعترافاته.