انتقد عدد من السائقين آلية العمل التي تنتهجها دوريات المرور الميدانية في مباشرة الحوادث المرورية، مشيرين إلى أنها تتأخر في الوصول إلى الموقع المحدد، ما يسبب إرباك حركة السير في العديد من الطرق الحيوية، ويفاقم الاختناقات المرورية. وأوضحوا أن الجهاز المستحدث يشوبه العديد من العيوب منها عدم وجود رقم خاص بكل منطقة يسهل التواصل مع موظفي نجم لمباشرة الحوادث في الوقت المناسب، مقترحين عددا من الحلول منها مضاعفة عدد الموظفين والسيارات لتتمكن من مباشرة حوادث السير التي تقع بكثافة في الطرق. المهندس علي صالح باسودان بين أن التطور الكبير في أجهزة المراقبة والرصد والكاميرات الاستطلاعية، لم تسهم في حل الكثير من مشكلات السير خصوصا في الجسور، مرجعا ذلك إلى عدم وجود حل أمثل من قبل شركة «نجم» التي تباشر حوادث السير. وذكر باسودان أن ما زاد الأمر تعقيدًا هو عدم وجود رقم خاص بكل منطقة يسهل التواصل مع موظفي«نجم» لسرعة مباشرة الحوادث، موضحا أن التواصل مع رقم مركزي يستدعي شرحا متعبا حتى يتم معرفة الموقع، لاسيما أنه البعض من موظفي نجم لا يعرفون تفاصيل لهجات المناطق المختلفة، ومعالم مواقع الحوادث ليسهل سرعة الوصول إليها، مؤكدا على أهمية وضع كاميرات مراقبة في الشوارع تسهل تحديد مواقع الحوادث والازدحام والاختناق المروري. واستهل يحيى مسرحي حديثه بالقول «لم تكتمل فرحة الأهالي بإسناد مهمة مباشرة الحوادث المرورية لشركة نجم، فهم في بادئ الأمر توقعوا أن تخلصهم من معاناة تأخر وصول دورية المرور في السابق لتحدد نسبة الخطأ وإجراء التقرير اللازم، لكنهم اصطدموا بأن «نجم» لم ينه المعاناة وبات هو أيضا يتأخر في الوصول لموقع الحادث، ما يتسبب في تأخر المركبتين المتصادمتين، وإرباك حركة المرور، واختناق السير»، مشيرا إلى أن المعاناة تفاقمت وزادت عن الحد المعقول. وأشار مسرحي إلى أن التأخر في الرد على المتصلين ما يقارب الساعة محسوبة على فاتورة المتصل، ولم تنته المعاناة عند هذا الحد بل الانتظار الممل تحت الشمس الحارقة لحين وصول دورية نجم لمباشرة الحادث والتسبب في اختناقات مرورية بسبب الحادث، متمنيا من إدارة المرور رفع مستوى الخدمة وتجنب هذه المشاكل. من جهته، ألمح ياسر محمد بكري أن ذاكرته لا تزال تختزن العديد من المواقف المزعجة على الطرق، مشيرا إلى أنهم توقعوا أن تسهم «نجم» في إنهاء تأخر مباشرة دوريات المرور للحوادث، إلا أن توقعاتهم جانبت الواقع. وقال: للأسف فرحتنا لم تكتمل بتكليف «نجم» متابعة حوادث السير، فأحيانا تقع حوادث بسيطة على الطرق، لكنها تتفاقم، وتتسبب في اختناق حركة السير، بسبب تأخر مباشرة «نجم» لها، متمنيا تدارك الوضع ومعالجة القصور فيها حتى يستفاد منها بالطريقة المثلى. وشكا سلمان محمد مشهور من المعاناة التي يعيشونها في حال تعرضوا لاصطدام بسيط على الطريق، مبينا أنهم يضطرون للانتظار لفترات طويلة، قد تزيد على ثلاث ساعات من أجل خدوش بسيطة تتعرض لها المركبة. وأفاد أن المعاناة التي تواجههم تتمثل في تأخر «نجم» في مباشرة الحوادث المرورية في بعض الشوارع والتي تؤثر على سير الحركة المرورية وخاصة في وقت الذروة، ملمحا إلى أن شركة «نجم» ترتكب بعض الأخطاء منها إبقاء المركبات على وضع الحادث المروري بحجة تخطيط الحادث المروري، ناهيك عن زمن وصول مسؤول الشركة مما يترتب على ذلك عرقلة في الحركة المرورية. بينما، ذكر حسين صالح باجبير أن الآلاف من الدقاق التراكمية تضيع يوميا عليهم بلا طائل، بسبب الحوادث المرورية سواء كانوا طرفا في حادث أو بنفس الطريق الواقع فيه بسبب الازدحام الذي يؤدي إلى تكدس المركبات بسبب تأخر وصول «نجم» إلى موقع الحادث. وقال «ما يثير حفيظتنا أن كثيرا من الحوادث التي تعطل حركة السير تكون بسيطة، وواضح فيها مرتكب الخطأ خصوصا التي تكون حالاتها اصطدام السيارة الخلفية بالأمامية وهي لها نصيب الأسد من هذه الحوادث وما تسببه من تعطيل لمن بهذا الطريق، كما يجب إيجاد آلية مثل تصوير الحادث من قبل أطرافه وتبادل وثائق التأمين وتقديمها لشركات التأمين كما هو معمول به في بعض الدول»، مقترحا وقوف السيارتين المتصادمتين على جانب الطريق، ريثما تصل الجهات المختصة موقع الحادث حتى لا يجري تعطيل الطريق. إلى ذلك، رأى المهندس محمد باسودان أن المشكلة تكمن في قلة عدد موظفي شركة نجم، إضافة إلى المركزية في استقبال الاتصالات بالاعتماد على رقم واحد، مقترحا عددا من الحلول لإنهاء المشكلة منها زيادة عدد الموظفين، والتصريح لمجموعة منهم بالتجول الدائم في الشوارع الرئيسية والأماكن التي يكثر فيها الزحام وعدم انتظار تصريح من الرقم الموحد بالتواصل معهم بل مباشرة الحوادث بمرونة وفتح مراكز اتصال في كل المناطق بدلا من الانتظار الذي يكون سببا رئيسيا في تزايد الحوادث وتعطيل السير. وأشار المهندس طارق طبيقي، إلى أن طريقة عملهم ممتازة ولكن مشكلتهم الوحيدة هي أنهم دائماً يتأخرون في الوصول إلى مكان الحادث، متمنيا إيجاد حلول لهذه المشكلة في أسرع وقت ممكن. وقال طبيقي «يتميزون أيضاً بالرد السريع على المكالمات الهاتفية وللأسف يتأخرون في الوصول إليك»، مطالبا بزيادة عدد الموظفين والسيارات في «نجم» ليتمكنوا من رفع مستوى الخدمة التي يقدمونها. وشدد خالد الغامدي على أهمية تدارك مشكلة تأخر مباشرة شركة نجم للحوادث المرورية خصوصا أن ذلك يسهم في إرباك حركة السير على الطرق، وقد يتسبب في وقوع حوادث أخرى. وألمح إلى أنه كثيرا ما يتأخر في الوصول إلى عمله، بسبب الاختناقات المرورية الناجمة من تصادم مركبتين، حتى لو كان بسيطا، ولا يستدعي الاستعانة بالجهات المختصة. بدوره أوضح العقيد زيد آل هاشم الناطق الإعلامي لمرور محافظة جدة، أن دوريات المرور ودوريات نجم لخدمات التأمين يعملان جنباً إلى جنب في مباشرة الحوادث والوصول إلى مكان الحادث بأسرع وقت ممكن والتعامل معها بشكل شريع، مشيراً إلى أن هناك متابعة مستمرة من قبل غرفة عمليات المرور والتنسيق فيما بين الضباط والأفراد الميدانيين.